بغداد - أ ف ب، رويترز - بدأت منظمة «مجاهدين خلق» الإيرانية المعارضة أمس الانتقال من معسكرها في مدينة أشرف في محافظة ديالى إلى مقر جديد قرب بغداد، في خطوة أملت الأممالمتحدة بأن تمهد لتوطين عناصر المنظمة خارج العراق. ووصلت صباح اليوم مجموعة تضم 397 معارضاً إيرانياً من بين 3400 لاجئ نقلوا من معسكر أشرف على بعد نحو 80 كلم شمال بغداد، إلى معسكر «ليبرتي» (الحرية) قرب مطار بغداد، على أن ينقل الباقون إلى المعسكر الجديد تباعاً. وتندرج هذه العملية في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الاممالمتحدة والعراق في 25 كانون الاول (ديسمبر) الماضي بعد مفاوضات مكثفة. وينص الاتفاق على نقل 3400 معارض للنظام الإيراني إلى معسكر ليبرتي، القاعدة الاميركية السابقة قرب بغداد، في إطار عملية من المفترض أن تنتهي بمغادرتهم البلاد. وكانت هذه المجموعة الأولى انطلقت بعد منتصف ليل أول من أمس على متن 18 حافلة ترافقها قوات الأمن العراقية من معسكر أشرف في ديالى إلى معسكر ليبرتي قرب مطار بغداد. وقال المستشار القانوني للحركة بهزاد سفاري صباح أمس: «نحن عند مدخل ليبرتي والحافلات تخضع للتفتيش»، لافتاً إلى أن القوات العراقية منعت نقل بعض الأغراض مثل الكاميرات وسكاكين المطبخ. وأعلنت بعثة الأممالمتحدة في العراق عن ترحيبها «بالعملية الآمنة التي تمت لنقل نحو 400 من سكان مخيم العراق الجديد (مخيم اشرف سابقاً) إلى الموقع الانتقالي الموقت الجديد للسكان، وهو مخيم الحرية». وقال الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة مارتن كوبلر الذي كان حاضراً عند وصول السكان الى المخيم إن «هذه هي الخطوة الأولى إزاء تحقيق مستقبل افضل لهم خارج العراق». وأضاف في البيان: «أشيد بالسلطات العراقية لقيامها بضمان سلامة وأمن عملية نقل أول مجموعة من السكان... حان الوقت للمجتمع الدولي لأن يؤكد علناً استعداده لاستقبال المتقدمين المؤهلين لإعادة التوطين». وفي مؤتمر صحافي مشترك مع مستشار الامن الوطني العراقي فالح الفياض، ناشد كوبلر «المجتمع الدولي أن يفكر جدياً بأخذ هؤلاء السكان». وأشار إلى أن «دور الأممالمتحدة الآن سيكون في اتجاهين، الأول قيام مراقبيها بمتابعة عملية الانتقال والذي سيتم عبر متابعة على مدى 24 ساعة في اليوم، وطيلة أيام الأسبوع، والأمر الأهم هو مسألة تحديد صفة اللجوء لهؤلاء الاشخاص، والتي ستقوم بها مفوضية شؤون اللاجئين». وستقوم المفوضية بمقابلة جميع عناصر المنظمة بهدف تحديد صفة اللجوء التي سيتم على أساسها إيجاد بلدان لاستضافتهم في شكل دائم، وفقاً لممثل الاممالمتحدة. وقال المسؤول الدولي إنه «من الواضح أنه ليس هناك مستقبل لسكان مخيم اشرف في العراق... المستقبل الأفضل لهم هو خارج العراق». وأكد الفياض أن «منظمة شؤون اللاجئين ستبدأ إجراء مقابلة مع اعضاء المنظمة لتحديد من يرغب منهم بالذهاب إلى إيران»، مشيراً إلى أن الحكومة العراقية ستكون «جهة تنفيذية». وفي ما يتعلق بالمدة اللازمة لاستكمال رحيل كل عناصر المنظمة عن العراق، اكتفى الفياض بالقول: «نتكلم عن فترة بسيطة من خلال اجراءات تقوم بها مفوضية شؤون اللاجئين لتحديد وجهة كل فرد». وكانت «مجاهدين خلق» أعلنت في بيان الخميس موافقتها على بدء إخلاء معسكر أشرف. وكان نظام صدام حسين سمح للمنظمة التي تعتبرها الولاياتالمتحدة منظمة إرهابية منذ العام 1997، بالاقامة في الموقع لحملها على مساندته في محاربة النظام الايراني خلال حرب الخليج الأولى (1980-1988). وبدأت «مجاهدين خلق» تمرداً عنيفاً ضد شاه إيران المدعوم من الولاياتالمتحدة في السبعينات، لكنها تحولت ضد الحكام الذين حلوا محله بعد الثورة الإسلامية العام 1979. وتقول إنها نبذت العنف وتريد اقامة دولة ديموقراطية. وجرد المعسكر من أسلحته بعد اجتياح الولاياتالمتحدة وحلفائها العراق في العام 2003، وتولى الأميركيون آنذاك أمن المعسكر، قبل أن يسلموا العراقيين هذه المهمة في العام 2010. وفي نيسان (أبريل) الماضي، شن الجيش العراقي هجوماً على المعسكر أسفر عن مقتل 34 شخصاً وأكثر من 300 جريح. واتهمت الحركة «قوة القدس» التابعة للحرس الثوري الايراني و «عملائه العراقيين» بشن هجمات صاروخية استهدفت معسكر أشرف. واعترضت الحركة على وجود الشرطة العراقية داخل معسكر الحرية، وقالت إنه لن يجري نقل مزيد من السكان إلا إذا غادرت الشرطة المعسكر، مرجعة ذلك الى الاشتباكات السابقة التي وقعت بين الجانبين في معسكر أشرف.