صيام اللسان..!!

مدار الشمال

مدخل للشاعر عبد الله الصقري
شهر المحبة والرضا والتساميح
شهر التراحم والصلة والنفيلة
شهر التهجد والثنا والتسابيح
شهر الصيام اللي عظيم حصيله
- يظل شهر رمضان الكريم طيلة أيامه ولياليه يغمرنا بهذا الفيض الإيماني الغزير والإحساس المتلهف إلى عمل الخير والشوق إلى درجات الجنان ورياض الخلد بنفحاته وتجلياته العظمى.
ولعل في هذا الشهر الفضيل نجد أنفسنا أمام فرصة مواتية للتوقف عن الركض المتواصل طوال العام، للتأمل ومراجعة النفس تقربا إلى المولى - عز وجل - وذلك بالإحسان إلى الآخرين، والعودة إلى الله توبة وإنابة ورفع شعار الإخاء والتسامح وتطويع النفس البشرية على جملة من العادات والسلوكيات التي تسمو بالإنسان إلى أعلى مراتب الفضيلة.
- من هنا فإن خلق الصائم وسلوكياته الموجهة بتعاليم ربانية يفترض لها أن تمده بقدرة قوية على تطويع نفسه وكبح جماح شهواتها لكي تكون مثالاً للعفة عملاً وقولاً.
إن هذا الخلق الرباني العظيم يبلغ أسمى آياته في قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).
* (واللسان) كاحدى الجوارح يجب عليه أن يصوم هذه الأيام في أمور كثيرة أهمها فاحش القول والغيبة والنميمة وكل ما نهى الإسلام عنه وبالذات لأولئك الذين أصبح (اللسان) فيهم مطية تقودهم إلى الهلاك، بدلاً من أن يكون قارباً يسلك بهم طرق السلامة والنجاة والأمان.
* فما أخطر أن يصوم الفم عن الطعام بينما لا يصوم اللسان أخطاء الكلام فليس المقصود من الصيام الجوع والظمأ بل التهذيب والتأديب، وقد ضمن النبي - صلى الله عليه وسلم - الجنة لمن صان لسانه وهذبه وتعاهده وصح عن النبي صلوات الله وسلامه عليه أنه قال لمعاذ - رضي الله عنه - «كف عليك هذا.. وأشار إلى لسانه..».
- إن قدرة الإنسان على أن يتجاوز عن سيئة كل من يخطئ بحقه في هذا الشهر الفضيل متمثلا بقول أشرف الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام: (وإن سابّه أحد أو خاصمه فليقل إني صائم) يعني وجوب أن يتحلى المؤمن بفضيلة (ضبط النفس) الذي لا يعدو إلا أن يكون ضبطا (ذاتياً) لنمط من أنماط السلوك البشري وبالذات لأولئك البعض الذين يقفز فيهم (لسانهم) إلى المقدمة متخطياً العقل وحدود المنطق واللياقة وأبسط أنماط التعامل (المؤدب) بين بني البشر.
- فما أحرانا في هذه الأيام من وقفة تأمل أمام هذه الأخلاق ففيها سدنا، ومنها سنعود.
خروج:
أيضاً للشاعر عبد الله الصقري
احفظ صيامك لا يجي فيه تجريح
واقصر لسانك واجتهد بتعديله