يواصل برنامج «آخر من يعلم» عرض حلقاته على شاشة «أم بي سي» كاشفاً مزيداً من الأسرار والمواقف المحرجة والطريفة والمحزنة والمفرحة في حياة ضيوفه من فنانين ومطربين وممثلين. ولعل كشف المستور ونبش كواليس الماضي والبدايات هو ما يعطي البرنامج جاذبية كبيرة تدغدغ حس الفضول والحشرية لدى المشاهد للتعرف أكثر وعن قرب على الشخصيات الفنية العامة من زوايا مختلفة عادة ما تكون معتمة. والبرنامج الذي تقدمه الفنانة اليمنية أروى، يستضيف في كل حلقة إلى جانب كل فنان، مجموعة من أقربائه وأصدقائه وزملائه في العمل من دون معرفة الضيف بهوية الموجودين منهم. وهكذا عندما تبدأ أروى في طرح أسئلتها فإن «الحلفاء»، وهو مسمى الضيوف المستترين، يتمثل دورهم في إعطاء بعض المعلومات والخلفيات عن الأسئلة المطروحة لا يكشف عنها الضيف بالضرورة... لكنه مع طرح اروى للمعلومات التي يزودها بها «الحلفاء» على مدار الحلقة هي وجمهور الأستوديو عبر السماعات، يضطر الضيف للاعتراف بها. ولا يخلو البرنامج بطبيعة الحال من بعض التضييق النفسي على الضيوف بخاصة أنهم لا يعرفون هوية الحلفاء كاشفي أسرارهم إلا في نهاية الحلقة اتساقاً مع عنوان البرنامج. فهم آخر من يعلم، فضلاً عن القهقهات والهمسات التي يطلقها الجمهور عندما يسمع تعليقات الحلفاء فيدرك الضيف حينها أن ثمة لا محالة معلومة ما عنه قد سربت تواً إلى أروى والحضور والمشاهدين. وما يحسب للبرنامج تجنبه الغوص عميقاً في مسائل شخصية حساسة، فالتطفل بطريقة استفزازية فضائحية كما في برامج تدعي الجرأة، ليست واردة في «آخر من يعلم». إلا انه بتركيزه على مفارقات ولحظات فرح وترح وألم وأمل ونجاح وفشل في مسيرة كل فنان، يساهم ولا ريب في توطيد أواصر هذا الفنان مع جمهوره ومحبيه. فالبرنامج ينزع هالة النجومية ليعمل مبضع أسئلته واستقصاءاته عن ماضي الفنان وحياته الخاصة بعيداً من الأضواء حول ما يحب وما يكره، وعن سنوات طفولته وقصص حبه في المراهقة ومدى اجتهاده أو تقاعسه في سني دراسته الأولى وان كان مشاغباً أم مسالماً وصولاً إلى بداياته العملية وسبل دخوله معترك الحياة الفنية... ما يعطي صورة طبيعية عن الضيف وعن تجربته حتى الوصول إلى النجومية. والطريف أن الضيوف يبادرون هم أحياناً إلى كشف بعض أوراقهم قبل أن يكشفها حلفاء أروى التي يمكن القول انها أبلت حسناً في دورها كمقدمة برنامج صعب ومثير كهذا هي الآتية من عالم الغناء والطرب وفي أول تجربة تقديم تلفزيونية لها. ونجحت أروى في اكتشاف شخصيات ضيوفها بتوازن واتزان بعيداً من الإثارة. صحيح ان الفنان بوصفه شخصية عامة معرض دوماً لتلصص الجمهور والنقاد، لكن نقطة تألق وقوة «آخر من يعلم» تكمن ربما هنا في نجاحه في تسليط أضوائه الكاشفة على كواليس حياة ضيوفه وخصوصياتهم... لكن في إطار من الاحترام ومراعاة الذوق. ومثلاً في حلقة الفنانة نانسي عجرم وبعد أن أشارت إلى تعلقها بزميلها راغب علامة في أيام طفولتها حيث كانت تضع صورته فوق سريرها، اتصل البرنامج بالمغني وتبادل هو ونانسي التحيات ثم اخبرها راغب بأنه هو الآن من يضع صورتها فوق سريره. فعبر هذه المحادثة اللطيفة بين النجمين التي انطوت على تواصل إنساني، يمكن تلمس رسالة البرنامج في حضه على حب الحياة والفن عبر عرض سير ضيوف البرنامج الذين لم تكن طريق العديد منهم معبدة بالورود. ومن هؤلاء الفنان حسن عسيري الذي تحدث خلال استضافته في البرنامج عن بيعه البصل في سوق الخضار المركزي في مدينة جدة مطلع شبابه للتغلب على أعباء الحياة وتحقيق رغبته في اقتحام عالم الفن والتمثيل... وها هو الآن من ابرز نجوم الكوميديا السعودية والخليجية ومن كبار منتجيها. ماذا تخبئ حلقة اليوم من مفاجآت؟ الجواب مع سمية الخشاب ونايف الراشد ضيفي هذه السهرة. * «أم بي سي»، 20 بتوقيت غرينتش.