لصت في مقالي الفائت تحت عنوان »المجتمعات المنغلقة.. تبحث عن مذبحها« إلى ما خالصته أن المجتمع المنغلق في أي مكان غالبا ما يكون على مقربة من الصراعات المفرطة بداية في داخله، إما نتيجة لفقدان التوازن أو عطفا على هشاشة االنسجام في أقل التقديرات، خلصت أيضا إلى أن الحالة كما يظهر مرتبطة من أساسها بالنشأة على ما يمكن توصيفه بمشروع الخصومة، يزيد المسألة تعقيدا تدني الوعي والعلة في كثرة بسطاء العقول إلى ذلك غياب أو تغييب فكرة إعمال العقل التهمة .المرافقة لهذا النوع من المجتمعات على أية حال إذا كان تدني الوعي مصيبة تولد التشدد الذي يصعب مع حدوثه إصالح االعوجاج أو رتق الخلل، فإن تغيب العقل أو غيابه حالة أشد وقعا غير أنها لزوم ما يلزم للمراوحة في المكان ذاته في محيط مليء بالحواجز، وهنا تتعثر خطى الخروج .من ضيق اآلني وتعرجاته إلى براح اآلتي عموما، في عالمنا اليوم وعبر وسائل اإلعالم االجتماعي بما فيها من وسائط الهيمنة على الكثير من جوانب الحياة هناك ما يلفت النظر، يتعالى صوت المكاشفة المصحوبة بالحدة وتناثر األسئلة التي ال تستوعبها تأمالت الظهيرة كما يقال، بعض المجتمعات على مستوى الوطن العربي يخون بعضها بعضا، وتقصي من يخالف التوجه أو الراي - فوضى عدم التوافق حاضرة عارية، ويبقى المثير للدهشة أن المزايدات تدخل على الخط في كل جدال - المزايدات على اللحمة الوطنية تقفز إلى قلب المشهد وقبال .الوطنية نفسها وبعيدا عن كل جدال تبقى الوطنية بسمو معناها في أي زمان وأي مكان ال تقاس بطول الكالم وال بقصره أيضا كميته، حتى وإن أتت الكلمات منمقة، العبرة في األثر الصادق وترجمة األقوال إلى أفعال نزيهة وصادقة تسهم في رفعة الوطن وصون مكتسباته وخدمة أهله بصدق وإخالص، في المقابل اللحمة الوطنية ليست مجرد شعار، بل وعي عميق بأهمية التماسك وعظيم مردوده .العام اإليجابي على األرض والناس سالما وأمنا ما أريد الوصول إليه في الختام هو أن المجتمع الذي ال يصارح نفسه ويواجه مكامن الخلل داخله ويتكيف مع المتغيرات لركوب قطار التحول السريع إلى المستقبل، مجرد مجتمع مريض في حالة تطبيع مع األخطاء في نظر اآلخرين، حتى وإن تصاعد .التصفيق. أخيرا »إذا كنت في نعمة فارعها نقلا عن مكة