أعلن وزير العدل التركي سعدالله أرغين أمس، اتفاقه مع رئيس «حزب السلام والديموقراطية» الكردي صلاح الدين دميرطاش على تجنب أي فعل أو تصريح يصعّد أزمة السجناء الأكراد المضربين عن الطعام منذ نحو 55 يوماً. أتى ذلك بعدما كرّر قادة من الحزب مساندتهم الإضراب عن الطعام وتضامنهم مع منفذيه، وجميعهم أكراد متهمون بالانتماء إلى «حزب العمال الكردستاني»، ما جعل رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان يقول إن «قيادات حزبية تدفع السجناء إلى الموت جوعاً، فيما تهنأ بالطعام وأكل الكباب في اجتماعاتها الدورية». وأتى كلام أرغين بعد لقاء سري ومفاجئ مع دميرطاش، أشار خلاله الوزير إلى مساعٍ لتسوية الأزمة وتنفيذ ما أمكن من مطالب السجناء. ويطالب المضربون عن الطعام بتحسين ظروف سجن زعيم «الكردستاني» عبدالله أوجلان أو وضعه في سجن منزلي، وبمنحهم حق الدفاع عن أنفسهم في المحكمة بلغتهم الكردية الأم، وتأمين تعليم اللغة الكردية لأطفالهم في المدارس الرسمية. ولفت أرغين إلى أن 680 من حوالى 900 سجين، ما زالوا مضربين عن الطعام، لكنه أوضح أن العدد يتغير يومياً. وأشار إلى أنه سيطرح على الحكومة هذا الأسبوع، تعديلاً دستورياً يتيح للمتهمين الدفاع عن أنفسهم بلغتهم الأم، مضيفاً أن مسألة تعليم اللغة الأم ليست من صلاحياته، لكنه استدرك أن الحكومة ستناقش ذلك، فيما رفض التعليق على المطلب المتصل بأوجلان. وكان أردوغان استهجن تلك المطالب، معتبراً أنها «لا تتصل بظروف السجن أو الاعتقال، بل هي نوع من ابتزاز سياسي ليس مقبولاً، يسانده حزب العمال الكردستاني وأتباعه الساسة من حزب السلام والديموقراطية». وأضاف: «لا تمارسوا الابتزاز، لن نطلق الزعيم الإرهابي (أوجلان)، لمجرد أنكم تطالبون بذلك ولأنكم تقومون بعمل مشابه». وذكّر ب «صدور عقوبة الإعدام في حق الزعيم الإرهابي المسؤول عن مقتل عشرات الآلاف في البلاد التي خففت مع ذلك تلك العقوبة. وتفيد استطلاعات رأي بأن كثيرين يؤيدون إعادة العمل بعقوبة الإعدام، لأن أهالي القتلى يعانون، فيما يحتفل آخرون بأكل الكباب».