أظهرت دراسة حديثة نشرتها مجلة «ذي جورنال اوف ذي اميركان ميديكال اسوسييشن» الطبية (جاما) أنه كلما زادت المضاعفات في العمليات الجراحية تزداد معها ربحية المستشفيات في الولاياتالمتحدة، في نظام لا يشجع على رفع مستوى العناية الطبية. وخلص الدكتور سانيل ايبن أحد مسؤولي مركز ماساتشوستس لطب العين والاذن (ماساتشوستس آي اند إير انفيرماري) في بوسطن وأحد معدي الدراسة إلى: «أننا اكتشفنا مؤشرات واضحة تظهر أن تخفيف المشقات التي يعانيها المرضى وتحسين نوعية العلاجات يواجهان عرقلة» بسبب نظام الرعاية الصحية. وأشار الدكتور اتول غاواندي المشرف الرئيسي على الدراسة وهو مدير مختبرات اريادني وأستاذ الصحة العامة في جامعة هارفرد إلى: «كنا نعلن أن المراكز الاستشفائية لا تكافأ على جودة العناية التي تقدمها لكننا كنا نجهل كم من المال يقبضون عندما يتعرض مرضاهم لأوجاع» ناتجة عن مضاعفات العمليات. ويقدم المرضى الذين لديهم تأمين طبي خاص ويعانون مضاعفات إثر عمليات جراحية إلى المستشفيات التي يعالجون فيها هامشاً للربح أكبر بنسبة 330 في المئة (أو بواقع 39 ألف دولار للمريض) بالمقارنة مع المرضى الذين لا يعانون مضاعفات، وفق هؤلاء الباحثين. أما المرضى الذين لديهم تغطية ضمن برنامج «ميديكير» الفدرالي للضمان للمتقاعدين والذين يعانون مضاعفات إثر عملية جراحية، فيدرون هامشاً ربحياً أعلى بنسبة 190 في المئة للمستشفى الذي يعالجون فيه بالمقارنة مع أولئك الذين لا يعانون أي مضاعفات بعد العمليات. وبالنسبة لأصحاب المستشفيات، فإن بذل جهود لتقليص نسب المضاعفات الناجمة عن العمليات الجراحية، والتي يمكن تفادي أكثر عشر مضاعفات شيوعاً منها، يمكن أن يؤدي إلى تراجع كبير في الأداء المالي لمؤسساتهم، بحسب نتائج الدراسة. وتجري المستشفيات والعيادات سنوياً ما قيمته 400 بليون دولار من العمليات الجراحية، وعلى الرغم من وجود وسائل ناجعة للحد من المضاعفات، إلا أن التقدم في استخدام هذه الوسائل بطيء والسبب قد يكون بوضوح المحفزات المادية، وفق الباحثين. وقام الباحثون بتحليل بيانات عائدة إلى 34,256 مريضاً خضعوا لعمليات جراحية في العام 2010 في 12 نظاماً استشفائياً في جنوبالولاياتالمتحدة. كذلك حللوا عشر مضاعفات جدية يمكن تفاديها، ومساهمة كل منها في هامش الربح للمؤسسات الاستشفائية. وفي المحصلة، تم تحديد 1,820 عملية أدت إلى واحدة من المضاعفات على الأقل.