اعتبر وزير الداخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني أن الاعتداءات المسلحة الأخيرة التي استهدفت مناطق وصفها ب «الهادئة»، الغرض منها «تضليل» أجهزة الأمن. وقال معلقاً على الهجوم الأخير الذي نفّذته «القاعدة» في المنصورة بولاية برج بوعريريج (240 كلم شرق العاصمة) وراح ضحيته ما لا يقل عن 18 دركياً: «اعتقد أن الإرهابيين حاولوا القيام بعمل تضليلي في مناطق معروفة بهدوئها». وأوضح زرهوني، مساء أول من أمس، على هامش توقيع وزارته عقوداً لتجهيز البلديات أن «الأعمال الإرهابية الأخيرة وقعت في أماكن معروفة عادة بغياب كلّي للنشاطات الإرهابية، في حين أن هناك تراجعاً في المناطق التي اعتدنا فيها على مثل هذه الأعمال الإرهابية». ويبدو أن السلطات الجزائرية تشتبه في أن توجه «القاعدة» إلى تنفيذ اعتداءات ضد عناصر القوات المظلية الخاصة في باتنة (600 كلم شرق العاصمة) وضد فرقة الدرك في برج بوعريريج، ثم الهجوم على الحرس البلدي في خنشلة (400 كلم شرق العاصمة)، وكلها مناطق لا تحظى بمتابعة أمنية مشددة لغياب تمركز المسلحين فيها، يعكس على الأرجح تحضير التنظيم لاعتداءات ستحصل في المدن الكبرى، وقد تكون العاصمة هي الهدف الأول، علماً أنها ظلّت دائماً هدفاً رئيسياً ل «انتحاريي» التنظيم منذ عام 2007 عندما تحوّلت «الجماعة السلفية» إلى «القاعدة». ولمّح الوزير زرهوني، في هذا الإطار، إلى أن التنظيم يحاول لفت الأنظار نحو وجهة أخرى لتنفيذ عمليات في مناطقه التقليدية. وقال: «أعتقد أن (الإرهابيين) حاولوا القيام بعمل تضليلي في مناطق معروفة بهدوئها». وأطلق وصف «الأعداد القليلة» على عدد أفراد «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، قائلاً إن «الضغط ما فتئ يشتد على الإرهابيين الذين ما زالوا ينشطون والذين هم اليوم في أعداد قليلة جداً جراء الضربات التي يتلقونها باستمرار في إطار مكافحة الإرهاب». ومعلوم أن قوات الأمن قتلت خمسة مسلحين من المشتبه في تنفيذهم جريمة قتل رجال الدرك في المنصورة بولاية برج بوعريريج. وتتواصل عمليات التمشيط بوتيرة سريعة في غابات البويرة في منطقة القبائل لملاحقة بقية مجموعة المهاجمين. على صعيد آخر (أ ف ب)، تبنى «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، أمس، اغتيال مواطن أميركي في نواكشوط يوم الثلثاء الماضي. وأكد التنظيم في بيان نقلته مؤسسة «سايت» لرصد المواقع الإسلامية، انه وراء مقتل الأميركي كريستوفر لوجيست الذي اتهمه بأنه كان يمارس «نشاطات تبشيرية». وهدد التنظيم بشن هجمات جديدة ضد إدارة الرئيس باراك اوباما لأنه «يتابع سياسة جورج بوش نفسها» تجاه العالم الإسلامي. ودعا التنظيم الموريتانيين إلى المشاركة في ما سمّاه «الجهاد ضد الصليبيين» إلى جانب عناصر «القاعدة» في بلدهم. وكان الأميركي قُتل أمام مؤسسة لتعليم اللغة والمعلوماتية يديرها في نواكشوط.