قال رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون أن «لا مجتمع قادراً على إلغاء الجريمة، بل تبقى هناك حوادث وجرائم ثأر وتهريب أو تلك التي ترتكبها المخابرات السرية التي تعمل على أرضنا، لكن لا جريمة ولا أي نوع من الجرائم يمكن أن يحول مسيرة سلمنا والتفاهم والطمأنينة إلى شغب ومشكلات جماعية وصدامات شعبية. هذه ودعناها إلى الأبد». وانتقد عون بعد ترؤسه اجتماعاً لتكتله، طريقة تعاطي الإعلام مع متفجرة حارة حريك التي وقعت في مرأب لحركة «حماس»، معتبراً أن «لا لزوم لتضخيم الإعلام المتفجر أكثر من المتفجرة أحياناً». وقال: «الضاحية ليست أمناً خاصاً كما ادعى أناس توجهوا إلى حزب معين أو فئة معينة، الضاحية الجنوبية أو سواها، هي مسؤولية كل أجهزة المخابرات وخصوصاً إذا كان للجريمة طابع تفجيري، وهذا أمن وقائي ونأمل بأن يتوصلوا إلى الفاعل وكشفه لان الاستنتاجات في التحليل الصحافي ليست التحقيق وقد تكون الحقيقة في مكان آخر». وأوضح أن وزير العدل أجاب عن موضوع تأخير وصول القوى الأمنية الى مكان الانفجار في الضاحية «ونحن ننتظر نهاية التحقيق». وسأل عون الحكومة ووزارة الداخلية عن مصير الانتخابات البلدية، قائلاً: «يتحدثون في كل الأمور ما عدا استحقاق الانتخابات البلدية بينما الناس يريدون أن يعرفوا إن كانت ستجرى أو لا، وهل تجرى وفق القانون القديم أم وفق قانون جديد.. نريد أن نعرف لنتحضر لئلا نتفاجأ لاحقاً. نريد جواباً واضحاً». وعن موقف السفيرة الاميركية ميشيل سيسون من وجود سلاح خارج سلطة الدولة، شكر عون لها «غيرتها علينا من تخوفها من السلاح خارج الجيش»، آملاً بأن «تنتبه لنا خارج الحدود أكثر». وأيد نصيحة الأمين العام ل «حزب الله» للمسيحيين بالبحث في خياراتهم، قائلاً: «أنا قلت أموراً أخطر منها. المسيحيون في الديار المقدسة أصبحوا 1 في المئة بعدما كانوا 20 في المئة. الاجتياح الإسرائيلي للبنان هجر المسيحيين من معظم المناطق، وكذلك في العراق لم يستطع الأميركيون ومعهم الإسرائيليون حماية المسيحيين فيه. ما هي هذه الصدف حيث يتواجد الإسرائيليون يهجر المسيحيون. كلام السيد نصرالله لا يتناقض مع ما يحصل على الأرض». وأضاف: «أذكر رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع «عندما زارني لرد الزيارة وكان يوم قداس للرئيس رينيه معوض، عندها بحثت معه في هذا الموضوع ونبهته من أن أي صدامات في لبنان، أياً يكن طابعها، تضع المسيحيين في موقع الخطر، وهذا الحديث غير منشور والشهود عليه جورج عدوان وجعجع نفسه، هذا كان موقفنا الواضح ولم ننشره في الصحف لأنه في لبنان عندما تتكلم عن شيء يقولون أن هذا في نيتك وأنت ستفعله». وعن الحملة على نصرالله، قال: «هذا النوع من الصراعات لا يأتي بالطمأنينة والاستقرار. هذا الموضوع لن نشارك فيه لأن هناك موازين قوى موجودة حالياً تمنع أي موضوع، والحسم في شأن هذا الخلاف مستحيل حالياً، وكل الذين يريدون التعاطي بهذا الشأن سيقوضون الاستقرار النفسي فقط لأن الاستقرار على الأرض لا يستطيع أحد أن يقوضه فعلاً». وعن خيار المسيحيين قال: «أعتقد أنهم اتخذوا خيارهم. نحن خيارنا هنا حيث جذورنا وعشنا وسنعيش. وكل دعوات العنف هي خارج إطار الرسالات الآلهية بل من صنع البشر وكل تعميم ينبثق من رجل دين يدعو الى العنف هو يدعو لضرب الرسالة الالهية، وحق حرية المعتقد وقعنا عليه جميعاً وهو حق لكل الافرقاء». وأضاف: «لا أحد يراهن على أحد آخر خارج إطار مجتمعه ومحيطه. إن ربحنا سنعيش معاً وإن خسرنا سنعيش معاً. لا أحد يستطيع أن يربح على الآخر، والنزعة إلى السيطرة هي جريمة من أي جهة أتت ضد المجتمع الواحد. نحن نسير في اتجاه التوازن والمشاركة تمهيداً للوصول الى المساواة بين الأفراد. حين نصل الى ذلك نصل الى مجتمع المساواة وإلغاء الطائفية. هذه ثقافتنا التي نبشر بها. لا نريد مجموعات تتصادم بل تتكامل لبناء مجتمع أفضل في المستقبل القريب».