تشهد مدينة الرياض خلال الفترة من 25 إلى 27 أغسطس الجاري فعاليات مبادرة رحلة بنان وأصدقائها الأطفال، التي تنظمها هيئة التراث في مشروع مجمع سولتير، وذلك بعد نجاح محطتها الأولى في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة. وتستهدف المبادرة الأطفال بفعاليات تعليمية وإبداعية تهدف إلى غرس قيم التراث، وتعريفهم بمكانة الحرف اليدوية في الثقافة السعودية، من خلال أنشطة متنوعة تجمع بين المتعة والمعرفة. تأتي المبادرة استجابة لرؤية هيئة التراث في تعزيز وعي الجيل الجديد بأهمية الموروث الحرفي، عبر تصميم برامج تفاعلية تشجع الأطفال على التعلم بالممارسة، وتفتح لهم أبواب الخيال والإبداع. ومن خلال شخصية "بنان"، تُقدَّم الحرف اليدوية بصورة مبسطة وجاذبة، تجعل من التراث مادة معرفية قريبة إلى عقول الصغار ووجدانهم. تشتمل المبادرة على مجموعة من الأنشطة التي أعدت خصيصًا للأطفال، أبرزها: قراءة قصة "رحلة بنان والحرف اليدوية"، التي تقدم حكاية مشوقة تربط الخيال بالتراث. ورش حرفية تطبيقية تمنح الصغار فرصة خوض تجربة العمل اليدوي وصناعة منتجات بسيطة بأنفسهم. عرض كتب حرفية تفتح أمامهم نافذة على المراجع والقصص المصورة التي تحتفي بالموروث. عرض أفلام حرفية تقدم محتوى بصريًا ممتعًا يقربهم من عالم الحرفيين. عروض أدائية لشخصية "بنان" تضفي بعدًا مسرحيًا وتفاعليًا للفعاليات. تسعى المبادرة إلى تحقيق أثر مزدوج يتمثل في تعزيز الهوية الوطنية، عبر ربط الأطفال بموروث الحرف اليدوية، إلى جانب البعد التربوي الذي يعزز في نفوسهم قيم العمل اليدوي، وأهمية المهارة والإبداع، والاعتزاز بما تحمله الحرف من أصالة. تأتي مبادرة "بنان وأصدقاؤها الأطفال" في إطار احتفاء وزارة الثقافة بعام الحرف اليدوية 2025، باعتبارها رافدًا مهمًا للتراث الوطني وركيزة من ركائز الاقتصاد الثقافي. ومن خلال استهداف فئة الأطفال، تضع هيئة التراث أساسًا لنقل الحرف إلى الأجيال المقبلة، وضمان استدامتها عبر الدمج بين الترفيه والتعليم. تمثل هذه المبادرة نموذجًا حيًا على كيفية تقديم التراث بأسلوب عصري، يجمع بين المتعة والمعرفة، ويهيئ الأطفال للتفاعل مع ثقافتهم الوطنية. فهي ليست مجرد فعالية عابرة، بل خطوة استراتيجية لغرس الوعي الحرفي في جيل المستقبل، وتعزيز دوره في مواصلة رحلة الإبداع الثقافي السعودي.