أعلنت إيران، أنها ستواصل محادثاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسط توتر متصاعد حول برنامجها النووي بعد الهجمات الإسرائيلية – الأمريكية الأخيرة، التي استهدفت منشآت نووية داخل أراضيها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي أمس (الاثنين): إن جولة جديدة من المفاوضات بين طهران والوكالة من المرجح أن تُعقد خلال الأيام المقبلة، موضحاً أن الزيارة الأخيرة التي قام بها مساعد مدير عام الوكالة إلى طهران، كانت مخصصة لبحث آلية التعامل بين الجانبين في أعقاب "الاعتداءات غير المسبوقة" على المنشآت النووية الإيرانية. وأضاف بقائي:"لم يسبق أن شهد العالم واقعة مماثلة، حيث تتعرض منشآت نووية لهجوم عسكري، ثم تخضع لاحقاً للتفتيش الدولي"، مشيراً إلى أن المحادثات الراهنة تركز على إعداد بروتوكول جديد للتعامل مع مثل هذه الظروف الاستثنائية، مع مراعاة هواجس الأمن والسلامة. وأكد المتحدث أن الاتصالات مع الوكالة"مباشرة ودائمة"، لافتاً إلى أن بعثة إيران في فيينا على تواصل مستمر مع مسؤولي الوكالة، رغم تغير مستوى النقاشات عقب الأحداث الأخيرة. ويأتي ذلك في وقت تصاعدت فيه الضغوط الأوروبية على طهران، إذ هددت "الترويكا الأوروبية" (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) بتفعيل"آلية الزناد"، التي تعيد تلقائياً فرض العقوبات الأممية على إيران، بدعوى عدم تعاونها في الملف النووي. وفي المقابل، شددت إيران على أنها تتحرك بالتنسيق مع روسيا والصين لمواجهة هذه التهديدات، والحؤول دون إعادة فرض العقوبات التي رُفعت بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، مقابل التزام طهران بفرض قيود على برنامجها النووي. يُذكر أن إيران أوقفت تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ يونيو الماضي، عقب الهجوم العسكري الإسرائيلي الواسع، الذي دعمته الولاياتالمتحدة، واستهدف ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية، في خطوة وصفتها طهران ب"الحرب غير المسبوقة".