سبق «جبيع» هيئة السياحة والآثار في اكتشاف اماكن أثرية بكر في منطقة جازان يعود تاريخ بعضها للعهد الحميري، وامتلك بعض النقود التي كتب عليها «علي بن الحسين»، ربما عاد تاريخها للعهد العباسي، فهوايته بدأت منذ عام 2000 عندما اكتشف مناطق عدة مليئة بالآثار، بعد أن تسببت عوامل التعرية والرياح في جرف التربة عنها ليجد ضالته تحت تلك الرمال، كما يوجد لدى المواطن حمد إبراهيم خريزي المعروف ب(جيبع) الكثير من النقود الأثرية وبعض اللآلئ والجواهر، وأنواع من الصخور ذات النقوش والأشكال الرائعة. وعن هواية جمع الآثار وكيفية تطويرها، ذكر أنه يقرأ الكتب والصحف المتخصصة في الآثار، ما ينمي ثقافته في هذا المجال، إضافة إلى زيارته الكثير من الأماكن السياحية والمناطق الجبلية ذات الأشكال المختلفة، ليأخذ منها ما يراه مناسباً ويقتنيه، لافتاً إلى زيارته لوادي لجب وأن ما شاهده هناك من صخور رائعة لم يكن لها مثيل في المنطقة بأكملها: «إنها صخور لينة وذات ألوان زاهية تميل للون البيج مع خطوط ذهبية». وأضاف أنه توجد أماكن أثرية في منطقة جازان لم تقع عليها يد هيئة السياحة مليئة بالنقود المعدنية وقطع الفخار وأوان حجرية وعظام وأسلحة كخنجر من الفضة وحجول فضية، إضافة إلى قطع مصكوكة من عهد العثمانيين، وقال: «هناك أوقات يستطيع الإنسان البحث فيها عن الآثار وهي أوقات الغبار إذ تجرف الرياح الطبقة العلوية للغبار، وتتبقى الطبقة ذات الوزن الثقيل، وبهذا يصبح العثور على تلك الآثار أمراً سهلاً». وذلك ما حدث بعد أن استنزفت شركة لنزف الرمال الكثير من التراب إلى قرابة ال30 متراً إلى الأسفل، ليتم العثور على مبنى أثري دائري الشكل وطوله للأعلى قرابة 5 أمتار وعرضه قرابة 3 أمتار ولونه أحمر، مشيراً إلى أنه تم التحفظ على إحدى البلك المكون منه المبنى وشكله يشبه القرميد الأحمر ولكنه أصغر بقليل وصلب للغاية، والمبنى لا يزال موجوداً إلى الآن، إضافة إلى العديد من القلاع والحصون الأثرية في المنطقة. وفي سؤال عن أهم الآثار التي يمتلكها وإلى أي حضارة يرجع، ذكر أنه عثر في احد الأودية القريبة من الحدود السعودية - اليمنية على تمثال يتوقع أن يكون منقولاً من الجمهورية اليمنية، «كنت أشك أنه فرعوني نظراً لبعض الصفات التي يتميز بها، وبعد أن قرأت المزيد من الكتب عن الآثار والمواقع المتخصصة أيقنت بنسبة كبيرة أنه من الحضارة الحميرية، لافتاً إلى أن أحد المهتمين أكد أنه وجد تماثيل من البرونز والمرمر على صدروها زخارف مرمرية شبيهة لهذا التمثال في بعض مناطق اليمن، يعود تاريخها للعهد الحميري. وبعرض بعض القطع من الصخور على بعض الجيولوجيين، أشار المهندس عبدالرحمن الحمود، إلى وجوب الاحتراس من الصخور التي لا يعرف طبيعتها، «فربما كانت مشبعة بكميات كبيرة من غاز الرادون خصوصاً الواقعة في المناطق البركانية». من جهته، أوضح جيولوجي آخر أن تلك النوعيات من الصخور تستخدم للحام الذهب، «وعادة لا يتم التعرف على طبيعة الصخور بالعين المجردة، إذ ان هناك العشرات من الصخور المتشابهة، ولابد من عرضها على هيئة المساحة الجيولوجية السعودية حتى تتم دراستها وتحديد نوعها».