حاذر رئيس الأركان المشتركة الاميركي السابق كولن باول ان يلزم نفسه قرار خوض انتخابات الرئاسة في العام المقبل، كما تجنب ان يعتبر نفسه مستقلاً أو "جمهورياً" أو "ديموقراطياً". إلا ان الجنرال الذي برز اسمه اثناء حرب الخليج يكشف في مذكراته التي ستصدر في 15 ايلول سبتمبر الجاري، بعنوان "رحلتي الاميركية"، عن عروض قدمت له لشغل مناصب كبرى في ادراتي الرئيسين جورج بوش وبيل كلينتون لكنه رفضها. ويروي باول الذي يتردد اسمه كأول رئيس اسود للولايات المتحدة كيف ان الرئيس بوش عرضه عليه قبل تعيينه رئيساً للاركان المشتركة منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية السي.آي.اي الذي كان بوش نفسه يشغله. الا ان باول رفض العرض. كما تروي المذكرات ان كلينتون فاتحه في بداية الحملة الدعائية لانتخابات 1992، بواسطة أقرب مساعديه فرنون جوردان - وهو أسود - بفكرة خوض الانتخابات الى جانبه كمرشح لمنصب نائب الرئيس. الا ان باول رفض العرض. وبعد انتخاب كلينتون رئيساً عرض الرئيس الديموقراطي على باول منصب وزير الخارجية فرفضه. وعام 1994 عندما بدأ الحديث يدور سراً عن احتمال استقالة وزير الخارجية الحالي وارن كريستوفر عرض كلينتون من جديد على باول، الا ان الجنرال كرر الرفض. ويعتقد المراقبون بأن باول سيستغل الحملة الدعائية لكتابه والتي تستغرق ثلاثة اسابيع ويزور خلالها 22 مدينة، وذلك في أواخر هذا الشهر وأوائل الشهر المقبل لپ"جس النبض" في امكان ترشيح نفسه لمنصب الرئيس. وربما توصل الى قرار في هذا الشأن قبل رحلته الدعائية للكتاب الى لندن وباريس التي تعقب جولته في المدن الاميركية. ومن غير المحتمل ان يقبل باول بعرض لترشيح نفسه لمنصب نائب الرئيس أو أي وظيفة "رجل ثان". ويعتقد بأن باول غير راغب في ترشيح نفسه لعضوية مجلس الشيوخ لأنه من جهة لا قاعدة انتخابية له في الولاية التي ينتمي اليها ولا قاعدة حزبية، ولأنه ايضاً سيجد ان منصب عضو متدرج في احدى اللجان امر مضجر. وكان احتمال ان يخوض باول الانتخابات الرئاسية المقبلة في شراكة مع السناتور بيل برادلي كمرشح لمنصب نائب الرئيس قد ورد للمرة الأولى في "الوسط" قبل حوالي 3 اسابيع. وفي الآونة الأخيرة تبنت مجلة "نيويوركر" هذا الاحتمال خارجة بذلك على تقليد اتبعته حتى الآن وهو عدم اتخاذ موقف واضح ونهائي من انتخابات الرئاسة الاميركية. ويذكر ان نيوت غينغريتش رئيس مجلس النواب الاميركي أعلن بأنه سينسحب لمصلحة باول اذا أعلن هذا الأخير ترشيحه للرئاسة. ولاحظ المراقبون ان غينغريتش لم يشترط ان يترشح باول عن الحزب الجمهوري لكي يؤيده. وهذه هي المرة الأولى التي يصرح بها مرشح قوي للرئاسة عن استعداده للانسحاب لمصلحة مرشح آخر.