نوّه نائب وزير خارجية ايطاليا ستيفان دو ميستورا من بيروت بالجهود المبذولة لإبقاء الساحة اللبنانية بمنأى من أي تداعيات خارجية، مشدداً خلال زيارته امس الرئيس اللبناني ميشال سليمان على أهمية استمرار التواصل والحوار بين القيادات اللبنانية لإيجاد الحلول للمشكلات القائمة. وبحث الوزير الإيطالي مع سليمان دور بلاده المشاركة في قوات «يونيفيل» والتي تتولى قيادتها إضافة إلى الأوضاع في المنطقة. والتقى دو ميستورا رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور. وقال بعد لقاء ميقاتي إن بلاده «كما أوروبا وغيرها من الدول تراقب عن كثب ما يجري في هذا الجزء من المنطقة، وما يحصل في لبنان». وأشار الى أنه سأل ميقاتي عن «رأيه في الوضع في المنطقة وتأثير الأزمة الحاصلة في سورية على لبنان، وعن رؤيته الخاصة في شأن استقرار لبنان خلال هذه المرحلة». وقال: «من المهم جداً لهذا البلد الذي نحب ونحترم، وللأشخاص الذين يعيشون فيه أن يتمكنوا من تجاوز هذه المرحلة الدقيقة الحاصلة بفعل الأزمة في سورية، من دون قيام أي توتر كبير أو أزمة، لذلك نبعث برسالة مفادها أن الاستقرار والوحدة والاستقلال والأمن في لبنان عوامل مهمة جداً بالنسبة لنا، وأوروبا ستقف إلى جانب اللبنانيين في ما خص هذه الأمور». دعم مهمة الابراهيمي وأضاف: «بالنسبة إلى سورية، نعبّر عن دعمنا مهمة الأخضر الإبراهيمي، ونحض على وقف وتجنب ما يراه الجميع بأعينهم من معاناة رهيبة للسوريين»، مشدداً على ضرورة «ألاّ يتأثر لبنان بما يحصل». وأعرب عن حزنه لاغتيال اللواء وسام الحسن، وقال: «سأزور ضريحه لأننا نعتقد أن هذا يعكس احترامنا لرجل وبلد أرادا تجنب هذه الأزمة، ونتطلع للقيام بكل ما في وسعنا للتأكد من أن لبنان سيتمكن من تجاوز هذه المرحلة الصعبة». وبعد لقائه بري، جدد القول إن «إيطاليا كما أوروبا ستواصل دعمها للاستقرار في لبنان، لأن اللبنانيين أثبتوا قدرتهم على وضع مصلحة بلدهم أولاً». وكرر دو ميستورا بعد لقائه منصور، قلقه «في ظل الأزمة السورية، حيال استقرار لبنان وأمنه»، معتبراً أن اللبنانيين «قادرون على أن يتخطوا الغيوم التي تلبد الأجواء، وأن يحافظوا على استقرارهم ووحدتهم، ويقيموا حواراً في ما بينهم، وكذلك حواراً إقليمياً». وعما إذا كانت بلاده تقوم بمبادرة، قال دو ميستورا: «نود أن نرى المبادرة التي نعتبرها الأفضل تثمر على يد الأخضر الإبراهيمي، والذي يمثل مبادرة دولية»، لافتاً إلى أن مهمة الإبراهيمي تدور في حلقة مفرغة لكن «الإبراهيمي ديبلوماسي كبير، وفي الديبلوماسية نعطي المزيد من الوقت». وأوضح أن «إيطاليا تتمسك بموقف الاتحاد الأوروبي من الأزمة السورية، إذ يجب وقف العنف اليومي الذي يسقط القتلى ليل نهار. ولبنان يستحق ألا يكون ضحية تأثيرات هذه الأزمة». وعما إذا كان سيلتقي أحداً من «حزب الله»، لفت إلى أن «لقاءاته في بيروت تنحصر بالسلطات اللبنانية، نظراً لضيق الوقت». وزار دو ميستورا ضريح الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري في وسط بيروت ووضع إكليلاً من الزهر، كما وضع إكليلاً مماثلاً على ضريح اللواء وسام الحسن، ودوَّن في سجل الشرف عبارة: «بأعمق الاحترام والأسى، وباسم الشعب الإيطالي، ندعو الله ليرحم أبناء الشعب اللبناني العظماء الذين استشهدوا في سبيل وطنهم العزيز». وزار المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، كما تفقّد كتيبة بلاده والمقر العام لقيادتها في الناقورة، واجتمع الى قائد القوات الدولية الجنرال باولو سيرا.