يدخل فريقا الهلال والاتحاد السعوديان أول اختبار حقيقي في مشوارهما في النسخة الحالية من دوري أبطال آسيا، عندما يستضيف الأول نظيره بني ياس الإماراتي في دور ال16، فيما يستضيف الاتحاد بيروزي الإيراني، وجاء تأهل الهلال والاتحاد عبر البطاقة الأولى للمجموعة الرابعة والثانية، بعد أن أنهيا مشوار المرحلة الأولى من دون أية خسارة. الهلال - بني ياس الفريق الهلالي عانى كثيراً في منافسات المجموعات، وبقيت حظوظه بين الصدارة والخروج المر معلقة حتى المباراة الأخيرة أمام الغرافة القطري، التي نجح في تجاوزها ما منحه صدارة الترتيب، والفريق لم يقدم المستويات المقنعة لعشاقه طوال الموسم الحالي، إثر الأداء المتأرجح من مباراة إلى أخرى، والمدرب التشيخي هاسيك فشل في إيجاد أي حلول فنية على أرض المستطيل الأخرى، تاركاً الحرية التامة للاعبين للتحرك بين جنبات الملعب من دون أي ضبط تكتيكي، ما جعل الفريق يفقد جل هويته الفنية، وعلى رغم فوزه الأخير أمام الغرافة، إلا أن الجماهير الزرقاء أزداد قلقها على الفريق، خصوصاً أن الفوز جاء بشق الأنفس على فريق يفتقد معظم عناصره الأساسية، ومن أندية الوسط في الدوري القطري لهذا الموسم. الهلال بحاجة اليوم إلى حماسة وقتالية لاعبيه بعيداً عن أفكار التشيخي هاسيك، الذي سيحزم حقائب المغادرة بعد صافرة المباراة غير مؤسوف عليه سواء فاز الفريق أم خسر بحسب رأي الجماهير الهلالية، كما أن المحترفين الأجانب لن يكون لهم الحضور المؤثر عدا المغربي عادل هرماش لعدم وجود لاعب يملك خبرة كافية في محور الارتكاز، وتظل آمال الهلاليين معلقة على حيوية ومهارة نواف العابد وأحمد الفريدي متى ما تخلى عن الاستعراض المهاري غير مبرر، وكذلك حيوية سلطان البيشي على الظهير الأيمن، وقتالية عبداللطيف الغنام في منتصف الميدان، إلا أن الأخير يخدش جمالية أدائه بارتكاب الأخطاء قرب مناطق الخطر، ما يمنح الخصم فرصة الوصول إلى المرمى الأزرق، خصوصاً أن حراسة المرمى باتت الحلقة الأضعف في المنظومة الهلالية سواء حضر حسن العتيبي أم خالد شراحيلي. وعلى الضفة الأخرى، يسعى بني ياس جاهداً إلى تحقيق الإنجاز والعودة ببطاقة التأهل لدور الثمانية للمرة الأولى في تاريخه، والمدرب الأرجنتيني كالديرون يعرف الخطوط الهلالية جيداً، إذ سبق أن أشرف على تدريبه، لذا ستكون الأوراق الهلالية مكشوفة تماماً أمام كالديرون وهو على دراية كبيرة بمكامن ضعف وقوة الفريق الهلالي، وإن كانت نقاط الضعف تتفوق كثيراً على مصادر القوة، ومن المتعارف عليه أن كالديرون يحبذ الشق الدفاعي والاعتماد على الكرات المرتدة مستفيداً من قدرات المهاجم الخطير سانغاهور على الوصول إلى مرمى الخصم من أقصر الطرق. الاتحاد - بيروزي يشمر لاعبو الاتحاد عن سواعدهم من أجل تأكيد علو كعبهم على المستوى القاري، ومواصلة المشوار نحو الأدوار الحاسمة، ودائماً ما يزداد الفريق الأصفر قوة عندما يلعب تحت أنظار جماهيره، كما أن عودة المخضرم محمد نور بعد شفائه من الإصابة ستكون دعامة كبيرة جداً في مثل هذا المواجهة، إلى جانب اكتمال صفوف الفريق للمرة الأولى منذ بداية الموسم الحالي، إذ تخلو القائمة من الغيابات تماماً، ما جعل المدرب الإسباني كانيدا يؤكد قدرة فريقه على إسعاد الجماهير، وخطف بطاقة التأهل. الاتحاد يملك مقومات الانتصار كافة وبسهولة، متى ما تعامل لاعبوه مع مجريات اللعب وفق إمكاناتهم الفنية، فالخطوط الصفراء مزدحمة بالأسماء البارزة، سواء من العناصر الشابة بوجود معن الخضري ومحمد أبوسبعان وأحمد عسيري، أو لاعبي الخبرة العريضة أمثال حمد المنتشري وسعود كريري، ودائماً ما يكون للمحترفين الأجانب دور بارز في الانتصارات الاتحادية، إذ يشكل المصري حسني عبدربه قوة هائلة في منتصف الميدان، وكذلك المغربي محمد فوزي. وعلى الجهة الأخرى، تبدو مهمة بيروزي في غاية الصعوبة، في ظل الفوارق الفنية الكبيرة لأصحاب الضيافة، فالفريق الإيراني غير مؤهل على الإطلاق لمجاراة القوة الاتحادية، ولن يكون أمام مدربه مصطفى دينزلي خياراً أفضل من تحصين الخطوط الخلفية بأكثر عدد من اللاعبين، ومحاولة التسجيل عبر الكرات المرتدة، وتبدو فرصة بيروزي صعبة للغاية في العودة ببطاقة التأهل، كون الخصم يملك العديد من الأسلحة الهجومية القادرة على كسر أقوى الحصون الدفاعية.