أعلنت الدول الست المعنية بملف النووي الإيراني نيتها الاجتماع الثلثاء المقبل في بروكسيل، للبحث في كيفية تحقيق تقدّم في محادثاتها مع طهران، فيما أعلن تنظيم «مجاهدين خلق» المعارض في الخارج، امتلاكه معلومات تفيد بتشييد منشأة نووية سرية محصنة، معتبراً أن تعليق آمال على الرئيس الجديد حسن روحاني «يشكّل خطأً فادحاً». وعلّقت ناطقة باسم الوكالة الدولية للطاقة النووية على ذلك، بقولها إن «الوكالة ستقوّم المعلومات المتوافرة، كما نفعل مع أي معلومة جديدة نتلقاها»، كما أشار ناطق باسم الخارجية الفرنسية إلى أن باريس «تقوّم المعلومة». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول إسرائيلي إنه لا يعلم شيئاً عن الأمر، سوى تقرير «مجاهدين خلق». ونسبت «رويترز» إلى ديبلوماسي غربي في الوكالة الذرية ترجيحه أن تكون «منشأة أنفاق لا يتحدث عنها الإيرانيون، لكن من دون صلة معروفة بالبرنامج النووي». لكن مارك هيبس، خبير عدم الانتشار النووي في معهد «كارنيغي»، اعتبر أن التقرير «يستحقّ اهتماماً وثيقاً»، لافتاً إلى «افتراض واسع باحتمال وجود بنى تحتية نووية إيرانية، سرية وقد تكون محصنة». وبعد ساعات على نشر تلك المعلومات، أعلن ناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أنها ستستضيف في بروكسيل الثلثاء المقبل، اجتماعاً لممثلين بارزين عن الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني، لمناقشة «كيفية التقدّم في الملف»، وزاد: «نحرص على تحقيق تقدّم ملموس في المحادثات، بعد انتخاب الرئيس الجديد» حسن روحاني. وكان «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية»، وهو الجناح السياسي ل «مجاهدين خلق» ويتخذ من باريس مقراً له، كشف العام 2002 استئناف البرنامج النووي الإيراني. لكن محللين يعتبرون أن المعلومات التي ينشرها، متفاوتة في أهميتها وصدقيتها، وأن لها أهدافاً سياسية. وورد في بيان للمجلس أن «شبكة مجاهدين خلق داخل إيران حصلت على معلومات موثوقة تفيد بوجود موقع جديد سري للبرنامج النووي»، مضيفاً أن «الاسم السري للمشروع هو منجم الشرق، نسبة إلى منجم قريب أو مشروع كوسار. والموقع موجود وراء سلسلة أنفاق داخل جبل في ضواحي مدينة دماوند» التي تبعد نحو 50 كيلومتراً شمال طهران. ولفت البيان إلى أن «بناء المرحلة الأولى من المشروع بدأ العام 2006 وانتهى أخيراً»، وشملت حفر 4 أنفاق و6 قاعات ضخمة، ومنشآت وطرقات. وذكر أن «بناء المرحلة الثانية من المشروع بدأ أخيراً، وان من المُقرّر خلالها تشييد 30 نفقاً و30 مستودعاً». وبثّ المجلس صوراً للموقع التقطتها أقمار اصطناعية، لكن الصور لا تقدّم أدلة قاطعة بكونه منشأة نووية. وأقرّ ناطق باسم المجلس بأنه لا يستطيع تحديد نوع النشاط النووي الذي سيشهده الموقع، لكنه اعتبر أن طابع الشركات والأفراد المشاركين في بنائه، يُظهر أنه نووي. واعتبر المجلس أن لروحاني «دوراً أساسياً في مواصلة البرنامج» النووي، مشدداً على أن اعتباره «معتدلاً أو تعليق آمال عليه، يشكّل خطأ فادحاً». في غضون ذلك، أكد السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أورن أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو «قادر» على اتخاذ قرار بضرب المنشآت النووية في إيران، لكنه اضاف أن الأخير «لا ينجرّ إلى حروب لا حاجة إليها». ولفت إلى «صفقة» بين نتانياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما، عنوانها «فلسطين في مقابل إيران»، مضيفاً أنها لم تُنفّذ، لأن أوباما لم يلجم إيران ونتانياهو لم يتقدّم خطوة تاريخية في اتجاه تأسيس دولة فلسطينية. وفي القدسالمحتلة، خاطب المخرج السينمائي الإيراني المعارض محسن مخملباف الإسرائيليين، لمناسبة عرض فيلمه الجديد «البستاني»، قائلاً: «أحبكم، ولكن من فضلكم لا تشنّوا هجوماً على إيران، هذا ليس حلاً ولن يؤدي سوى إلى زيادة الوضع تعقيداً». واعتبر أن «من الأفضل مساعدة القوى الديموقراطية الإيرانية». وأضاف ساخراً: «بعد زيارتي إسرائيل، سأُعتبر بلا شك عميلاً لموساد أو الاستخبارات الأميركية».