أبلغ أحد كبار مساعدي رئيس الأركان الأميركي السابق الجنرال كولن باول "الوسط" بأن الأخير رفض عرضاً من جورج بوش الابن مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة بأن يقبل خوض الانتخابات معه على أساس أن يشغل منصب نائب الرئيس في حال فوزهما. لكنه قال إن الجنرال المتقاعد أعرب عن استعداده لقبول منصب وزير الدفاع. وكان المنافس الجمهوري الآخر لبوش الابن، السناتور جون ماكين، قد رفض عرضاً مماثلاً ليشغل منصب نائب الرئيس في أي إدارة يرأسها بوش الابن. لكنه قال إنه على استعداد للاستقالة من عضوية الكونغرس ليكتفي بمنصب وزير الدفاع. وتردد في دوائر الحزب الجمهوري أن من المحتمل أن يعرض الحزب على الجنرال باول منصب وزير الخارجية في إدارة بوش الابن. غير أنه بات شائعاً أن هذا المنصب سيكون من نصيب كوندوليزا رايس التي ستكون في حال تحقق تلك التوقعات أول امرأة سوداء تتولى إدارة الديبلوماسية الأميركية. ويقول أعوان باول إنه رفض منصب نائب الرئيس لأنه لا يريد أن يكون الرجل الثاني في الإدارة لمدة اربع أو ثماني سنوات. وذكر مسؤولو مكتب باول أن زوجته ألما باول نفرت بشدة من فكرة تعيين زوجهاً نائباً للرئيس لأنها تخشى أن يتعرض للإغتيال، خصوصاً أنه سيكون أول أسود يشغل منصباً رفيعاً بهذا المستوى. وكانت الصحف الألمانية قد نشرت نتائج إستطلاع أخيراً تفيد بأن 60 في المئة من الألمان الذين يعتبرون أكثر الشعوب الأوروبية مطالعة للصحف لا يعرفون اسم نائب مستشارهم! لكن الدستور الأميركي - على النقيض من بقية دساتير العالم - لا يمنح نائب الرئيس حق خلافته لمدة ثلاثة أشهر بعد إعاقته أو إغتياله أو موته، بل يعطيه حق تولي الرئاسة حتى نهاية الفترة الرئاسية. وكان الرئيس الراحل هاري ترومان قد ورث الرئاسة لمدة ثلاث سنوات و8 أشهر خلال الفترة الرئاسية الثانية للرئيس روزفلت. وكانت الولاياتالمتحدة حين اعلنت استقلالها العام 1776 شهدت جدلاً عن تعيين الرئيس الأميركي الأول جورج واشنطن ملكاً. غير أن تطابق اسمه مع اسم ملك بريطانيا آنذاك حدا بالسياسيين الأميركيين الى اعتبار أميركا جمهورية ولم تكن هناك سوابق معروفة للنظم الجمهورية، ولهذا تقرر أن تكون صلاحيات رئيس الولاياتالمتحدة أشبه بصلاحيات ملك بريطانيا الجمع بين رئاسة الدولة والحكومة، فيما تقرر أن يقوم نائب الرئيس بدور أشبه بما يقوم به أمير مقاطعة ويلز في النظام الملكي البريطاني. وربما لهذا فإن نائب الرئيس الأميركي يلعب دوراً سياسياً وتنفيذياً مهماً، وليس مجرد موظف في الطاقم الذي يعاون الرئيس الأميركي. ويتوقع على نطاق واسع أن يعمد بوش الابن الى اختيار اليزابيث دول - زوجة السناتور السابق روبرت دول - نائبة له في حال فوزه بالرئاسة. وفي هذه الحال فإن بوش - كما يبدو - يريد أن يكون أول رئيس أميركي يختص امرأة بمنصب نائب الرئيس، كما سيكون أول رئيس أميركي يختص امرأة سوداء بمنصب وزيرة الخارجية. وإذا أقدم على تعيين الجنرال باول وزيراً للدفاع، فسيكون أول رئيس أميركي خصص هذه الحقيبة لمواطن أسود. ويرى المراقبون المهتمون بشؤون الشرق الأوسط أن تحقق تلك التكهنات سينطوي على شيء من التشجيع بالنسبة الى أوضاع منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً أن الرئيس الحالي بيل كلينتون خصص معظم الحقائب والوظائف التنفيذية المهمة في إدارته لأميركيين من أصل يهودي. إذ إن نائبه الحالي آل غور موال لاسرائيل. كما أن وزيري الدفاع وليام كوهين والخارجية مادلين أولبرايت مسيحيان من أصل يهودي. أما مستشار شؤون الأمن القومي ووزير الخزانة ورئيس الاحتياطي الفيديرالي البنك المركزي فهم من اليهود. ويشغل اليهود معظم وظائف الناطقين باسم الإدارة وشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية. كما أن وزير الزراعة الأميركي الحالي يهودي!