يفطر أهالي بيشة هذا العام على الفوانيس لتعيد إلى ذاكرتهم أياماً خلت لم تكن الكهرباء آنذاك مصدرهم للطاقة، إذ عاشوا انقطاعات للكهرباء متكررة ومستمرة أفقدتهم ممتلكاتهم من الأجهزة الثمينة، وبدأ عدد منهم يخرج ليفطر خارج منزله بحثاً عن نسمة هواء في ظل ارتفاع درجة الحرارة التي تقارب الخمسين درجة مئوية. عدد من المؤسسات والمراكز التجارية فضلت إقفال الكهرباء لمدة يومين خوفاً من انعكاسات سلبية على الأجهزة، ومدى الخسائر التي منيت بها بسبب الانقطاعات المستمرة للكهرباء، اكتفت شركة الكهرباء بتغريدة عبر حسابها الرسمي في «تويتر» لتؤكد اعتذارها إلى أهالي بيشة عن الانقطاع بسبب انخفاض في الجهد. مؤكدةً أن المشكلة ستحل بعد الانتهاء من مشروع خط النقل الجديد خلال الفترة القادمة. دون أن تذكر الشركة مدة زمنية محددة لانتهاء المشكلة، ودون أن تشعر المواطنين بوجود أي مشروع قادم سيتسبب في الانقطاعات التي تسببت في خسائر مادية فادحة. يذكر أن عدداً من المواطنين استاؤوا من هذه الانقطاعات التي كلفتهم الكثير في الجانب النفسي والمادي والمعنوي، وذكر فضيلة الشيخ صالح بن سفر الغامدي إمام جامع «إمام الدعوة» في بيشة أن المسجد مهيأ بأجهزة تكييف مركزية عالية الجودة، وتوقفها أو عطلها يكلف الكثير في الناحية المادية، إضافة إلى معاناة المصلين من شدة الحرارة. من جهته، أكد المواطن سيف الأكلبي أن الكهرباء تتوقف في المراكز والقرى لعدة أيام مما يتسبب في تلف اللحوم والمواد الغذائية التي يحتفظون بها، مطالبين بحل جذري لواقعهم الأليم. من ناحية أخرى، أكد محافظ بيشة الأستاذ محمد المتحمي أنه تواصل مع شركة الكهرباء في بيشة ومنطقة عسير، وأحال القضية برمتها إلى أمير منطقة عسير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز للنظر في معاناة أبناء بيشة من الانقطاعات المستمرة للكهرباء. وفي اتصالات متعددة بمدير كهرباء عسير المهندس منصور القحطاني، رفض الرد أو التعليق أو حتى الاعتذار عبر الاتصال الهاتفي للمواطنين بشأن الكهرباء، مؤكداً أنه ليس لديه رد في الوقت الحالي بشأن ذلك، مكتفياً بالصمت وتحويل هاتفه على برنامج البريد الصوتي. يذكر أن الانقطاع شمل مدينة بيشة، وقرى ومراكزها بما في ذلك المنطقة المركزية.