ما ان انتهى مونديال فرنسا 1998 بفوز البلد المضيف بالكأس، حتى بدأت الاستعدادات لمونديال اليابان - كوريا الجنوبية 2002. ويشهد بحر اليابان ربما اكبر ورشة اعمارية في تاريخ المنطقة لتكون الملاعب جاهزة مع كل ملحقاتها في يوم 31 ايار مايو 2002، موعد المباراة الافتتاحية لأول مونديال ينظمه بلدان آسيويان معاً. فعلى الجانب الياباني ارتفعت هياكل 20 ملعباً ولم يبق سوى اللمسات الأخيرة لتصبح جاهزة لاستقبال اللاعبين والجمهور، حتى ان ثلاثة ملاعب أصبحت جاهزة تماماً في الارخبيل الياباني، بينها ملعب يوكوهاما الذي سيستقبل المباراة النهائية. وتعود سرعة البناء والتجهيز الى كون هذه الملاعب ستشهد على أرضها الكأس القارية في أواخر شهر أيار مايو المقبل، في ما يشبه "التمرين" على المونديال، وستشترك في هذه الكأس كل من اليابانوكوريا الجنوبية والبرازيل والكاميرون وكندا والمكسيك واستراليا وفرنسا. وتقام المباريات على أرض ستة ملاعب موزعة بين اليابان وكوريا. وتخوض فرنسا، بطلة العالم، المباراة الافتتاحية لمونديال 2002 في 31 ايار مايو في سيول عاصمة كوريا الجنوبية، اما اليابان فتلعب مباراتها الأولى في نيغاثا. وقد تأكد ان البلدين المضيفين يلعبان على أرضهما في التصفيات الأولى، كذلك سيلعب كل منتخب من المنتخبات ال32 المشاركة مباريات التصفيات الأولى في بلد واحد. اما المنتخبات ال16 التي ستتأهل فسينتقل كل منتخب منها الى بلد آخر. فالمنتخب الذي لعب مثلاً في اليابان سينتقل الى كوريا، وهكذا. إلا ان الروزنامة النهائية للمونديال لن تكون جاهزة الا في مطلع شهر كانون الأول ديسمبر المقبل حيث سيجري في سيول سحب القرعة. وكي يتجنب المنظمون الضجة التي رافقت مونديال 1998 في شأن بيع التذاكر، فقد تقرر طرح 1.5 مليون تذكرة للبيع من أصل ثلاثة ملايين تذكرة. ويبلغ ثمن تذكرة المباراة النهائية في يوكوهاما بين 34 ألف ين و84 ألف ين. الا ان اكثر ما يشغل طوكيو وسيول هو موضوع الأمن. وقد اوفدت اليابان لجنة مؤلفة من 150 شخصاً الى هولندا وبلجيكا للاطلاع على الوسائل التي استخدمت في كأس الامم الأوروبية للعام 2000 لمواجهة المشاغبين الهوليغنز. ويعلق البلدان المنظمان آمالاً على تعاون دولي واسع في هذا الخصوص. ويستطيع المتفرجون في مختلف أنحاء العالم ان يطمئنوا منذ اليوم الى ان توقيت مواعيد المباريات سيناسب الجميع بشكل عام، اينما كانوا، سواء في الارجنتين أم في روسيا أم في جنوب افريقيا، وفي البلدان العربية لن يسهر المتفرجون الى ما بعد منتصف الليل، أو لن يضطروا الى الاستيقاظ في ساعة متأخرة من الليل ليشاهدوا المباريات، باعتبار ان المنطقة العربية تقع بين التوقيتين الأدنى والأقصى بالنسبة الى المكان الذي يجري فيه المونديال. وفي انتظار الحدث الكروي الكبير بعد أقل من 500 يوم تبقى علامة استفهام مرفوعة حول كوريا الشمالية واحتمال استضافتها عدداً من المباريات، خصوصاً بعدما سارت الكوريتان في افتتاح الألعاب الاولمبية في سيدني في وفد موحد. لكن العلاقات بين "البلدين"، على رغم التقارب والزيارات تبقى معلقة على المزاج الشمالي. والمونديال، بكل من وما فيه، لا يحب الأمزجة، ويفضل عليها الاستقرار التصفيات والتوقعات يشترك في نهائيات كأس العالم لكرة القدم 32 منتخباً موزعاً على القارات الخمس، باستثناء ثلاثة منتخبات مؤهلة حكماً هي: البلدان المضيفان اليابانوكوريا الجنوبيةوفرنسا حاملة كأس العالم. أوروبا: 50 منتخباً في 9 مجموعات، تتأهل منها المنتخبات التسعة الأولى، ثم تجري تصفيات ذهاباً واياباً بين المنتخبات التسعة التي حلت ثانية والمنتخب الذي حل ثالثاً في آسيا. والفائزون يتأهلون الى النهائيات أي خمسة منتخبات. ويبدو الوضع، حتى الآن، في المجموعات الأوروبية غير واضح تماماً، نظراً الى كون معظم المنتخبات قد لعبت ثلاث مباريات، الا ان المجموعة التاسعة التي تضم المانيا وانكلترا تبدو الأكثر حساسية. فانكلترا خسرت على أرضها ضد المانيا وتعادلت مع فنلندا لذلك من الصعب عليها ان تتأهل مباشرة، أي ان تحتل المركز الأول في مجموعتها. فلا يبقى لها في هذه الحالة الا المركز الثاني في مقابل كل من اليونان وفنلندا. وفي المجموعة الأولى تبدو حظوظ روسيا الأقوى، الا إذا فاجأت يوغوسلافيا الجميع، خصوصاً انها لم تلعب حتى الآن الا مباراة واحدة ضد لوكسمبورغ، فازت فيها 2/صفر، بينما حظوظ سويسرا تبدو متراجعة. في المجموعة الثانية تحتاج هولندا الى ما يشبه المعجزة بعدما خسرت على أرضها صفر/2 ضد البرتغال وتعادلت كذلك على أرضها مع ايرلندا 2/2. المجموعة الثالثة لم تحسم أمرها بعد، لكن تشيخيا تبدو الأوفر حظاً امام كل من بلغاريا ومالطا وايسلندا. في المجموعة الرابعة تحتدم المنافسة بين ثلاثة منتخبات: تركيا وسلوفاكيا والسويد. المجموعة الخامسة تشهد أيضاً منافسة بين النروج وبولندا واوكرانيا، لكن الاخيرتين أوفر حظاً بعدما خسرت النروج مبارتين وتعادلت في واحدة. في المجموعة السادسة تراجعت حظوظ كرواتيا التي تعادلت في مبارتين، لتتقدم حظوظ اسكوتلندا وبلجيكا. في المجموعة السابعة تسيطراسبانيا على زمام الأمور بعدما تعادلت مع النمسا في عقر دارها. المجموعة الثامنة معقودة اللواء لايطاليا، فيما المركز الثاني تتنافس عليه هنغاريا ورومانيا. المباريات المقبلة في التصفيات في 24 آذار مارس المقبل. افريقيا: شارك 50 منتخباً في الدور التمهيدي الأول، ذهاباً واياباً، ثم توزع الفائزون ال25 على خمس مجموعات سيخرج منها خمس مؤهلين الى المونديال. في المجموعة الأولى لا تبدو الكاميرون تواجه أي منافسة، وفي المجموعة الثانية تتنافس غانا ونيجيريا على المركز الأول، مثلما تتنافس تونس وساحل العاج في المجموعة الرابعة، وغينيا وجنوب افريقيا في المجموعة الخامسة. وتبدو المجموعة الثالثة الأكثر تشويقاً اذ تضم كلاً من المغرب ومصر والجزائر والسنغال. موعد المباريات المقبلة في 26 و27 و28 الشهر الجاري. اميركا الجنوبية: تتنافس 10 منتخبات ذهاباً - إياباً، ليصعد منها الى المونديال أربعة منتخبات، فيما يشارك الخامس في تصفية مع منتخب من أوقيانيا. وتبدو الارجنتين من دون منازع، تليها البرازيل والباراغوي. اميركا الوسطى: الوضع معقد هنا لكن جامايكا تتقدم المنتخبات ال12 وبينها الولاياتالمتحدة وكوستاريكا وهندوراس والمكسيك. وموعد المباريات المقبلة في 27 شباط فبراير المقبل. آسيا: 39 بلداً في 10 مجموعات، وحدها ايران تأهلت للتصفيات، في مجموعتها، وليس للنهائيات، اما بقية المجموعات فلم تلعب بعد. وموعدها المقبل في 3 شباط فبراير. أوقيانيا: 10 منتخبات في مجموعتين، والفائزون الخمسة يتواجهون في مباريات ذهاباً - اياباً. والأول يواجه الخامس في تصفيات اميركا الجنوبية. وحتى الآن لم تجر أية مباراة ولم يتحدد أي موعد.