أوضح المستشار الشخصي والإداري أنس محمد الجعوان ل "الرياض" أن ما يُعرف في علم النفس ب "العلاقات التعويضية" أصبح ظاهرة متكررة في الحياة الاجتماعية، مشيرًا إلى أنها تعني دخول الفرد في علاقة جديدة مباشرة بعد انتهاء علاقة سابقة، سواء كانت زواجًا أو خطوبة أو ارتباطًا عاطفيًا. وبيّن أن الدافع وراء هذه الخطوة غالبًا هو سد الفراغ العاطفي أو الهروب من الشعور بالوحدة، أكثر من كونه رغبة في بناء علاقة مستقرة. وأضاف أن الأرقام تكشف هشاشة هذا النمط من الارتباط، إذ تفيد الدراسات بأن 90% من العلاقات التعويضية تنتهي خلال السنة الأولى، بينما لا يتجاوز من يستمر منها على المدى الطويل 10–15%. كما تشير أبحاث أخرى إلى أن متوسط عمر هذه العلاقات لا يزيد عن شهرين. ولفت الجعوان إلى دراسة أمريكية واسعة أظهرت أن نصف المطلقين تقريبًا يدخلون في علاقة جديدة قبل اكتمال إجراءات الطلاق، فيما يبدأ واحد من كل خمسة علاقة جديدة خلال ستين يومًا فقط من الانفصال، وهو ما يعكس اندفاعًا عاطفيًا لا يمنح مساحة كافية للتعافي. وعن الأثر النفسي لهذه العلاقات، أوضح أن البعض قد يجد فيها شعورًا مؤقتًا بالراحة أو وسيلة لاستعادة الثقة بالنفس بعد تجربة قاسية، غير أن مخاطرها تتجلى في إيذاء الطرف الآخر عندما يكتشف أنه مجرد بديل، أو في غياب أسس التواصل العاطفي العميق. وأكد أن من أبرز سماتها شيوع المقارنة المستمرة بين الشريك الحالي والسابق، وافتقارها إلى الاستقرار، مما يجعلها أقرب إلى "مسكن عاطفي" قصير الأمد. واختتم الجعوان بالتأكيد على أن تجاوز الانفصال يحتاج إلى وقت وصبر أكثر من استعجال الدخول في علاقة جديدة، مشددًا على أن العلاقة الصحية لا تُبنى كرد فعل لحظي، بل على وعي ناضج ورغبة حقيقية في تأسيس استقرار دائم.