في الشدائد تظهر معادن الناس الحقيقية. «كارثة» جدة أبرزت جلياً تكاتف المجتمع السعودي وحرص أبناء المملكة الذين يبعدون مئات الكيلو مترات على أشقائهم في عروس البحر المريضة، إذ بدأت مجموعة أطلقت على نفسها «بنات الرياض» بإطلاق حملات إلكترونية لما يمكن تقديمه لمساعدة منكوبي السيول. كما أطلقت جمعية «الشقائق» النسائية حملة باسم: «كوني مطمئنة» بهدف تخفيف آلام المصابين تحت شعار: «معاً وقت الأزمة»، فيما أطلق شباب (شبان وشابات) من طلبة الجامعات في المنطقة الشرقية حملة تضامن مع متضرري السيول في جدة لجمع التبرعات العينية فقط بالتنسيق مع جمعية «جود» الخيرية النسائية. (راجع ص8) وبدأت الشابة مي عبدالعزيز من مدينة الرياض حملة عبر موقع «الفيس بوك» تستنهض فيه همم شقيقاتها من بنات الرياض للمساعدة وفرز المساعدات العينية التي تمكنَّ من جمعها، وقالت على موقعها: «يا بنات سيكون اجتماع يومي الأربعاء والخميس المقبلين في مقر الندوة العالمية للشباب الإسلامي في حي الروضة من الساعة الرابعة عصراً وإلى العاشرة مساءً» وزادت: «نحتاج لمتطوعات لفرز الأغراض (التبرعات) وترتيبها». وفي جدة، شاركت جمعية «الشقائق» النسائية متضررات من السيول بحملة أطلقن عليها اسم «كوني مطمئنة» للتخفيف من هول المأساة، وقال المدير العام للجمعية عبدالمجيد رضوان: «إن الحملة تهدف إلى القيام بالواجب الشرعي والوطني تجاه الأسر المتضررة، وتقديم الدعم النفسي والاستشاري للنساء والفتيات اللواتي تعرّضن لأزمات نفسية». أما في المنطقة الشرقية، فلبى شبان وشابات من مدينة الدمام نداء الإنسان بداخلهم، وشرعوا بالتنسيق مع جمعية «جود» الخيرية النسائية بإطلاق حملة باسم: «مساندة» لجمع التبرعات لمتضرري السيول في جدة. وقال الناطق باسم الحملة أحمد اليعقوب: «الهدف من الحملة توفير الدعم بصورة عاجلة وطارئة لمساعدة المتضررين عبر التنسيق مع الجهات الرسمية المختصة»، وزاد: «ستستمر الحملة لمدة ثلاثة أسابيع قابلة للتمديد، لجمع التبرعات العينية في جميع محافظات ومدن المنطقة الشرقية، بما في ذلك المجمعات التجارية والجامعات». وفي وقت وجّه فيه محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني علي الغفيص بقبول أبناء وبنات شهداء الواجب على الحدود الجنوبية وأبناء شهداء السيول في جدة في جميع المعاهد التابعة للمؤسسة، يواجه المتضررون من كارثة السيول صعوبة في استخراج وثائق ثبوتية بدل وثائقهم التي تلفت جراء السيول، واصفين تعامل بعض الجهات معهم ب«غير المرن والمعقد».