كثيرون يعرفونها عارضة أزياء ناجحة عالمياً وآخرون يتابعون اخبار نشاطاتها كسفيرة خيرية لمنظمة الصليب الأحمر الدولية أو صاحبة سلسلة المطاعم الأميركية "ديليز كافيه" وهناك هواة كرة القدم الذين يعرفون زوجها اللاعب الفرنسي كريستيان كارامبو ويحسدونه على مهارته فوق أرض الملعب وأيضا على شريكة حياته أدريانا، المعروفة عالمياً باسمها الأصلي أدريانا سكليرانيكوفا ثم في فرنسا باسم زوجها أي أدريانا كارامبو. ومهما كان الاسم تظل أدريانا واحدة، جميلة، فارعة الطول 182 سنتيمتراً يعتبرها خبراء الجمال والأناقة واحدة من أجمل النساء. وأدريانا سلوفاكية الاصل وتتنقل بين الولاياتالمتحدة وايطاليا وفرنسا وبلدها الاصلي لمتابعة نشاطاتها المتعددة، من دون ان تتخلى عن زوجها الذي يطوف قارات العالم مشاركاً في اكبر الدورات الرياضية، وكم مرة اعلنت صحف النميمة ان طلاق أدريانا وكريستيان على وشك الحدوث بسبب ابتعادهما عن بعضهما البعض وانشغالاتهما ما لا يتيح لهما الاستمتاع بالقرب والود والحنان وتكوين عائلة حقيقية. وفي الشهر الماضي عرض شريط المخرج الفرنسي جان لو هوبير "ثلاث فتيات صغيرات" وبطولة النجم الشعبي جيرار جونيو وأدريانا كارامبو في دور راقصة متزوجة من رجل قصير القامة، أصلع وبشع المظهر يعمل وكيلاً مهنياً لشريكة حياته ويدبر لها العقود كي ترقص في نواد ليلية هنا وهناك خصوصاً في مدن ريفية صغيرة ويعدها بأنه يخطط لمستقبلها الفني على المدى الطويل وبأنه سيحولها نجمة عالمية كبيرة. الفيلم متوسط المستوى وإن كان يتميز بمشاهد فكاهية طريفة وبأخرى قادرة على هز وجدان المتفرج ولكنه يسمح أولا وأخيرا برؤية أدريانا وجمالها الفذ طيلة ساعة ونصف الساعة ولا شك في أن هذه النقطة وحدها تجذب جمهوراً عريضاً إلى شباك التذاكر وتؤمن لمنتج الشريط حداً أدنى من الربح المضمون علما أن أدريانا تكشف هنا عن موهبة تمثيلية لا بأس بها مقارنة مع زميلاتها الطموحات إلى النجاح السينمائي من دون جدوى. التقت "الوسط" أدريانا في باريس عقب ظهور الفيلم بأيام قليلة وحاورتها: ما الذي حولك إلى ممثلة ولماذا في فرنسا مع أن الكثير من العارضات يحاولن غزو هوليوود؟ - أنا أعرف فرنسا جيداً بفضل زواجي من رجل فرنسي مثلما تعرف، وأحب متابعة السينما الفرنسية لأنها في رأيي مختلفة كلياً عن أي سينما في العالم كله. ومهما كانت هوليوود جبارة في طريقة تنفيذها أفلامها لا يوجد أي مخرج أميركي قادر على تقليد الأسلوب الفرنسي في كتابة السيناريوهات ولا في تصوير وتنفيذ الأفلام. وفي كل مرة حاولت هوليوود اقتباس أحد الأعمال السينمائية الفرنسية فشلت كليا لأن إمكاناتها المادية مهما كانت قوية لا تكفي للامساك بالروح الفرنسية. تابعت الأفلام الفرنسية في روسيا وأنا بعد صبية ولم أكتشفها فقط حينما تزوجت من كريستيان كارامبو، وأما عن كيفية تحولي إلى ممثلة بشكل مفاجئ فهو حصل لمجرد أن المخرج جان لو هوبير اتصل بي وطلب مني قراءة سيناريو فيلمه "ثلاث فتيات صغيرات" والتفكير في إمكان قيامي بأداء الدور النسائي الرئيسي فيه. قرأت النص ووجدته يختلف عما أشهده عامة في السينما وبالتالي أثار دهشتي وفضولي لكنني بقيت خائفة من الفشل كممثلة بسبب قلة خبرتي في هذا المجال ورحت أصارح المخرج بقلقي، فوجدته يطمئنني ويعبر لي عن نيته في الخضوع الى جلسات تدريب معي قبل التصوير مثلما يحدث في المسرح، فوجدت نفسي أمام موقف محير يتطلب مني البت سواء بمنحه ثقتي التامة والموافقة على المجازفة أو الرفض ونسيان الحكاية بالمرة. سألت زوجي عن رأيه ولاحظته يعيش حيرتي نفسها وخوفي من احتمال فشلي ان خضت التجربة، هنا تركت العنان لكبريائي ووافقت من دون تردد، وها أنا الآن معرضة للقيل والقال بعدما نزل الفيلم إلى الصالات ويراني كل من شاء فوق الشاشة الكبيرة التي لا ترحم وتجسد العيوب سواء كانت في الشكل أو الموهبة. هل من المعقول أن تخافين القيل والقال بشأن مظهرك بينما تصنفك المجلات النسائية الكبيرة بين أجمل نساء العالم؟ - لا اصدق كلام الصحف فأنا مثل أي إمرأة أخاف التقدم في العمر وظهور التجاعيد وترهل الجسد وكل هذه الأشياء التي يمكن مقارنتها بالسم في الحياة اليومية لكل امرأة. الظروف تقودني هل يعني كلامك بشأن التمثيل أنك لا تفكرين في التحول ممثلة بشكل جدي وطويل الأجل؟ - نعم، هذا بالتحديد ما أعنيه، فقد جاءتني فرصة التمثيل بالصدفة البحتة، ولن أسعى شخصياً إلى تكرار التجربة. هذا لا يعني أنني سأرفض العمل أمام الكاميرا في المستقبل لكنني أترك الظروف تقودني وسأقرر في ما بعد حسب جمال وأهمية كل عرض أتلقاه. لكن عمر عارضة الأزياء قصير مثلما يعرفه الجميع فماذا تنوين فعله عندما تتوقفين عن ممارسة هذه المهنة؟ - أنا إمرأة متعددة النشاطات ولا أعتقد بأنني سأشعر بالملل أو أعاني من البطالة إذا توقفت عن عرض الأزياء أو عن الوقوف أمام عدسات مجلات الموضة الدولية، فأنا أهتم بسلسلة المطاعم التي اقتنيتها وبنشاطاتي الخيرية غير أنني أهوى الكتابة جديا وأفكر في خوض تجربة إبتكار مقالات حلوة عن المرأة والأناقة وجمال البيت مثلا، في الصحافة النسائية. أنت فنانة وإمرأة أعمال وتقدمين الدليل القاطع على أن العارضة الحسناء يمكنها، على عكس الكلام الشائع، أن تتمتع بذكاء مماثل لدى أي إمرأة عادية المظهر؟ - أعتقد أن الكلام الشائع هو عبارة عن كلام فارغ وأتحدى كل من يعرف كلوديا شيفر وإيفا هرزيغوفا وكارلا بروني أن يجرؤ على اعتبارهن تافهات أو غبيات أو مجردات من الذكاء والثقافة. فشل في شباك التذاكر بمناسبة ذكر إيفا هرزيغوفا، ما رأيك فيها كممثلة في فيلم "موديلياني" الذي تتقاسم البطولة فيه مع النجم الأميركي أندي غارسيا؟ - أنا أعرف إيفا جيداً فهي من صديقاتي النادرات في إطار مهنة عروض الأزياء، وهي على عكسي تماما تحلم بمستقبل سينمائي وتخطط له منذ سنوات طويلة. أنا وجدتها ممتازة في فيلم "موديلياني" لكن الفيلم مع الأسف الشديد ضعيف المستوى اخراجياً، الامر الذي يفسّر فشله في شباك التذاكر، وإيفا تأثرت جداً لهذا الامر وحزينة لأنها اعتمدت على الفيلم كي يؤكد وجودها السينمائي ويسمح للجمهور العريض وأهل المهنة باكتشافها وبتقدير موهبتها الدرامية. وعلى العموم إذا لم يساعدها هذا العمل في فتح الأبواب الهوليوودية واسعة أمامها فهو لن يضر بسمعتها ابداً، لانه سيبقى مؤرخاً فوق قائمة افلامها وسيتيح لكل من يرغب في رؤية إيفا والحكم على طاقتها الابداعية. هل تعشقين كرة القدم؟ - تضحك أنت تسألني هذا السؤال بسبب زوجي أليس كذلك؟ نعم أنا أهوى متابعة مباريات كرة القدم واكتسبت هذه الهواية منذ أن تعرفت إلى كريستيان كارامبو أما قبل ذلك فلم أكن أهتم بالرياضة بالمرة لا كرة القدم ولا غيرها. وهو ما حدث مع زوجي، لم يكن يميل الى متابعة عروض الازياء، وأصبح الآن ملماً بأحدث مبتكرات شانيل وديور وكنزو، وله اطلاع واسع عن المبتكرين والعارضات الناجحات. هل تغارين كونه يعرف كل شيء عن العارضات؟ - تبتسم لا، وأنا من ناحيتي أعرف كل ما يمكن أن يعرفه المرء عن أبطال كرة القدم. أنت في فيلم "ثلاث فتيات" تؤدين شخصية راقصة جميلة جداً متزوجة من رجل دميم وقصير القامة يؤديه الممثل البارع جيرار جونيو، ألا تعتبرين هذا الموقف مفارقة غريبة اذ من الصعب على الجمهور أن يصدق أنك تحبينه؟ - هذا ما يبدو على الوهلة الأولى، لكن الأمر يختلف عند تدقيق النظر في الأمر واكتشاف كيف أن هذا الرجل يحب زوجته ويغرقها بالهدايا والعناية الفائقة ما يجعلها مع مرور الوقت ترتبط به ولا تقدر على فراقه. كلام كاذب لكنه يكسب لقمته من وراء مهنتها كراقصة؟ - هذا صحيح إلا أنه أيضا يحميها من متاعب مهنتها اضافة الى انه لا يتدخل في شؤونها او يبدي غيرتهإ فهو يحبها إلى حد الجنون ويتعذب في صمت شجاع يندر وجوده في أيامنا الحالية. أنها قصة جميلة ومؤثرة ذكرتني بأفلام زمان وأتمنى فعلا أن يتبناها الجمهور وألا يتردد إلى الصالات فقط لمشاهدتي خاصة أن هناك مجلة فرنسية معروفة كتبت أني أظهر مجردة من ثيابي في لقطة طويلة من الفيلم وهذا الكلام كاذب تماماً. هل تعرفين أن هناك مجلة كتبت أنك تترددين في بعض الأحيان إلى مطعم "ديليز كافيه" الذي تملكينه في باريس؟ - تضحك هذه المجلة تخدم أهدافي التجارية بلا شك، فلو تردد الجمهور إلى هذا المكان على أمل رؤيتي لازدادت إيراداته، لكن خيبة الأمل قد تحل مكان الفرحة في نفوس الزوار وهذا ما لا يعجبني ولا أرغب فيه بالمرة. أنا أقولها بصوت عال "لا تترددوا إلى المطعم لمشاهدتي فيه، بل تناولوا وجبة طيبة وإذا كنت موجودة ستكون المفاجأة اكبر". أنا أسافر كثيراً لذا لا يمكنني الوجود كثيراً في المطاعم التي أملكها هنا وهناك ولا أود خداع الجمهور في هذا لامر بأي شكل من الأشكال. وماذا عن الإشاعات الخاصة بزواجك شبه المنتهي والتي تسري منذ سنوات الآن؟ - أنا أتركها تسري ولا أعلق عليها والمهم في الحكاية سعادتي مع كريستيان كارامبو وليس كلام الناس