مبدأ الثواب والعقاب..

أحاديث..وأحداث عبدالكريم الجهيمان

مبدأ الثواب للمحسن .. والعقاب للمسيء مبدأ سماوي تقره جميع الشرائع السماوية دنيا وأخرى.. كما تقره جميع الأنظمة البشرية والاجتماعية.
وأنواع الثواب والعقاب متعددة الأشكال .. ومتعددة الدرجات فكل ذنب عقوبته تتناسب مع أضراره الإنسانية أو الاجتماعية.. ومن جملة أنواع العقوبات الضرب بالعصا.. وليس الضرب بالعصا هو كل العقوبات...وارى بعض المقالات في الصحف يدور الجدل فيها على العقوبة بالعصا هل تباح أم تمنع.. ويتبع عقوبة العصا عقوبات أخرى .. ولا ادري كيف غفل هؤلاء المانعون من العقوبات عن الحكمة القائلة: «من أمن العقوبة أساء الأدب».. ومبدأ الضرب بالعصا هذا العقاب الذي يجعلونه وسيلة لمنع جميع العقوبات قد اقره الشرع لمكافحة بعض الذنوب..!فمن ذلك الحديث الذي يقول: «مروهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر».. ومنها جلد شارب الخمر.. ومنها جلد الزاني البكر.. فالتأديب بالضرب بالعصا مبدأ ثابت لا جدال فيه.. يبقى تحديد الضربات وبأي شيء.. وعلى أي كيفية .. وهذه تخضع لحكمة المشرع.. وتحريه للعدالة.. ومحاولته تجنب أو تجاوز الحدود المشروعة.. وقد شاع وذاع بين الطلاب أن الضرب وجميع العقوبات ممنوعة على المدرس وعلى إدارة المدرسة.. وشجع هذا المنع بعض المراهقين على الإساءة لبعض زملائهم.. او الإساءة لبعض المدرسين وارى ان الإساءة إلى المدرس تنطوي على مفاسد متعددة: أولاً أنها اعتداء من الصغير على الكبير.. وقد أمرنا أن يحترم صغيرنا كبيرنا..وثانياً أن المدرس يعتبر أباً روحياً .. والإساءة إليه تعتبر عقوقاً.. واستهانة بدوره التربوي والأبوي في آن واحد..
وثالثاً أن أي اعتداء على المدرس يعتبر اعتداء على ولاة الأمر الذين أمر الله بطاعتهم وامتثال أوامرهم ما لم يأمروا بمعصية.. فإن أمروا بمعصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.والشيء الذي ينفِّرون به من العقوبة هو الضرب.. والضرب في بعض الحالات يعتبر ضرورة .. وقد قال الشاعر الشعبي:
اضرب ولدك إن كان تبغيه يشفيك
لو زعلت أمه لا تخليه يرهاك
وقال الشاعر العربي:
فقسا ليزدجروا ومن يك راحماً
فليقس أحياناً على من يرحم
وقد قص علي أحد الأصدقاء قصة أحد الأولاد الذي كان يقسو عليه والده.. ويضربه عند كل هفوة!! وكبر الولد واستمر والده على ضربه.. ونبت شارب الشاب وأحس أنه قد شب عن الطوق.. وتجاوزالسن الذي يضرب عليه الشاب..فقال لوالده ذات يوم وقد هم بضربه: أيا والدي لقد كبرت وصرت رجلاً وخط شاربي..فأجابه والده بقوله: والله لا يردني عن ضربك ولا لائح الشيب!!
وصبر هذا الابن البار على تلك القسوة حتى تلاشت مع الزمن ولم يؤثر ذلك على هذا الابن الصابر البار بوالده بأنه صار من انجب الاولاد وأنفعهم لنفسه ولعائلته ولوطنه!! فيا حبذا لو يؤخذ من هذه القصة وأمثالها دروس تبني الشباب وتربيهم على الصبر الذي عاقبته من أحسن العواقب والله الهادي إلى سواء السبيل..