تحت رعاية ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية، وولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، يفتتح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز آل سعود، نيابة عن ولي العهد غداً (الأربعاء)، قاعة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود للتراث الإسلامي في متحف الأشموليان في جامعة أكسفورد البريطانية. ويعتبر متحف الأشموليان من أقدم وأشهر متاحف العالم، وكان تقدم بطلب إلى الأمير سلطان بن عبدالعزيز، لدعم مشروع إنشاء قاعة للتراث الإسلامي، وكان تجاوبه مباشراً وسريعاً، إذ تبرع بمبلغ مليوني جنيه إسترليني لهذا الهدف السامي. وتقديراً لهذا التبرع الكريم، قررت إدارة المتحف تسمية القاعة "قاعة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود للتراث الإسلامي". وكانت أعمال توسعة وتجديد المتحف بدأت في عام 2005، واكتملت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لتضم قاعة الأمير سلطان للتراث الإسلامي ومرافق أخرى. ويأتي تبرع ولي العهد تواصلاً لما عُرف عنه من بذل سخي ودعم دائم لكل الجهود الإنسانية الخيرة على اختلاف مقاصدها وأهدافها، فيما تنبع أهمية هذا التبرع من أن القاعة ستيسّر إمكان عرض تحف وقطع أثرية إسلامية قيّمة، يملكها المتحف ولم يسبق أن عرضت للجمهور من قبل، لعدم توافر المكان المناسب لعرضها. ومن أهم جوانب التعاون الثقافي التي تحققت في إطار هذا التبرع السخي، تعزيز التعاون بين متحف الأشموليان والمتاحف في المملكة العربية السعودية، وتوفير عشر منحٍ للدراسات الجامعية في مجالي الدراسات الإنسانية والاجتماعية، خمس منها لدرجة البكالوريوس، والخمس الأخرى للدراسات العليا في جامعة أكسفورد العريقة، تحت اسم منح الأمير سلطان، تقدم للخريجين السعوديين المؤهلين. كما تعزز هذا التبرع متانة العلاقات العلمية والثقافية بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، وشمل تطور هذه العلاقات أخيراً ابتعاث عشرات الآلاف من الطلاب السعوديين للدراسة في المؤسسات الأكاديمية البريطانية، وتوقيع مذكرة تفاهم بين جامعة أكسفورد وجامعة الأمير سلطان للتعاون والتبادل الثقافي، وتوقيع مذكرات مماثلة مع عدد من المؤسسات الثقافية والعلمية السعودية، خصوصاً المتاحف. ويشكل تبرع ولي العهد حلقة في سلسلة الجهود المترابطة، التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والتي ترمي لدعم جميع المبادرات، التي تسهم في تقارب الحضارات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب، من خلال مشاريع ثقافية تهدف إلى التأكيد على أن ما يجمع بين أبناء شعوب العالم ويربط بين حضاراتها أكثر بكثيرٍ مما يفرقها. يذكر أن جامعة أكسفورد ستقيم مأدبة غداء على شرف ملكة بريطانيا والأمير محمد بن نواف، وسيحضرها، كما سيحضر حفلة الافتتاح، عدد كبير من المتبرعين والمسؤولين البريطانيين، ومدير وعمداء الجامعة، والمهتمون بالمتاحف، والمتخصصون في التراث الإسلامي، وجمع من المسؤولين.