في لوحة وطنية تنبض بالعطاء، يرسم أمير منطقة جازان الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز، ، ملامح نهجٍ قيادي فريد يقوم على القرب من المواطن، واستشعار احتياجاته، وتحويل توجيهات القيادة الرشيدة إلى إنجازات ملموسة على أرض الواقع، نهجٌ يجمع بين الرؤية الإستراتيجية والرصد الميداني، وبين الحكمة الإدارية والرحمة الإنسانية. منذ توليه إمارة المنطقة، انطلقت مسيرة تنموية متسارعة، عكست التزامه بالعمل الميداني المباشر، حيث شملت جولاته التفقدية كافة المحافظات ال16، قاطعًا أكثر من 2000 كيلومتر برًا و80 ميلًا بحريًا، لمتابعة تنفيذ ما يزيد على 700 مشروع تنموي وخدمي، بتكلفة تجاوزت 8.5 مليار ريال. هذه الجولات لم تكن مجرد زيارات بروتوكولية، بل محطات عمل حقيقية، امتزج فيها الإشراف المباشر بمتابعة التفاصيل، وتقديم التوجيهات الفورية لمعالجة احتياجات المواطنين. امتاز أسلوبه بالشمولية والإنصات الفعّال، حيث يلتقي بالمواطنين وجهًا لوجه، يستمع إليهم بإنصات يليق بقائد مؤمن بأن التنمية الحقيقية تبدأ من الناس، وتنتهي إليهم. وفي كل لقاء، يحرص على أن يكون القرار مقرونًا بالفعل، وأن تكون النتائج حاضرة قبل مغادرة الموقع. ومن خلال عملي السابق في إمارة المنطقة آنذاك، تشرفت بأن أتعلم منه معاني التواضع والإخلاص والتميز في أداء العمل الجاد، كانت تلك التجربة مدرسة قيادية متكاملة، ترسّخ أن القيادة الحقيقية ليست مجرد منصب، بل هي التزام يومي بالعطاء، وقدرة على ملامسة قلوب الناس قبل عقولهم. ولم يكن كبار السن والفئات ذات الاحتياجات الاجتماعية بعيدين عن وجدانه، بل حظوا بمكانة خاصة في اهتماماته وقراراته، إذ يوليهم عناية استثنائية ويحرص على تلبية مطالبهم، في تجسيد حي لقيم الوفاء والتقدير. إن ما تشهده منطقة جازان اليوم من تحولات تنموية ليس مجرد مشروعات شاهقة أو أرقام لافتة، بل هو انعكاس لرؤية قيادية تؤمن بأن التنمية تبدأ من الإنسان، وتصنع بالميدان، وتُتوج بالإتقان. وستظل هذه المرحلة، بقيادة الأمير محمد بن عبدالعزيز، صفحة مشرقة في مسيرة التنمية الوطنية، ونموذجًا يُحتذى به في فن الإدارة الرشيدة، وحسن الإصغاء، وعمق الأثر. * المشرف العام على الإدارة العامة للاتصال والإعلام – جامعة جازان