انتفض بعض الكتّاب والمهتمين بالآثار في منطقة حائل وخارجها ضد حملات هدم قصر وقبر حاتم الطائي، إذ طالبوا بإزالة معاول الهدم والمعدات التي شوهدت بالقرب منهما في قرية توران، وعدم الانسياق وراء مقاصد المطالبين بهدمها بحجة زيارة غير المسلمين وتبرك بعض العامة لهذه الآثار، وردع العابثين بآثار حائل، بحثاً عن كنوز قديمة كما حصل في طابا وجبل أم سمان وغيرها. وأوضح مدير وحدة الآثار والمتاحف بمنطقة حائل سعد الرويسان ل«الحياة» أنه لم يحدث شيء لقصر حاتم الطائي في توارن، وأنه غير صحيح أن صاحب المبنى الطيني المجاور لقصر حاتم قام بهدمه لأنه ورث لأحد أجداده فقط. وأضاف أن الجهود الحكومية لحماية الآثار موجودة وواضحة، لكن المشكلة في عبث أشخاص في الآثار، فالناس قديماً كانوا يسكنون بالقرب من الآثار ثم يرحلون من دون العبث بها، لكنهم الآن قدروا أهميتها فأخذوا يعبثون بها. وطالب أحد المهتمين بالآثار والتراث والكاتب خلف الحشر (65 عاماً) بتدخل المسؤولين عن الآثار، وقال: «نزل على المثقفين والمهتمين بالآثار في المنطقة كالصاعقة خبر محاولة العبث والهدم لمعلم قصر حاتم الطائي الذي ساوته أيدي الطمع وتواطؤ إدارة الآثار والسياحة بمعدات ثقيلة حتى صار لا يُعلم له أثر إلا في الكتب الأثرية». وأشار إلى أن غالبية من يقوم بالتخريب والهدم في الآثار يبحثون عن الكنوز القديمة أو لسرقة الآثار كما حصل في طابا وجبل أم سمان وغيرها، وأن من يحتج بالمخالفات الشرعية جاهل، إذ لا يمكن التفريط بثروة وطنية بحجج واهية. وذكر الكاتب شتيوي الغيثي أن الإشكالية هنا في التصورات التقليدية تجاه رموز التاريخية، إذ يتم الترويج الشعبي لوجود الكنوز في تلك الآثار، وهيمنة خطاب التقليد في مسألة تبرك العامة بها، لافتاً إلى أنها قضية تجاوزها الزمن، فالمناطق السياحية لم تعد مكاناً للتبرك ولا في وجودها مخالفة شرعية، إذ إن القضية ليست دينية بقدر ما أنها قضية اقتصادية وتاريخية. وقال ناصر الشمري إن ما حصل يدمي القلب فكيف بآثار لها مئات السنين والسياح يقصدونها من كل مكان وفي ظرف يوم يصبح الطائي في كتب التاريخ فقط. مشيراً إلى أن مسألة التبرك بالآثار أكذوبة يرددها الحاقدون، وأنه حتى لو كان هناك من السياح من يقوم بذلك فهم قلة يمكن توعيتهم،. وكانت «الحياة» نشرت قبل أسبوع عن تخوف أهالي حائل من معاول الهدم بالقرب من قصر حاتم الطائي، وأن بعض المواقع الإلكترونية ورسائل جوال ناشدت المسؤولين عن الآثار والتراث التدخل بعد وصول معدات الهدم إلى قبر وقصر حاتم الطائي في توارن، إضافة إلى نفي صاحب المزرعة التي تضم القصر والقبر دالي العضيباوي أن يكون هناك هدم لآثار الطائي، وأن ما حدث هو هدم قصر طيني لأحد أقاربه بالقرب من قصر الطائي لتوسيع الطريق إليه.