رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء    جامعة الإمام عبدالرحمن تستضيف المؤتمر الوطني لكليات الحاسب بالجامعات السعودية.. الأربعاء    اختبار جاهزية الاستجابة لأسلحة التدمير الشامل.. في التمرين السعودي - الأمريكي المشترك    الجمعية السعودية للإعاقة السمعية تنظم "أسبوع الأصم العربي"    الصحة العالمية: الربو يتسبب في وفاة 455 ألف إنسان    إشعار المراسم الملكية بحالات سحب الأوسمة    سحب لقب "معالي" من "الخونة" و"الفاسدين"    تحويل حليب الإبل إلى لبن وإنتاج زبد يستوقف زوار مهرجان الألبان والأغذية بالخرج    الذهب يتجه للانخفاض للأسبوع الثاني    أمطار متوسطة إلى غزيرة على معظم مناطق المملكة    يايلسه: أرفع القبعة للاعبي الأهلي وفخور بهم    محرز: هدفنا القادم الفوز على الهلال    "ريمونتادا" مثيرة تمنح الرياض التعادل مع الفتح    وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل الجوية    المملكة: صعدنا هموم الدول الإسلامية للأمم المتحدة    "جوجل" تدعم منتجاتها بمفاتيح المرور    بدء إصدار تصاريح دخول العاصمة المقدسة إلكترونياً    تزويد "شات جي بي تي" بالذاكرة    شراكة بين "البحر الأحمر" ونيوم لتسهيل حركة السياح    " عرب نيوز" تحصد 3 جوائز للتميز    "تقويم التعليم"تعتمد 45 مؤسسة وبرنامجًا أكاديمياً    "الفقه الإسلامي" يُثمّن بيان كبار العلماء بشأن "الحج"    بدء تحقيق مكافحة الإغراق ضد واردات "ستانلس ستيل"    ربط ميناء جدة ب "بورتسودان"    نائب وزير الخارجية يلتقي نائب وزير خارجية أذربيجان    وزير الطاقة: 14 مليار دولار حجم الاستثمارات بين السعودية وأوزبكستان    سعودية من «التلعثم» إلى الأفضل في مسابقة آبل العالمية    «الاحتفال الاستفزازي»    فصول ما فيها أحد!    أحدهما انضم للقاعدة والآخر ارتكب أفعالاً مجرمة.. القتل لإرهابيين خانا الوطن    «التجارة» ترصد 67 مخالفة يومياً في الأسواق    وفيات وجلطات وتلف أدمغة.. لعنة لقاح «أسترازينيكا» تهزّ العالم !    ب 3 خطوات تقضي على النمل في المنزل    الخريجي يشارك في الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية للدورة 15 لمؤتمر القمة الإسلامي    انطلاق ميدياثون الحج والعمرة بمكتبة الملك فهد الوطنية    136 محطة تسجل هطول الأمطار في 11 منطقة بالمملكة    شَرَف المتسترين في خطر !    الأسهم الأمريكية تغلق على ارتفاع    في دور نصف نهائي كأس وزارة الرياضة لكرة السلة .. الهلال يتفوق على النصر    لجنة شورية تجتمع مع عضو و رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الألماني    مقتل 48 شخصاً إثر انهيار طريق سريع في جنوب الصين    تشيلسي يهزم توتنهام ليقلص آماله بالتأهل لدوري الأبطال    تعددت الأوساط والرقص واحد    يهود لا يعترفون بإسرائيل !    كيفية «حلب» الحبيب !    وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل الجوية ويشهد تخريج الدفعة (103)    ليفركوزن يسقط روما بعقر داره ويقترب من نهائي الدوري الأوروبي    كيف تصبح مفكراً في سبع دقائق؟    قصة القضاء والقدر    من المريض إلى المراجع    أمير جازان يطلق إشارة صيد سمك الحريد بجزيرة فرسان    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    مركز «911» يتلقى (2.635.361) اتصالاً خلال شهر أبريل من عام 2024    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ    مباحثات سعودية فرنسية لتوطين التقنيات الدفاعية    مبادرة لرعاية المواهب الشابة وتعزيز صناعة السينما المحلية    ما أصبر هؤلاء    هكذا تكون التربية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تنوع مناخي وجغرافي ومواصفات مميزة . السياحة الشتوية العربية : غطس وتزلج وواحات

التنوع المناخي والجغرافي والطبيعي للعالم العربي جعله أحمد اهم المراكز الشتوية في العالم. ففي الوقت الذي ينتهي فيه الموسم السياحي في دول عدة، يمكن للسائح في الدول العربية الاختيار بين الاستمتاع بشمس الغردقة "عروس البحر الأحمر" المصرية أو الغطس في شرم الشيخ وخليج العقبة الأردني. ويستطيع محبو التزلج ممارسة رياضة التزلج على الثلج بين غابات الأرز في لبنان وجبال الأطلس المغربية، أو التزلج على الرمال في الامارات العربية المتحدة. أما عشاق الصحراء الواسعة والكثبان الرملية البخيلة فيمكنهم زيارة الواحات في جنوب المغرب وتونس والصحراء الغربية في مصر، حيث تمتزج روعة الطبيعة الصحراوية وسكونها بعادات السكان الأصيلة وتاريخهم الغني والمميز.
"الوسط" اختارت بعض المنتجعات العربية الشتوية التي تنسي زائرها ملل الشتاء وبرده وأمطاره، وتوفر له الدفء ونشاطات الاستجمام المتنوعة.
تعد الغردقة، أو "عروس البحر الأحمر" كما يطلق عليها المصريون، إحدى أهم مراكز السياحة الشتوية العربية لجمال شواطئها التي تخلو من التلوث البيئي. وتتميز مياه البحر أمام الغردقة بصفاء ونقاء نادرين، ويعيش فيها 800 نوع من الأسماك الملونة ومجموعة من الثدييات البحرية الفريدة ونحو 2400 نوع من الشعاب المرجانية الرائعة التي يصل عمر بعضها الى ثلاثة آلاف سنة. وتجذب هذه المدينة الواقعة في محافظة البحر الأحمر المصرية عشرات الآلاف من السياح وهواة الغوص من مختلف أنحاء العالم كل سنة. أما مناخها فيتميز بندرة تساقط الأمطار، وتراوح درجة حرارة الجو فيها بين 35 و41 درجة مئوية صيفاً و18 و21 درجة مئوية شتاء.
وتضم الغردقة 34 قرية سياحية و18 فندقاً من فنادق الدرجة الأولى و25 فندقاً شعبياً و11 شقة مفروشة وسبعة معسكرات للشباب و226 مركزاً للغطس. وتعتبر قرية مجاويش في الغردقة التي تغطي مساحة 700 فدان أكبر القرى السياحية وأقدمها في مصر، وتديرها "شركة مصر للفنادق" منذ نهاية العام 1987. وتضم القرية 314 شاليهاً وعدداً من المطاعم وقاعة للحفلات والمؤتمرات وأربعة ملاعب "اسكواش" وصالة رياضية وملاعب لكرة المضرب ومركزاً طبياً متخصصاً في طب الأعماق وأمراض البحر.
الغوص مع السندباد
ورياضة الغوص في مقدمة الرياضات البحرية التي يمكن لزوار الغردقة ممارستها. وتقطع الغواصة "سندباد" التي تعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط المسافة من شاطئ الغردقة الى جزيرة الجفتون في البحر الأحمر في نحو ساعة ونصف الساعة ذهاباً وإياباً، وتتسع لخمسين شخصاً وتقوم بثماني رحلات يومياً. وللاستمتاع بالقاع الضحل، توجد قوارب ذات قاع زجاجي في قرية مجاويش وجزيرة الجفتون تتيح لركابها مشاهدة الأحياء البحرية التي تعيش في توازن يثير الدهشة. ويؤكد مدير معهد علوم البحار - فرع الغردقة الدكتور أحمد نوار ان "نحو عشرين في المئة من الكائنات البحرية الموجودة في البحر الأحمر تعد فريدة من نوعها عالمياً. وتوجد في مياهه "عروس البحر" المهددة بالانقراض، والحوت الأزرق، وحقول المرجانيات، وأنواع عدة من الأسماك والمحاريات والرخويات".
واضافة الى رياضة الغوص، يمكن لزوار الغردقة ممارسة رياضات مائية عدة كالألواح الشراعية والتزلج على الماء. وكانت مدينة سفاجا القريبة استضافت أخيراً للمرة الأولى بطولة العالم للألواح الشراعية التي فاز بها الفرنسي كارل سوليستين. ويشير رئيس نادي الرياضات البحرية في الغردقة جمال نظيم أن النادي ينظم مسابقتين دوليتين لصيد الأسماك بين 2 و6 شباط فبراير و10 و15 تموز يوليو من كل عام. أما محافظ البحر الأحمر اللواء يسري الشامي فأكد ل "الوسط" ان "الغردقة ستشهد قريباً افتتاح معهد علوم البحار والمصايد الذي كلف انشاؤه 25 مليون جنيه مصري، ويضم معرضاً لعرض الأسماك والأحياء البحرية التي تعيش في البحر الأحمر. كما يجري حالياً إنشاء متحف للأحياء البحرية تحت الماء بالتعاون مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ووزارة البحث العلمي المصرية".
شرم الشيخ والعقبة
ومن الغردقة الى مدينة شرم الشيخ التابعة لمحافظة جنوب سيناء المصرية والمعروفة باسم "جنة الغطاسين". وتقع شرم الشيخ على البحر الأحمر بين خليجي العقبة والسويس، وتتميز بالمسابقات التي تنظم فيها في مختلف انواع الرياضة مثل سباقات السباحة والتجذيف واليخوت والصيد والدراجات والسيارات. وتشتهر محمية رأس محمد الطبيعية في شرم الشيخ باحتوائها على مجموعة من أندر وأجمل الشعاب المرجانية في العالم التي تضم 150 نوعاً مختلفاً من المرجان. وتجذب هذه البيئة البحرية الجميلة أعداداً كبيرة من هواة رياضة الغوص.
ويقول مدير مركز الغوص التابع لمخيم "الأرض الآمنة" القبطان رامي رفعت ان مصر تعتبر رائدة بين الدول العربية ودول المنطقة الأخرى لجهة اهتمامها برياضة الغوص، ويبلغ عدد ممارسي هذه الرياضة نحو ألفي غواص ضمن أندية الغوص المصرية. ويضيف ان "أول مدرسة للغوص في شرم الشيخ افتتحت بواسطة منحة من الحكومة البلجيكية قدرها 2.5 مليون جنيه مصري، وأطلق عليها اسم "سلطانة". وهي تضم صالة ضخمة ومعدات غوص حديثة وعشرين حجرة فندقية ومطعماً، وتمنح شهادات مختلفة حتى مستوى "معلم غوص". والاقبال على المدرسة كبير جداً، وغالبية الملتحقين بها من المانيا. وتبلغ مدة الدراسة ستة أشهر، وتحقق "سلطانة" دخلاً يبلغ 500 مليون دولار في كل فترة دراسية".
ويبلغ عدد مراكز الغوص في شرم الشيخ 14 مركزاً، ويحاول جهاز شؤون البيئة التابع لمجلس الوزراء المصري تحقيق التوازن بين متطلبات الحماية البيئية والتنمية الاقتصادية في المنطقة. اذ يؤدي ضغط الغواصين على منطقة شرم الشيخ الى تلف الشعاب المرجانية بسبب اصطدام أنابيب الاوكسيجين الخاصة بالغوص فيها، أو لارتكاز الغواصين عليها والقاء مخلفاتهم الشخصية في الأعماق، وقيام بعضهم باقتلاع الشعاب للاحتفاظ بها تذكاراً أو المتاجرة بها. ويوضح مدير مكتب وزارة السياحة المصرية في محافظة جنوب سيناء مصطفى الغنيمي "ان مجموعة من مراقبي المناطق راينجرز والباحثين العلميين يعملون على بقاء واستمرار الموارد الطبيعية في المنطقة ومكافحة التلوث فيها اضافة الى مساعدة الزوار وتوفير الأمان لهم".
ومن مصر الى الأردن وخليج العقبة الذي يعتبر من بين أكثر المناطق السياحية جاذبية في العالم خلال فصل الشتاء، وتحديداً في الفترة الممتدة بين عيدي الميلاد ورأس السنة الميلادية. والعقبة واحة قديمة تمتد جذورها في عمق الزمن لأكثر من 5500 عام، وهي، الى جانب كونها موقعاً أثرياً يستحق الزيارة، تعد مثالية لهواة الشمس ورياضة الغوص. وتتراوح درجة حرارة المياه فيها بين 19 و21 درجة مئوية شتاء و25 و26 درجة مئوية خلال الصيف.
وأماكن الغوص في خليج العقبة متعددة وجذابة، وتضم الصخور المرجانية والمنحدرات العميقة التي تأوي تشكيلة واسعة وساحرة من المخلوقات البحرية التي تكون لوحة رائعة زاهية الألوان. وتتناسب مواقع الغوص الطبيعية والاصطناعية في المنطقة مع كافة مستويات الغواصين، بدءاً من المبتدئين وانتهاء بالمحترفين منهم. وتعتبر العقبة المكان الملائم لتعلم رياضة الغوص، وهي تجربة تستحق القيام بها لأن الغوص في مياه البحر الأحمر يوفر نشوة ومتعة كبيرتين. وتضم مياه الخليج الدافئة أكثر من مئة نوع من الشعاب المرجانية وما يزيد عن ألف صنف من الأسماك، الأمر الذي يجعلها جنة الأعماق للمصورين وهواة مراقبة الحياة البحرية.
ثلوج الأطلس وصنين
وإذا كان الغوص في الأعماق يثير في نفوس البعض رهبة، فهناك رياضات أخرى يمكن التمتع بممارستها في المنتجعات الشتوية العربية. وفي غابات جبال الأطلس التي تمتد من مصب وادي سوس في جنوب غرب المغرب الى شمال شرقي تونس يمكن ممارسة رياضة التزلج على الثلج. وعلى بعد أربعين كيلومتراً من مراكش، تقع محطة أوكيمدان التي تعتبر أهم محطة للرياضة الشتوية في المغرب. وهي مجهزة بالمصاعد الهوائية الكهربائية التي تنقل الهواة من سفح الجبل الى قمته، وتضم شاليهات ومخيمات لإيواء المتزلجين خلال فصل الشتاء والمتنزهين خلال العام كله. وأفضل مسالك التزلج المغربية المعروفة موجودة في جبال طوبقال وأرزركي والعياشي وجبل مسكر، لكن أقدمها مجاور لجبال مشليفن وهبري وهابري.
ويتلقى جبل الريف أكثر التساقطات الثلجية، وتنتشر أشجار الأرز في وديانه كما تكثر غابات الصنوبر وأشجار البلوط في اوهاده. وتطيب رياضة التزلج على منحدراته في تيدغين حيث يبلغ ارتفاعه 2448 متراً، وتتلألأ الثلوج فيه من تشرين الثاني نوفمبر حتى آذار مارس.
ومن جبال المغرب الى الجبال اللبنانية التي شهدت ازدهاراً في رياضة التزلج حتى اندلاع الحرب الأهلية عام 1975. وينصب الاهتمام الرسمي منذ عودة الهدوء الى البلاد على إعادة احياء موسم السياحة الشتوية اللبناني. وتشكلت لجنة لهذه الغاية بدعوة من الاتحاد اللبناني للتزلج وتحت اشراف مدير عام وزارة السياحة محمد الخطيب. ويقول رئيس الاتحاد اللبناني للتزلج الدكتور اميل رياشي ان "التزلج في لبنان قديم ويعود تاريخه الى الأربعينات من هذا القرن عندما كان الهواة يتوجهون بمعداتهم البسيطة الى مناطق فاريا وضهر البيدر واللقلوق والأرز وصنين لممارسة رياضتهم. وكان المتزلج المتمكن يصل الى القرنة السوداء، أعلى قمم لبنان التي يبلغ ارتفاعها 3097 متراً، رغم عدم وجود مصاعد "تيليسكي" و"تيليسياج" الخاصة بهذه الرياضة".
ويضيف: "كانت منطقة ضهر البيدر من مراكز التزلج الأولى في لبنان ووضع فيها آل عربجي أول مصعد وأول "تيليسكي"، ويمكن رؤية عواميده حتى الآن. لكن هذا المركز لم يعد صالحاً للتزلج بسبب انحسار تساقط الثلج عليه. أما أول "تيليسياج" رسمي فوضع في منطقة الأرز عام 1951، وجاء آل كيروز ورحمة وجعجع لاحقاً ونصبوا "تيليسكي" خاصاً بهم في المنطقة. وبرزت لاحقاً منطقة عيون السيمان المسماة سهواً فاريا كمنطقة تزلج، وازدهرت وصارت تضم مصاعد وفنادق وشاليهات سياحية. ثم ظهرت قناة باكيش قرب صنين، ومناطق التزلج في اللقلوق والزعرور وفقرا".
هذا واستمر لبنان على مدى 15 سنة متواصلة بإقامة الاسبوع الدولي للتزلج في منطقة الأرز باشراف مندوب دولي، وقد اشترك الجيش اللبناني مرتين في بطولة العالم، كما اشترك لبنان في المباريات الدولية والأولمبية. وقد اعتمدت منطقة الأرز مركز تزلج دولياً لأنها تتمتع بمواصفات حددها القانون الدولي في ما يسمى بالتزلج "الألبيني". ومن هذه المواصفات الانحدار الكامل دون مطبات من نقطة الانطلاق الى نقطة الوصول 350م، اضافة الى كونها تشمل أكبر "بيستات" وتعتبر رائعة بثلجها وشجرها سواء بالنسبة الى المتزلج أو الى المشاهدين على رغم عدم ازدهارها عمرانياً. أما عيون السيمان كسروان فتعتبر أول مركز لتزلج الهواة ومنطقة مزدهرة سياحياً، في حين أن باقي المناطق اما منخفضة أو التزلج فيها محصور بسبب انحرافها وقلة مصاعدها. ويؤكد الدكتور رياشي ان "رياضة التزلج ليست خاصة بفئة الأغنياء، والدليل على ذلك أنها تضم في يومي الاجازة الاسبوعية ما لا يقل عن 15 ألف متزلج، علماً ان الاتحاد يضم أندية ولاعبين يفوق عددهم هواة كرة القدم الشعبية. وبوسع أي لبناني استئجار ملابس ومعدات التزلج بما يتراوح بين 7 و10 دولارات، اما شراؤها فلا يتجاوز 300 دولار".
وفي النهاية يطرح السؤال نفسه: هل لبنان مؤهل لاستقبال المتزلجين الأجانب؟ يقول الدكتور رياشي "كان يأتينا في الماضي متزلجون أجانب يعملون في الدول العربية، وانقطعوا مع اندلاع الحرب، أما اليوم فنحن غير مؤهلين لاستقبال الأجانب، بسبب عدم توفر الفنادق الكافية، هذا ناهيك عن مشاكل متعلقة بالهاتف والطرقات والاشارات نسعى الى حلها".
ومن التزلج على الثلج الى التزلج على... الرمال في دولة الامارات العربية المتحدة. اذ تفتقت أذهان المروجين السياحيين في الامارات عن أفكار مبتكرة ساهمت في جذب السياح الأجانب الذين يتوقون للهرب من شتاء بلادهم نحو شمس البلدان الدافئة، ومن بين هذه الابتكارات كان التزلج على الرمال.
تقول كارينا أولدنبيرج مسؤولة السياحة والتسويق في شركة أبو ظبي الوطنية للفنادق ان "التزلج على الرمال ليس ابتكاراً خاصاً بنا فقد سبقتنا دول أخرى الى هذا النوع من الرياضة والمتعة مثل اوستراليا ومالي وغيرهما، لكنها رياضة فريدة لها متطلباتها المناخية والجغرافية. ويجدر بنا ان نذكر بأن الامارات أول بلد عربي ينظم مثل هذه الممارسة، وقد ساهم في الأمر كرم الطبيعة في الصحراء التابعة لامارة أبو ظبي، وتحديداً منطقتي الوثبة وليوا. ففي هاتين البقعتين جبال من الرمال الناعمة الملساء، بعضها بارتفاع 500 قدم".
وتضيف: "بدأنا تنظيم هذه الرياضة عام 1986 بعدما أجرينا كشفاً دقيقاً على المواقع المختارة وتأكدنا من انعدام المخاطر بها. فكلنا يعرف أن هناك رمالاً متحركة ورمالاً هشة الى آخره، وكان يجب دراسة المواقع وسرعة اتجاه الرياح فيها في الموسم الشتوي.
ثم أفردنا لهذه الممارسة حيزاً في جدول الرحلات الخاصة بالوفود السياحية التي تأتي الينا، وأول ممارسة رسمية لهذه الرياضة تمت عام 1987. الآن لم نعد الشركة السياحية الوحيدة التي تضع التزلج على الرمال على جدولها، فقد صارت هذه الرياضة جزءاً لا يتجزأ من النشاط السياحي للامارات وأبو ظبي على وجه التحديد.
وتتابع كارينا: "الطريف في الأمر أنها لا تتطلب تدريباً وبالامكان ممارستها والاستمتاع بها بسهولة. إذ يكفي استخدام المزلاج المفرد العريض يجب ألا يقل عرضه عن 20 سنتمتراً وتأتي به مع العصي الخاصة باليدين من سويسرا. وأود التأكيد على أن أكثر السياح المطالبين بممارسة هذا النشاط من السويسريين الذين ملّوا التزلج على الجليد على ما يبدو!
ويبدأ موسم التزلج على الرمال عادة في أوائل كانون الأول ديسمبر عندما تبرد تماماً الطبقة السطحية من الرمال إثر صيف حار وتتماسك قليلاً بفضل الندى الليلي. ويشترط عدم ممارسة هذه الرياضة في جو عاصف أو رياح قوية حرصاً على أعين وصحة السياح أثناء الممارسة.
وحتى العام الماضي كان التزلج على الرمال حكراً على البالغين ممن توفرت لهم مزاليج تبدأ بمقاس 36 وتنتهي عند 43، الا اننا سنستقبل هذا العام جميع الاعمار بسبب الاقبال الكبير عليه".
أخيراً تشير كارينا "ان الاحذية المستخدمة هي نفسها احذية التزلج المعروفة، الا ان المصانع السويسرية سوف تقدم هذا العام مزلاجاً رملياً لا يحتاج الى حذاء بل يمكن استعماله ببساطة ويوضع القدم فوق مساحة منه. وبالامكان ممارسة هذه الرياضة الممتعة بالملابس العادية".
وسكان الامارات سعداء بهذه الرياضة التي تذكرهم بلعبة مشابهة استخدموها ماضياً في طفولتهم وتقضي بالوقوف فوق قطعة من الخيش عند رأس "العرقوب" أي التل الرملي والانحدار الى سفحه بأقصى سرعة!
واحات خلابة
ورمال الصحراء مسرح لنوع آخر من السياحة الشتوية هو سياحة الواحات التي تتركز في العالم العربي في تونس والمغرب ومصر. وتستقطب السياحة الصحراوية التونسية اعداداً متزايدة من السياح كل سنة بعدما اكتشفت وزارة السياحة التونسية منذ عام 1988. ان الجنوب التونسي يزخر بمشاهد طبيعية رائعة يمكن ان تستغل سياحياً بأهمية السواحل نفسها. فعلى بعد 500 كلم من العاصمة جنوباً تمتد كثبان الرمال تتوسطها واحات النخيل الخضراء التي تبدو كالوشم على ذراع حسناء ناصعة البياض. عراجين "الدقلة" التمر ترمق من اعاليها جداول المياه المنسابة بين جذوع النخيل نحو "شط الجريد"، وهو عبارة عن مساحات شاسعة من البحيرات الجافة تكلست على سطحها مرآة من الملح بطول 25 كلم وعرض 20 كلم. هذا "الشط" عرفه الانسان منذ القدم وذكره اليونان والرومان. ووصفه الرحالة التيجاني وتحدث عنه ابن خلدون. اما اليوم فتنطلق على سطح هذه البحيرة الجافة مراكب السياح الشراعية ذات العجلات الخفيفة في سباقات مرحة.
ورياضة التزحلق بالمراكب على سطح بحيرة الملح ليست الشيء الوحيد الذي اغرى السياح، هناك ايضاً الرحلات في عمق الصحراء على متن الجمال بصحبة "كشافة" الصحراء، وهم من التونسيين الاشداء الذين عاينوا الرمال والكثبان بقعة بقعة وعرفوا اسرارها ومفاجآتها. ويستمتع السائحون كذلك بالتزحلق على رمال الصحراء والصيد، والآثار، والمهرجانات الثقافية ودفء الشمس.
... وهكذا اخذت الاستثمارات طريقها الى الجنوب التونسي والصحراء الرملية المطلة على بوابات مدينة "دوز"... وصحراء الملح على مشارف "شط الجريد"... وصحراء السباسب حيث ينبت بعض الحشائش المعروف بفوائده الطبية مثل "الغذام" و"الرثم" و"الطرقاء".
مدينة "دوز" تسمى بوابة الصحراء وهي تبعد عن مدينة "قبلي" جنوباً 24 كلم وقد عرفت بوطن المرازيق وهي قبيلة اشتهر اهلها بالشهامة والشجاعة وتعود الى الهلاليين الوافدين من مصر. في هذه المدينة يقام سنوياً مهرجان الصحراء الذي يوفر مجالاً للترفيه يجلب في فترة معينة عدداً من السياح يكفي لتشغيل الفنادق التسعة الموجودة في المدينة.
وفي مكان آخر من اقصى الجنوب التونسي وعلى مسافة لا تبعد اكثر من 40 كلم عن الحدود الجزائرية توجد مدينة توزر التي قال عنها احد الشعراء: "زر توزر ان اردت رؤية الجنة"... تبدو المدينة من اعلى مئذنة "سيدي المولدي" وكأنها سطرت لتتلاءم مع الوان الصحراء وهي بطابعها الاسلامي تزداد روعة وجمالاً: شوارع ضيقة وقباب ومآذن وممرات مسقوفة يطيب فيها الاحتماء عند اشتداد حر الصيف. وواحة "توزر" ممتدة على اكثر من ألف هكتار يجد فيها السائح متعة للتجول فريدة من نوعها تحت ظلال النخيل وبين الجداول والمساحات المزروعة بالخضر طيلة السنة. هذه العوامل جعلت المدينة تبرز فجأة كمدينة سياحية من الطراز الأول حيث اقيم فيها 15 فندقاً الى جانب المطار الدولي وملاعب الغولف والنوادي الليلية... وهي تمتاز بمتحف "دار شريط" الجامع لصور عديدة من التراث التونسي والعربي بشكل عصري وفي اطار معماري تونسي اصيل.
وعلى بعد 20 كلم من "توزر" توجد مدينة نفطة التي عرفت بدورها تحولاً ملموساً وأخذت نصيبها من التوسع السياحي اذ اقيمت فيها تسعة فنادق...
هذه المدينة تعتز بتاريخها التليد فهي "نبطية" وبيوتها فوق سلسلة من الربى تعلو الواحة وتطلّ عليها... فنادق نفطة اقيمت في شكل سلسلة وسط الواحات كثيراً ما تكون محاطة بقوافل الحافلات السياحية وسيارات "اللند روفر" تأتي بآلاف السياح الذين ينطلقون يومياً من فنادقهم في رحلات صحراوية ممزوجة بالمتعة والمغامرة.
مدينة قفصة ايضاً اخدت نصيبها من التوسع السياحي وفيها 15 فندقاً، وتفتخر بتاريخها الروماني العريق. فهي "كابصا" الرومانية التي ما زالت تحتفظ بمواقع اثرية كثيرة رائعة تشد اليها السياح طوال ساعات النهار وأهمها المسبح العتيق والحمامات.
في قفصة 300 الف نخلة الى جانب عشرات الآلاف من الاشجار المثمرة... وتشتهر بزرابيها السجاد المصنوعة من صوف الاغنام التي يقبل السياح كثيراً على شرائها. كما تستهويهم الرحلة اليومية على القطار العتيق الموروث عن عهد الملوك والبايات الذي بقي كما هو بعد تجهيزه بأحدث وسائل الراحة والترفيه، وهو يقطع منطقة شبيهة بمناطق رعاة البقر في الولايات المتحدة الاميركية.
وهناك الكثير من المدن والقرى التي تحول الآن الى مدن وقرى سياحية صحراوية في تونس، ولعل في مقدمتها "مطماطة" التي قيل عنها: "من لم يزر مطماطة فقد ضيع فرصة اكتشاف معمار فريد من نوعه في العالم".
وفي جنوب المغرب، حيث الواحات البخيلة، تنقلنا درعة وأدس وتودغا الى الاحلام عبر الصحراء. فبعد ممر "تيزين تشكا" ينغمس السائح في بيئة صحراوية محضة، وتكون ورزازات المحطة الأولى، فهي تمتد على جنبات "الواد" الذي يتصل بوادي وادس، قبل ان يصب في نهر درعة الصحراوي.
ولكي تندفع الى البوابة الحقيقية للصحراء، لا بد من اجتياز "اكرز" التي تطل على واحات النخيل الممتدة الى "زاكورة" حيث توجد الهضبة الصخرية، او حمادة درعة التي تعبرها قوافل الجمال. وهذه المنطقة الصحراوية هي مقصد السائح المفتون بالرمل والنخيل، واذ تنمحي الطرق، ولا توجد سوى الجروف ذات التراب الصلصالي الناتئ، تعثر العيون على نساء المنطقة وهن يرتدين ثياباً سوداء او زرقاء نيلية، يغرفن المياه من عين تتدفق بين الصخور.
اما تنغير فهي اشهر المحطات السياحية الصحراوية في المغرب، ومنها، عبر الراشدية، ينطلق عشاق الصحراء الى واحات وادزيز التي كانت قديماً مدينة محصنة، وقد بنيت على انقاض سجلماسة، تلك المدينة الاسطورية التي كانت تراقب اهم طريق تجاري صحراوي، الى ان غادرها تجارها الكبار، في القرن الخامس عشر فلم يبق منها الا بعض الاطلال.
غرب حمادة درعة، باتجاه المحيط الاطلسي، توجد كلميم المعروفة بباب الصحراء، والتي اعتبرت في الماضي مركز القوافل العابرة طريق تمبكتو وتمثل اليوم مركزاً تجارياً نشيطاً اذ يشكل سوقها الاسبوعي مكان التقاء راكبي الجمال الآتين للبيع والشراء وتبادل السلع والاخبار. انهم الرجال الزرق الملثمون المتحدرون من الاسرة المرابطية، فهم نصف رحل، وقطعان جمالهم هي ثروتهم الوحيدة. لكنهم لم يألفوا سوى الصحراء الرحبة، حتى وان بدت بخيلة بالخضرة، مقارنة بشمسها الحارقة وبردها القارس. وهي كافية لاسعاد هؤلاء الزاهدين الصبورين، ما دامت تعني لهم الحرية.
وتشتهر هذه المنطقة برقصة "الكدرة" التي تؤديها النساء على ايقاع الطبل بما يشبه بعض الرقصات التقليدية لجنوب شرق آسيا. وفي ضواحيها يقام، في تموز "يوليو" كل عام موسم الجمل الذي يجلب اعداداً كبيرة من السكان والزوار. وعلى بعد 125 كلم منها، باتجاه الجنوب، تفتح مدينة طانطان الابواب الكبيرة للصحراء المغربية: "طرفاية والسمارة، وبوجدور والداخلة وعاصمتها العيون، التي تنطلق منها الرحلات نحو مختلف مناطق الصحراء. ومن ضمنها رحلات في اتجاه البحيرات المالحة او سنجات تازغة والطاح، ثم الى الكثبان الرملية المحيطة بالمدينة.
وعلى طول الساقية الحمراء، في اتجاه مدينة السمارة، نقوش صخرية اهمها نقوش اسلي وواد ميران. وعلى بعد 25 كلم غرب المدينة، يشكل شاطئ فم الواد ذو المناظر الخلابة مكاناً مناسباً لمزاولة رياضة صيد طائر الحجل والارنب البري وأنواع الغزلان، ولهذا الغرض، اعدت محميتان، لتكاثر الطرائد وحمايتها من الانقراض. غير ان مدينة الداخلة تبقى جنة الصيادين وهواة الرياضة المائية، سيما وان مداخلها الشاسعة تجعلها من اغنى سواحل العالم من حيث الثروة السمكية.
و"السفاري" او السياحة الصحراوية، اشتهرت خصوصاً في شرق افريقيا، لكنها نمت في مصر منذ السبعينات. وتتميز عن "السفاري" الافريقية الاخرى بتمتعها في جاذبية خاصة. لا سيما لدى هواة المغامرة والصيد والسفر الطويل، اذ تحلو الاقامة في المعسكرات والمخيمات والتمتع بركوب الجمال والتجوال بين التجمعات البدوية والصحراء، اضافة الى مناظرها الطبيعية وشمسها المشرقة وسمائها الصافية، تتخللها الكثبان الرملية على اشكال هلالية متحركة في طريقها من الشمال الغربي الى الجنوب الشرقي وتتوسطها الواحات التي تحيطها منخفضات تتميز بخضرتها. وفي الوديان يقيم السائحون مع اهالي المنطقة من البدو ويحيون حياتهم الطبيعية ويشهدون حفلات السمر والرقص والغناء والافراح البدوية.
ولم تعرف مصر هذا النوع من النشاط السياحي سوى في منتصف السبعينات، ويجري الآن الاعداد لعمل مخيمات على الآبار الجوفية وربطها بمناطق الكثبان الرملية التي تفيد في علاج الكثير من الامراض مثل الروماتيزم والحساسية.
وسياحة السفاري مزدهرة في المحافظات المصرية ذات الطبيعة الصحراوية مثل الوادي الجديد ومرسى مطروح وشمال سيناء وجنوبها والفيوم. ويوجد في واحة سيوة منطقة "جبل الدكرور" التي تستخدم رمالها في الطلب الطبيعي.
وتتميز صحراء الوادي الجديد بجمال طبيعتها والشهرة العالمية لواحاتها. كما تشتهر واحات البحرية والداخلة والغرامزة والخارجة المصرية، ويقبل على زيارتها الألمان والسويسريون والفرنسيون والايطاليون. وتوفر الشركات المصرية للسياح سيارات وخرائط مبسطة وبوصلة وجهازاً لاسلكياً ومعدات الاسعافات الاولية وعمالاً مدربين على خدمة السائح. ولكن حتى اليوم، لا تتناسب حركة السياحة الى الواحات المصرية مع روعة طبيعتها الساحرة وتاريخها العريق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.