سورية: ازدياد معدلات استهلاك الطاقة يُبرز أهمية الصخور الزيتية في توليدها

درعا (سورية) - سانا - في ضوء ازدياد معدلات استهلاك الطاقة الكهربائية في سورية وارتفاع قيمة الوقود اللازم لتغطية الطلب على الكهرباء، تبرز أهمية دراسة الصخور الزيتية في سورية وتحديد أماكنها ومواصفاتها الكمية والنوعية، وإمكان استثمارها وشروطها، والاستفادة من النتائج الإيجابية لتحديد أطر استخدامها ومجالاته، بناء على تجارب الدول الأخرى في هذا المجال.
وأعلن مدير فرع الجيولوجيا والثروة المعدنية في المحافظة يوسف الفروخ، أن «مواصفات صخور السجيل الزيتي (الصخر النفطي) الموجودة بكثرة في منطقة وادي اليرموك تل شهاب زيزون حيط، في محافظة درعا تمتلك مواصفات نوعية، ويمكن أن تكون قابلة للاستثمار ويستفاد منها في مجال الحرق المباشر في محطات توليد الطاقة الكهربائية، وصناعة الاسمنت البورتلندي واستصلاح الأراضي، إضافة إلى استخدام الرماد الناتج من عملية الحرق كإضافات لتسميد الأراضي». وأوضح أن الاحتياط المكتشف في درعا «كبير، إذ دلت الدراسات والتحاليل التي أعدتها كوادر المؤسسة العامة للجيولوجيا، الى توافر العناصر النادرة التي تزيد القيمة الاقتصادية للخام».
ولفت الفروخ إلى أن الصخر السجيلي السوري والرماد في مكمن درعا «يحوي نسباً متدنية من الكبريت، علماً أن 70 إلى 80 في المئة من الكبريت تطرح مع الرماد الناتج، أما النسبة المتبقية فتتحول الى مُركبات تنطلق في الهواء».
وأبرز الجيولوجي عبدالكريم العبود، أن السجيل في وادي اليرموك «يحتوي على نسبة عالية من خام الفوسفات يتراوح بين 2 و19 في المئة مع آثار لفَلز نادر هو الهولانت، وتتراوح نسبة الرماد بعد الحرق بين 53 و 83 في المئة، ويحوي نسبة من غاز الفحم تتراوح بين 24 و 38 في المئة، ونسبة الكربونات من 78 إلى 96 في المئة. فيما يشكل الكالسيت بين 76 و 91 في المئة، اضافة الى نسبة متدنية من الدولوميت والكوارتز. اما نسبة اوكسيد الكالسيوم فتتراوح بين 3 و 48 في المئة».
واعتبر أن «في حال استخدام السجيل في نطاق «ماستريخت» للحصول على الزيت، فستكون نسبة الأخير مرتفعة، بينما في حال استخدم في محطات الطاقة فيؤدي ارتفاع نسبة الكبريت إلى اتحادها مع الفحم لتعطي الجص، ما يخفف التلوث البيئي». وأكد أن استخدام السجيل الزيتي «ممكن في محطات إنتاج الطاقة الكهربائية وأفضل أنواعه يستخدم للحصول على الزيت».
وقدّر العبود الاحتياط الجيولوجي في وادي اليرموك ب «26 بليون طن، فيما تشير منطقة الدراسة التفصيلية إلى أن الاحتياط المؤكد يبلغ 5.2 بليون طن».
ولفتت الدراسات والتحاليل المخبرية المنفذة حول الصخر الزيتي السوري، إلى أن «محتوى المادة العضوية فيه بين 8 و 15 في المئة، وتتحسن نوعيته في الأعماق، إذ يتميز بنوعيته الجيدة نظراً إلى قيمة تحول المادة العضوية فيه إلى زيت سائل، تصل الى 60 في المئة من محتوى المادة العضوية». كما أن «متوسط قيمة الطاقة الحرارية إيجابية وتدل إلى إمكان استخدامها في محطات توليد الطاقة الحرارية بالحرق المباشر».