أمير الرياض يوجه باستمرار العمل في إمارة المنطقة خلال إجازة ‫عيد الأضحى‬    عرض عسكري يعزز أمن الحج    123 ألف شتلة أشجار وزهور    السعودية تدرس الانضمام لبريكس    الماجستير لفاطمة الغامدي    جدة: تكريم 290 متميزاً ومتميزة في لقاء العطاء والطموح    المملكة تؤكد دعمها لقطاع الإبليات    تعليم الطآئف يعتمد تشغيل 6 مدارس للطفولة المبكرة ورياض الأطفال    فقدان طائرة عسكرية تقلّ نائب رئيس مالاوي    الملك وولي العهد يهنئان رئيس البرتغال بذكرى اليوم الوطني    ما هي نقاط الخلاف بين إسرائيل وحماس حول مقترحات بايدن؟    هزيمة قوية تدفع ماكرون للانتخابات    أوكرانيا تستخدم قواعد ناتو لطائراتها وروسيا تسميها أهدافا مشروعة    رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني: مشاوراتنا في السعودية ستثمر قريباً    كاسترو يحسم موقف لابورت    القبض على مخالفين لنظام الحدود لتهريبهما 24 كيلوغرامًا من الحشيش في نجران    رحيمي حلم النصر لتعويض ماني    قصف نازحين في مواصي رفح.. إسرائيل ترتكب 5 مجازر جديدة    السجن والغرامة والتشهير والترحيل ل 10 مخالفين لنقلهم 71 مخالفا ليس لديهم تصريح بالحج    أمير الباحة يكرّم عدداً من القيادات الأمنية نظير إسهاماتهم وجهودهم المميزة    الأمن العام: جاهزون لردع من يمس أمن الحج    مفتي المملكة: تصريح الحج من تعظيم شعائر الله    ضبط 1.2 طن خضروات تالفة في سوق الدمام المركزي    السفارة بمصر للمواطنين: سجلوا بياناتكم لاستخراج إقامة    500 من ذوي الشهداء والمصابين يتأهبون للحج    مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا عند مستوى 11853 نقطة    "هيئة النقل" لحملات الحج: بطاقة السائق ضرورية    محافظ هيئة الاتصالات يتفقد خدمات الاتصالات والتقنية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة    المنتخب السعودي يحصد 5 جوائز بأولمبياد الفيزياء    مانشيني: سنخوض "كأس الخليج" بالتشكيلة الأساسية    جامعة نورة تدفع بخريجات الدفعة الأولى للغة الصينية    حاجة نيجيرية تضع أول مولود بالحج    «الموارد البشرية»: بدء تطبيق قرار حظر العمل تحت أشعة الشمس اعتباراً من 15 يونيو    وصول 1075 من ضيوف خادم الحرمين من 75 دولة    الذهب يستقر عند 2296.17 دولار للأوقية    انحفاض الإنتاج الصناعي 6.1% في أبريل    خادم الحرمين يأمر باستضافة 1000 حاجّ من غزة استثنائياً    الطقس : حاراً إلى شديد الحرارة على الرياض والشرقية والقصيم    تطوير مضاد حيوي يحتفظ بالبكتيريا النافعة    عبدالعزيز عبدالعال ل«عكاظ»: أنا مع رئيس الأهلي القادم    شرائح «إنترنت واتصال» مجانية لضيوف خادم الحرمين    بعد ياسمين عبدالعزيز.. ليلى عبداللطيف: طلاق هنادي قريباً !    شريفة القطامي.. أول كويتية تخرج من بيتها للعمل بشركة النفط    المجلس الصحي يشدد على مبادرة «الملف الموحد»    الحج عبادة وسلوك أخلاقي وحضاري    وزارة الحج تعقد دورات لتطوير مهارات العاملين في خدمة ضيوف الرحمن    إعادة تدوير الفشل    خلود السقوفي تدشن كتابها "بائعة الأحلام "    أمير القصيم يشيد بجهود "طعامي"    محافظ الأحساء يرأس اجتماع لجنة السلامة المرورية    استشاري:المصابون بحساسية الأنف مطالبون باستخدام الكمامة    الدكتورة عظمى ضمن أفضل 10 قيادات صحية    انطلاق معسكر أخضر ناشئي الطائرة .. استعداداً للعربية والآسيوية    الشاعر محمد أبو الوفا ومحمد عبده والأضحية..!    محافظ القريات يرأس المجلس المحلي للمحافظة    وفد الشورى يطّلع على برامج وخطط هيئة تطوير المنطقة الشرقية    رئيس جمهورية قيرغيزستان يمنح رئيس البنك الإسلامي للتنمية وسام الصداقة المرموق    رئيس الأهلي!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رد فعل
نشر في الحياة يوم 20 - 10 - 2011


رثاء الأوطان والحضارات... والمنطق المعكوس
تعليقاً على مقال سعود المولى المنشور يوم الخميس 6 تشرين الاول (أكتوبر) 2011 بعنوان: «هكذا تتحطم الحضارات وتضيع الأوطن، القتل المجاني العربي نتيجة منطقية لنزعات التكفير والتخوين ماضياً وحاضراً».
الفكرة الرئيسية لهذا المقال هي تقرير أن المسلمين أهل السنة والجماعة تكفيريون وهم بذلك فرقوا الأمة الإسلامية، بل إن التكفير أصبح أداة لتصفية الحسابات بينهم إن على مستوى العلماء أو المذاهب أو الدول والحكومات، وحشد الكاتب لهذا الافتراء كماً كبيراً من الروايات والوقائع المغلوطة ووظفها توظيفاً هزيلاً لتحقيق أهدافه المكشوفة التي لا تخفى على من يتابع ويراقب المسألة العربية اليوم.
ويبدو أن الكاتب سعود المولى قد ركب موجة التشبيح الإعلامي المنتشر في لبنان هذه الأيام ولا سيما أن أصابع الاتهام متجهة إليه بالعمالة للغرب من أبناء طائفته.
إن الكاتب وهو أكاديمي وباحث في الشؤون اللبنانية والسورية بشكل خاص يعلم أنه لا ترابط بين ما يجري في سورية ولبنان اليوم وما نقله عمن سماهم العلماء الموثوقين الذين ذكر أنهم يكفرون شيخ الإسلام ابن تيمية لكنه يريد التوصل إلى الطعن في أهل السنة وفي ابن تيمية بالذات، لأنهم هم اليوم السند الحقيقي للشعب العربي السوري والشعب العربي اللبناني الذي يتعرض لمؤامرة خطيرة تستهدف عروبته وإسلامه وهويته الوطنية.
هذه المؤامرة التي تدار من طهران وما يعرف بحزب الله أو حزب اللات كما يقول الشيخ شمس الدين ومن خلال حركة أمل وفي العراق من خلال حزب الدعوة وغيره.
ويعلم الكاتب أن السنة والشيعة في لبنان بينهما من أوجه التعاون والاتحاد والاتفاق في أمور وطنية كثيرة ما يحسدهم عليه الأعداء، ولعل هذه الوحدة بين السنة والشيعة في لبنان هي التي جعلت شاه إيران بتوجيه من القوى الاستعمارية والصهيونية العالمية في ذلك الوقت يأمر موسى الصدر وهو مواطن إيراني بالتوجه إلى لبنان وفي السنة نفسها التي وصل فيها 1958 يأمر الرئيس فؤاد الشهابي بمنحه الجنسية اللبنانية! ليبدأ حركته الطائفية في تفريق المسلمين وإخراج الشيعة من سياقهم الديني والوطني إلى الطائفية المرتبطة بقوى الخارج (فأسس أفواج المقاومة اللبنانية) (أمل) فيما بعد ورفع هو وخلفاؤه من بعده شعار الثورة المسلحة لكن ضد من؟! إنها ضد المسلمين السنة في لبنان والمنظمات الفلسطينية. فمن الذين يهدمون الأوطان ويضيعون الحضارات يا دكتور سعود؟!
في عام 1985 وبعد نجاح ثورة الخميني اعلن تأسيس حزب الله في لبنان بجهود ودعم رموز الثورة الإيرانية في ذلك الوقت فهو فرع للثورة الإيرانية في لبنان هذه حقيقته التي يعلنها أمينه العام وهو حزب يعتقد أن الولي الفقيه لا تحده الجغرافيا فهو الذي يصنع القرار السياسي فهو كما يقول حسن نصر الله (الفقيه هو ولي الأمر زمن الغيبة) فمن الذين يقتلون العرب ويخونون أمنهم وأوطانهم يا دكتور سعود؟!
إن قلب الحقائق وانتهاج طريقة السوفسطائية في التمويه وجعل الباطل حقاً والحق باطلاً لا يغير من الواقع شيئاً هل يستطيع سعود المولى أن يخبرنا من الذين قتلوا الطفل حمزة الخطيب والمئات من أطفال سورية ولبنان من هم الذين يسحلون الشعب العربي السوري في المدن والأرياف السورية ويسحقون جماجم الرجال والنساء، وقبل ذلك هل يخبرنا من الذين اغتالوا المفتي حسن خالد وصبحي الصالح وسليم اللوزي صاحب مجلة الحوادث الذي قتل لأجل مقال نشره يتحدث عن نفوذ العلويين في طرابلس لبنان، ومن الذين أسقطوا بغداد قبل سنوات كما فعل أسلافهم من قبل واغتالوا الرئيس العراقي صدام حسين، وهم الآن يدمرون العراق وحضارته يقتلون أبناءه فمن الذين يهدمون الأوطان ويضيعون الحضارات؟!
إن حال أهل السنة والجماعة مع الكاتب سعود المولى وأمثاله كما قال المثل العربي رمتني بدائها وانسلت، وبالمثل الذي يقول: كاد المريب أن يقول خذوني.
أما زعمه بأن ابن تيمية يكفر الحنفية والشافعية والأشعرية فقد كذب على ابن تيمية وافترى، وأما قوله بأن فتاوى ابن تيمية تستخدم لتكفير العلويين والدروز والشيعة، فليعلم أن هذه الطوائف الثلاث كل طائفة منها تكفر الأخرى قبل أن يكفرهم غيرهم.
فليعد إلى الأصول الاعتقادية لتلك الطوائف الباطنية وليرَ صحة ما ذكره شيخ الإسلام وغيره عنهم، إن كان صادقاً في تحري الدقة والموضوعية وعدم التسليم بالأقوال على عواهنها بلا بينة ولا أخاله يفعل ذلك.
إن محاولة الكاتب في مقاله تصفية حسابات متأخرة بين تلك الطوائف وبين ابن تيمية محاولة فاشلة لأن ابن تيمية لم يخرج فيما قاله بحق هذه الطوائف عن الكتاب والسنة وإجماع المسلمين، ثم هو أمر لا يختص بابن تيمية بل يشاركه ويؤيده في ذلك علماء الإسلام قاطبة قبل وبعد ابن تيمية، ووجود خلافات بين ابن تيمية وغيره من العلماء لا ينفي دلالة البرهان على الحق والحق واحد لا يتعدد وإلا لوجب أبطال الرسالات لأن كل نبي ورسول له مخالفون ومعارضون يكذبونه في ما يقول، فهل يرفض الأنبياء وتطرح الشرائع لوجود مخالفين لها، هذا كلام لا يقوله عاقل فعاد الأمر إلى الاحتكام للقرآن والسنة وإجماع الأمة وكلها تدل على ما قاله ابن تيمية وغيره في هذه المسألة.
عبدالله عبيد الحافي - الرياض
أستاذ مساعد بكلية الملك خالد العسكرية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.