هاجم رئيس مجلس الأمة الجزائري عبدالقادر بن صالح الذي يعتبر الرجل الثاني في الترتيب الدستوري في البلاد، الأحزاب والشخصيات الداعية إلى بدء إجراءات انتقال السلطة بسبب مرض الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، فيما خرج الوزير الأول عبدالمالك سلال ببيان قال فيه إن مرض الرئيس «سيصبح عما قريب مجرد حدث عابر». ودعا بن صالح «الأصوات الناعقة ودعاة التيئيس» إلى «ترك الرجل (بوتفليقة) يرتاح ويعود إلى الوطن لمواصلة رسالة البناء والتشييد»، مشيراً إلى أن الرئيس «بخير» بعد فترة علاج قاربت الشهر في مستشفى فال دوغراس العسكري في باريس إثر إصابته بجلطة في المخ. وقد يكون حديث بن صالح عن صحة رئيس الجمهورية جاء بطلب من سلال، خصوصاً أن البيانات الحكومية لا تلقى تصديقاً واسعاً في الشارع الجزائري الذي ترتفع فيه مطالبات بأن يظهر بوتفليقة صوتاً وصورة وسط اعتقاد بأن ما دون ذلك لن يجعل المعارضة تتنازل عن المطالبة بإعلان العجز الصحي. وقال مسؤول رفيع إن سلال عرض قبل أسبوع على شقيق الرئيس السعيد بوتفليقة الذي يرافقه في رحلة علاجه أن يتنقل فريق من التلفزيون الحكومي إلى المستشفى لنقل صور للرئيس. لكن الشقيق الأصغر لبوتفليقة «رفض الفكرة في الظروف الحالية». ويقصد بن صالح ب «دعاة التيئيس» الذين أشار إليهم في خطابه أمس في مجلس الأمة، دعاة تطبيق المادة 88 من الدستور التي تحدد كيفية انتقال السلطة ومدة الفترة الانتقالية في حال عجز الرئيس صحياً. وتخول المادة رئيس مجلس الأمة قيادة البلاد 45 يوماً لإثبات العجز ثم شهرين لتنظيم انتخابات رئاسية. وقال بن صالح في الخطاب الذي يعتبر سنداً لبيانات مقتضبة من الوزير الأول تتحدث عن تحسن صحة الرئيس، إن «بوتفليقة جنب البلاد الكثير من المحن والمآسي التي بات بعض البلدان القربية منا مسرحاً لها»، معتبراً أن «التغييرات التي عرفتها دول في المنطقة لن تطاول الجزائر رغم نداءات رسل الفتنة لأن الإصلاح الحقيقي الذي باشره بوتفليقة كان قد سبقها». ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن الوزير الأول أمس قوله إن مرض الرئيس «سيصبح عما قريب مجرد حدث عابر». وقال سلال: «أريد أن أطمئن المواطنين على الحالة الصحية للرئيس الذي لم يتم التطرق إلى خطورة حالته الصحية والذي يشهد تحسناً يوماً بعد يوم يخضع كما نصحه أطباؤه إلى راحة تامة بهدف الشفاء التام بعد أن أجرى فحوصات طبية في مستشفى فال دو غراس في باريس». وأشار إلى أن بوتفليقة المتواجد في فترة نقاهة في فرنسا «يتابع يومياً نشاطات الحكومة بانتظار عودته لمواصلة مهماته خدمة للجزائر والأمة». وأضاف: «إننا على يقين بأن الجزائريات والجزائريين سيفهمون أنه من خلال بث معلومات خاطئة من قبل بعض وسائل الإعلام الأجنبية عن رئيس الجمهورية الذي يعتبر المؤسسة الجمهورية الضامنة للاستقرار والأمن الوطنيين، فإن الجزائر هي المستهدفة في أسسها الجمهورية وتطورها وأمنها».