أعادت حركة حماس إحياء الأمل في مسار التهدئة بقطاع غزة بعد إعلان وسيط رئيسي، تلقي رد «إيجابي» منها على مقترح لوقف إطلاق النار، في حين لم تُبدِ إسرائيل موقفًا رسميًا بعد، وسط تحضيرات جيشها لتوسيع عملياته العسكرية في أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان. تصاعد المخاوف والتلويح الإسرائيلي بعملية واسعة النطاق أثار إدانات داخلية ودولية، خصوصًا مع تزايد المخاوف من تعريض الرهائن المتبقين في غزة لخطر أكبر. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن نحو عشرين من أصل خمسين رهينة ما زالوا على قيد الحياة. في المقابل، يؤكد فلسطينيون أنه لا وجود لأي مكان آمن في القطاع بعد مرور 22 شهرًا على الحرب، حتى داخل ما يُسمى ب«المناطق الإنسانية». تفاصيل المقترح والمتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أوضح أن حماس وافقت على شروط قريبة من مبادرة كان قد طرحها المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وتتضمن وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، مقابل إطلاق سراح جزء من الرهائن، ثم التفاوض على وقف دائم وعودة الباقين. وأشار الأنصاري إلى أن الاتفاق، إن تم، لن يكون تنفيذه فوريًا، مؤكدًا أن المرحلة الحالية لا تزال في طور النقاشات. دور الوسطاء وكشف وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن بلاده تدفع باتجاه اتفاق مرحلي، مع انضمام رئيس الوزراء القطري إلى المفاوضات الجارية مع قادة حماس. كما تمت دعوة ويتكوف للعودة إلى الطاولة بعد انسحابه سابقًا متهمًا الحركة بعدم الجدية. ولم يتضح بعد موقفه من الدعوة. من جانبه، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن «دفعة أخيرة» مطلوبة ل«هزيمة حماس»، متعهدًا بمواصلة الحرب حتى استعادة جميع الرهائن ونزع سلاح الحركة. استمرار الخسائر وميدانيًا، أعلنت مستشفيات غزة وصول جثامين 28 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال، نتيجة الغارات الإسرائيلية التي طالت دير البلح وخان يونس ومناطق قرب نقاط توزيع المساعدات. ومن بين الضحايا عائلة مكونة من خمسة أفراد قُتلت في خيمتها بمخيم المواسي، وفق ما أفاد مستشفى ناصر. وتجاوز عدد قتلى الحرب 62 ألفًا، وفق وزارة الصحة في غزة، نصفهم تقريبًا من النساء والأطفال. كما سجلت الوزارة وفاة 266 شخصًا، بينهم 112 طفلًا، بسبب الجوع وسوء التغذية منذ بدء الحرب. أزمة المساعدات ورغم دخول 370 شاحنة مساعدات الثلاثاء، تؤكد الأممالمتحدة أن الاحتياجات اليومية لا تقل عن 600 شاحنة، محذّرة من أن «أسوأ سيناريو للمجاعة يحدث حاليًا». وإسرائيل، التي تسيطر على جميع معابر غزة منذ مايو الماضي، قلّصت بشكل كبير حركة الإمدادات. وفي ظل تعثر الطرق البرية، لجأت بعض الدول إلى إنزال المساعدات جوًا أو شحنها بحرًا، لكن الأممالمتحدة وصفت هذه الأساليب بأنها مكلفة وغير فعالة. كما غادرت سفينة محملة ب1200 طن من الأغذية قبرص باتجاه ميناء أشدود الإسرائيلي تمهيدًا لإدخالها إلى غزة، بينما ارتفع عدد ضحايا فرق الإغاثة عالميًا إلى مستوى قياسي بلغ 383 قتيلاً عام 2024، نصفهم تقريبًا في القطاع. عام قياسي ومن جهه أخرى أعلن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عام 2024 شهد مقتل 383 عامل إغاثة في مناطق النزاع حول العالم، نصفهم تقريبًا في غزة والضفة الغربية، في حصيلة اعتبرتها المنظمة «جرس إنذار خطيرًا» للمجتمع الدولي. وهذه الأرقام الرئيسية: • إجمالي القتلى: 383 عامل إغاثة (ارتفاع من 293 في 2023). • غزة والضفة: أكثر من 180 قتيلًا (الأعلى عالميًا). • السودان: 60 قتيلًا (ضعف حصيلة 2023). • جنوب السودان: 47 قتيلًا. • لبنان: 20 قتيلًا (صفر في 2023). • إثيوبيا: 14 قتيلًا. • سوريا: 14 قتيلًا. • أوكرانيا: 13 قتيلًا (مقارنة ب6 في 2023). • نيجيريا: 31 قتيلًا. • الكونغو: 27 قتيلًا. الهجمات ضد فرق الإغاثة • إجمالي الهجمات الكبرى: 599 هجومًا (مقارنة ب420 في 2023). • إصابات: 308 عمال إغاثة. • اختطاف: 125. • احتجاز: 45. • أكثر الجهات المتورطة: القوات الحكومية والجماعات المسلحة التابعة لها. أبرز الهجمات الموثقة •رفح – مارس 2024: مقتل 15 مسعفًا في قصف استهدف مركبات إسعاف تحمل شارات واضحة، دُفنوا لاحقًا في مقبرة جماعية، ولم يُسمح لفرق الإنقاذ بالوصول إلا بعد أسبوع. مواقف الأممالمتحدة قال توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة: «الهجمات بهذا الحجم، دون أي مساءلة، تُعد إدانةً مخزية للتقاعس الدولي. حتى هجوم واحد على عامل إغاثة هو هجوم علينا جميعًا وعلى من نخدمهم». الاتجاهات الخطيرة • تصاعد أعمال العنف ضد فرق الإغاثة في 21 دولة خلال 2024. • الأرقام لا تُظهر أي مؤشرات على تراجع هذه الاعتداءات. • معظم الضحايا كانوا من الموظفين المحليين الذين يخدمون مجتمعاتهم في مناطق النزاع.