الرئيس الموريتاني والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يفتتحان متحف السيرة النبوية في نواكشوط    أمطار غزيرة وسيول متوقعة على عسير والباحة ومكة    أمير حائل يشهد أكبر حفل تخرج في تاريخ جامعة حائل .. الثلاثاء    أرامكو تعلن نتائج الربع الأول من عام 2025    "التعاون الإسلامي" يرحّب بوقف إطلاق النار بين باكستان والهند    الانتهاء من تطوير واجهات مبنى بلدية الظهران بطراز الساحل الشرقي    جامعة الإمام عبد الرحمن تكرم الفائزين ب"جائزة تاج" للتميز في تطوير التعليم الجامعي    مطار الملك خالد الدولي صرح جوي يتألق بإنجازاته العالمية    ارتفاع الرقم القياسي للإنتاج الصناعي بنسبة 2.0% خلال شهر مارس 2025    سمو ولي العهد يجري اتصالًا هاتفيًا بسمو أمير دولة الكويت    رئيس الوزراء الفلسطيني يصف الأوضاع ب"الجريمة الإنسانية".. إسرائيل تلوح بضم مستوطنات جديدة    أكد بحثه ملفات إستراتيجية.. البيت الأبيض: ترامب يزور السعودية ويلتقي قادة الخليج بالرياض    انقسام سياسي يعمّق الأزمة.. ليبيا على حافة الانفجار.. اشتباكات دامية وغضب شعبي    استعرضا دعم العلاقات الثنائية بمختلف المجالات.. وزير الخارجية ونظيره الإيراني يبحثان التطورات الإقليمية    السعوديون يتألقون في دوري المقاتلين.. "صيفي" إلى نصف النهائي.. و"باسهل" يخطف الأنظار    هامشية بين الريدز والجانرز بعد حسم لقب البريمرليج.. معركة دوري الأبطال تجمع نيوكاسل وتشيلسي    تخريج الدفعة ال 19 من طلاب جامعة تبوك الأربعاء المقبل    50 % الانخفاض في وفيات الحوادث المرورية بالسعودية    ضبط 1203 حالات في المنافذ الجمركية خلال أسبوع    "الداخلية": ضبط 16 ألف مخالف في أسبوع    جدول الضرب    4 مسارات لتعزيز برنامج الأمن السيبراني في موسم الحج    18 معدة تعمل بالذكاء الاصطناعي تعزز سلامة طرق المشاعر    الرياض تُصدّر العمارة النجدية للعالم في بينالي البندقية 2025    السعودية مركز رائد في العلوم والابتكار والاحتفاء بالمعرفة    عرض 3 أفلام سعودية في مهرجان "شورت شورتس"    "الشؤون الدينية" تكلف 2000 كادر سعودي لخدمة ضيوف الرحمن.. 120 مبادرة ومسارات ذكية لتعزيز التجربة الرقمية للحجاج    100 مركز للتوعوية في الحرم بعدة لغات في موسم الحج    انقطاع النفس أثناء النوم يهدد بالزهايمر    باكستان تؤكد «استمرار التزامها» بوقف إطلاق النار    الشباب يخشى الأهلي والفيحاء يحل ضيفاً على الاتحاد    وصول أولى رحلات ضيوف الرحمن القادمين من الصومال لأداء فريضة حج هذا العام    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. إقامة نهائي كأس الملك الجمعة في ال3 من ذي الحجة    تعزيز الأمن الدوائي    6 مليارات قروض الخدمات الائتمانية    "باعشن".. يشارك في اجتماع تنفيذي اللجان الأولمبية الخليجية    تدريبات النصر من دون رونالدو    فهد بن سلطان يرعى حفل تخرج بجامعة تبوك الأربعاء    نائب وزير الحرس: ثقة غالية من القيادة الرشيدة    «تعليم الرياض» يفتقد «بادي المطيري».. مدير ثانوية الأمير سلطان بن عبدالعزيز    المملكة وضيوف الرحمن    موعد مباراة الأهلي والشباب في الدوري السعودي    وساطة تنهي أخطر مواجهة منذ عقود بين الهند وباكستان    الثقافة السعودية تحضر في بينالي البندقية    وزير «الشؤون الإسلامية» يلتقي برؤساء وأعضاء المجالس العلمية لجهة مراكش    أوكرانيا وحلفاؤها يقترحون هدنة شاملة لمدة 30 يومًا    القبض على 11 مخالفًا لتهريبهم 165 كجم "قات" في عسير    علاج جديد لالتهابات الأذن    الأطعمة المعالجة بشكل مفرط تزيد من خطر الوفاة المبكرة    احتفال الجمعية السعودية للروماتيزم باليوم العالمي للذئبة الحمراء    20 ألف غرامة لكل من يدخل مكة من حاملي تأشيرات الزيارة    المملكة ترحب باتفاق وقف إطلاق النار بين باكستان والهند    الدكتورة إيناس العيسى ترفع الشكر للقيادة بمناسبة تعيينها نائبًا لوزير التعليم    الهلال الاحمر بمنطقة نجران ينظم فعالية اليوم العالمي للهلال الاحمر    الفرق بين «ولد» و«ابن» في الشريعة    بث مباشر من مدينة الملك عبدالله الطبية لعملية قسطرة قلبية معقدة    بعد تعيينها نائبًا لوزير التعليم بالمرتبة الممتازة .. من هي "إيناس بنت سليمان العيسى"    جازان تودّع ربع قرن من البناء.. وتستقبل أفقًا جديدًا من الطموح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا يفعل رجال حماس في أميركا وبريطانيا ؟
نشر في الحياة يوم 22 - 02 - 1993

هل صحيح ان الولايات المتحدة اصبحت ساحة رئيسية لنشاطات قيادات حركة المقاومة الاسلامية حماس، وان هذه القيادات تقدم الدعم السياسي والمالي لأعضاء حماس في الأراضي العربية المحتلة؟ وهل صحيح ان حماس لديها "قواعد" سياسية واعلامية ومالية في الولايات المتحدة وبريطانيا ودول اجنبية اخرى؟ هذه "الاتهامات" وجهتها السلطات الامنية الاسرائيلية بعد اعتقال ثلاثة فلسطينيين يحملون الجنسية الاميركية ذكرت انهم اعضاء في حماس وانهم جاؤوا الى الأراضي المحتلة لتنظيم موجة جديدة من اعمال العنف ضد الاسرائيليين.
ما القصة؟ "الوسط" أجرت تحقيقاً واسعاً حول هذه القضية وهذه نتائجه:
في قاعة المحكمة العسكرية الاسرائيلية في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة جلس ثلاثة فلسطينيين من حملة الجنسية الاميركية، هم محمد عبدالحميد صلاح ومحمد جراد ومحمد توفيق حاجه، أمام قاضي المحكمة بحضور محاميهم جواد بولس والقنصل الاميركي في القدس وممثل للشرطة الاسرائيلية. وكان ذلك نهاية الشهر الماضي وعندما طلب القاضي من ممثل الشرطة قراءة محضره عن التهم الموجهة اليهم، بعد القاء القبض عليهم لدى وصولهم الى الأراضي المحتلة قادمين من الولايات المتحدة، لم يسمح للشبان الثلاثة بالكلام، وكانت رؤوسهم التي لم تتوقف عن الحركة تعبيراً عن عدم صحة الاتهامات الموجهة اليهم هي الاشارة الوحيدة التي فهم منها الديبلوماسي الاميركي ومحاميهم أن لا صحة للادعاءات الاسرائيلية التي وجهت ضدهم ووصفتهم بأنهم اعضاء في حركة حماس، جاؤوا الى الأراضي المحتلة لتنظيم خلاياها والاتصال بقياداتها من اجل القيام بعمليات عنف جديدة في الأراضي المحتلة واحضار اموال من جمعيات ومؤسسات تابعة لحركة حماس تعمل في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها.
وما لم يقله الديبلوماسي الاميركي الذي زار المعتقلين الثلاثة في سجنهم قبل تقديمهم للمحاكمة اكثر من مرة ان هذه التهم لم يتم التوقيع عليها من قبل المتهمين أنفسهم، كما ان الاموال التي كانت بحوزة احدهم والتي قدرت بأكثر من مئة الف دولار اميركي كانت مرسلة الى جمعيات ومؤسسات طبية واجتماعية لمساعدة اسر الشهداء والمعتقلين والجرحى والمعوزين. ومنذ اعتقال الفلسطينيين الثلاثة، على مرحلتين، في الاسابيع الثلاثة الماضية تقوم اسرائيل بحملة دعائية واسعة تتحدث فيها عن الخطر الذي تشكله نشاطات حركة حماس في أراضي الدول التي تتواجد فيها، خصوصا في الولايات المتحدة وبريطانيا.
وقوبلت الحملة الاسرائيلية الاعلامية ببرود في هذه الدول، بعد ان اقتنع الديبلوماسيون البريطانيون والاميركيون بأن الهدف الاسرائيلي من الحملة هو التخفيف من الضغوط الدولية على حكومة اسحق رابين لاعادة المبعدين الفلسطينيين الى الضفة وغزة.
وحسب قول مصادر بريطانية مطلعة لپ"الوسط" فان لا ادلة تدعم الكلام الاسرائيلي عن نشاط وخلايا لحركة حماس في بريطانيا. وتضيف "صحيح ان هناك فلسطينيين يعيشون في لندن ويدعمون حركة حماس الا انه ليس في نشاطهم ما يخالف القانون، فالنظام في بريطانيا يتيح للجميع التعبير عن آرائهم، وطالما ان ذلك يتم ضمن القانون فانه حق مشروع".
ويشير متابعون بريطانيون لنشاط حركة حماس الى وجود نشاط اعلامي مؤيد للحركة، لكنهم يقولون ان طبع المجلة الشهرية المؤيدة لوجهة نظر الحركة او المتبنية لها يكاد يكون النشاط الوحيد البارز، وهذا امر طبيعي طالما ان المجلة تقوم باحترام القوانين المرعية. ويقارن هؤلاء بين نشاطات تقوم بها حركات سياسية اخرى، فهناك نشاط واضح لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية في لندن، وكذلك هناك نشاطات لحزب العمال الكردي المعارض لتركيا، وللعديد من الاحزاب الاخرى، وعندما تشعر الحكومة البريطانية ان نشاط اي من هذه الحركات يعارض القوانين فان السلطات المعنية تتدخل لوضع حد لذلك. ويعترف المسؤولون البريطانيون بأن اسرائيل تقوم بحملة دعائية واسعة لتأليب الحكومات والرأي العام ضد حماس، لكن ما تقوله اسرائيل عن نشاطات هذا التنظيم في بريطانيا ليس هناك ما يدعمه.
ويستبعد المسؤولون البريطانيون الذين تحدثت اليهم "الوسط" ان تنجر الحكومة البريطانية الى اتخاذ اجراءات ضد حركة حماس ونشاطاتها اذا اتخذت الحكومة الاميركية قراراً بوضع حركة حماس على لائحة الحركات التي تنفذ الارهاب او تدعمه.
ولا يخفي بعض المراقبين من البريطانيين وجود خلاف بين الولايات المتحدة وبريطانيا على تعريف كلمة الارهاب، خصوصاً بعدما قررت الادارة الاميركية وضع حماس على قائمة "المنظمات الارهابية".
التحرك الخارجي والدعم المالي
وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة في لندن لپ"الوسط" ان حركة حماس استفادت من تجربة منظمة التحرير الفلسطينية في العمل خارج الأراضي المحتلة وتعلمت من تجربتها، لا سيما في مجال التعرض للمصالح الغربية، فركزت على العمل في داخل الأراضي المحتلة انطلاقاً من تواجد قيادتها وجسمها الرئيسي في الداخل، لقناعة قيادتها بأن موقفهم السياسي على الأرض سيكون ذا قوة، نظراً الى قرب قيادتها من القاعدة الشعبية. ولذلك لا يوجد لحركة حماس خارج الأراضي المحتلة تنظيم بمعنى التنظيم، كالجبهة الشعبية او الجبهة الديموقراطية او غيرها من الفصائل، في حين يوجد رموز وأشخاص يشرفون على تقديم خدمات والقيام بنشاطات اعلامية وسياسية. ولذلك من الصعب العثور على هياكل قيادية لحركة حماس خارج الاراضي المحتلة، ومثل هذا الشكل من العمل النضالي والجهادي أزعج اسرائيل بشكل كبير وأعطى حركة حماس الكثير من المرونة.ولأنصار الحركة مساحة كبيرة من الحرية.
ولعل اسباب انزعاج اسرائيل يعود الى عدم قدرتها على التثبت من هويات عناصر حماس، وكان أقصى ما يمكن ان تلقي القبض عليه اسرائيل هو اشخاص يحملون أموالاً ينقلونها من مكان خارج الأراضي المحتلة الى داخل الأراضي المحتلة. ومع ذلك فان مثل هذه الاموال غالباً ما تكون مرسلة لصالح جمعيات خيرية او طبية او اجتماعية تشرف على رعاية اسر الشهداء والسجناء والمحتاجين. كما ان المخابرات والاجهزة الامنية الاسرائيلية لم تكن قلقة على نشاط اعضاء الحركة لقناعتها بأن حركة حماس تركز نشاطها داخل الأراضي المحتلة وان مثل هذا النشاط لا يستهدف مواطنين اجانب بل المستوطنين الاسرائيليين وجنود جيش الاحتلال. ولهذا فانه لم يسبق ان قامت دولة غربية بالاعلان عن القاء القبض على عنصر مسلح تابع لحركة حماس كان ينوي التعرض لهدف خارج الأراضي العربية المحتلة.
وفي حديث لپ"الوسط" مع خالد الحروب، مدير تحرير مجلة "فلسطين المسلمة" في لندن المعروفة بتبنيها وجهة نظر حركة حماس، قال ان مجلته تطبع في لندن منذ 11 عاماًَ، أي قبل سنوات من تأسيس حركة حماس، وهي مرخصة من قبل الحكومة البريطانية.
يقول خالد "ان سبب طبع المجلة في لندن يعود الى عدم توفر الامكانات لطبعها في أية دولة عربية، ومع ان معظم المواد والافلام تأتي جاهزة الى لندن، فان النشاط الاعلامي هنا يقتصر على طبع المجلة وتوزيعها، وليس في ذلك ما يخالف القوانين المرعية الاجراء في بريطانيا".
في مقر صندوق الاغاثة لفلسطين ولبنان، الذي وصفته اسرائيل بأنه احدى المؤسسات التي تدعم نشاط حركة حماس في بريطانيا، بعد ان أبرزت السلطات الاسرائيلية ايصالاً من لجنة زكاة بلدية برقة، احدى قرى الضفة الغربية، يتضمن العبارة الاتية: "وصلني من صندوق الاغاثة لفلسطين ولبنان مبلغ 1380 ديناراً اردنياً، سخر السيد عصام يوسف رئيس الصندوق من الاتهامات الاسرائيلية. وأوجز لپ"الوسط" النشاطات التي يقوم بها الصندوق في معرض رده على الاسئلة التي وجهناها اليه.
ما هي طبيعة النشاط الذي يقوم به صندوق الاغاثة في كل من فلسطين ولبنان؟
- بالنسبة الى صندوق الاغاثة لفلسطين ولبنان فهو مؤسسة خيرية بريطانية انشئت منذ بداية العام 1985 كمؤسسة بريطانية انسانية خيرية مستقلة لا ترتبط بأي عمل سياسي، والقائمون علىها هم من المقيمين في بريطانيا ومن بعض البريطانيين. وإذا كانت هذه المؤسسة تهتم بفلسطين، الا ان اهتماماتها لا تقف عند فلسطين بحد ذاتها وإنما تتعدى كما هو وارد في الاسم الى لبنان، ولبنان، كبلد، عاش حرباً اهلية لمدة 15 سنة، وكان من نتائج الحرب ان لحق بمسلمي لبنان والفلسطينيين المقيمين فيه الضرر، ولذلك ركزنا على لبنان كقضية انسانية قبل الاهتمام بفلسطين كقضية انسانية. وللصندوق نشاطات خيرية في مخيمات الاردن وله اتصالات عدة مع مؤسسات رسمية وحكومية في الاردن، وعلاقتنا مع لبنان واضحة ومعروفة.
فلسطين كقضية انسانية يتجاوز عمرها الاربعين سنة، وتقدم مؤسسات دولية كثيرة، في مقدمتها "الاونروا"، المساعدات للشعب الفلسطيني باشراف الامم المتحدة. ونحن كمؤسسة خيرية انسانية بريطانية ايضاً تهمنا قضية الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، خصوصاً في المخيمات. ونركز في تقديم خدماتنا للأيتام والفقراء والارامل وأسر الشهداء والمحتاجين، ويقوم الصندوق بدعم المؤسسات الطبية، وكذلك رياض الأطفال التي تفتقر الى الاجهزة الاساسية. ان عدم توفر هذه الاحتياجات للشعب الفلسطيني بسبب الاحتلال الاسرائيلي لهذه المناطق يدعونا الى القيام بعمل ما من اجل تخفيف معاناة اهلنا، كما يقوم الصندوق بانشاء مراكز تأهيلية لاعانة سكان المخيمات كي يعتمدوا على انفسهم في تنفيذ بعض المشاريع. ان الصندوق يهتم بالقضايا الانسانية التي تهم الشعب الفلسطيني. وعلاقتنا مع المؤسسات في الداخل ليست سرية، فهذه المؤسسات مصرّح لها اما من السلطات الاسرائيلية او من وزارة الاوقاف الاردنية التي تشرف على النشاطات الاسلامية والاوقاف داخل الاراضي المحتلة.
عرضت السلطات الاسرائيلية ايصالاً بمبلغ مالي قدمه الصندوق لاحدى اللجان داخل الأراضي المحتلة، ما هي قصة هذا الايصال؟
- اذا كان من عرض هذا الايصال يعتبر نفسه عثر على وثيقة فانه غبي، ان كل التحويلات المالية التي نقوم بها تتم بطرق رسمية وعبر البنوك الاسرائيلية وبنوك الضفة الغربية، وكل هذه خاضعة للسلطات الاسرائيلية مباشرة. هناك ايصالات ليست بألف دينار أردني بل بآلاف الدينارات، ولماذا عثر على الايصال ولم يعثر على الرسالة التي كانت موجهة من قبلنا وتحدد كيفية صرف المبلغ المذكور، وبالتالي فان السلطات الاسرائيلية مطالبة بعرض الايصال والرسالة المرفقة بها او أية وثيقة اخرى.
ان لدينا مشاريع كثيرة، منها المخصصة للزكاة والأضاحي والافطارات. والايصال الذي عرض هو من اللجنة التي ذكر اسمها في الأراضي المحتلة وليس من قبلنا.
ما هو ردك على اتهام السلطات الاسرائيلية لصندوقكم بأنه احد الاجهزة او المؤسسات التابعة لحركة حماس في بريطانيا؟
- اذا كانت اسرائيل تدعي ان مؤسسات مثل صندوقنا تابع لحركة حماس، فانها يجب ان تحاسب نفسها بنفسها، اذا كانت سمحت لهذه المؤسسات بالعمل. انا اتعامل مع مؤسسات رسمية معترف بها ومع تصريحات وأذون بادخال الاموال من قبل السلطات الاسرائيلية. كما ان لهذه المؤسسات مراكز حصلت على تراخيص لانشاء عيادات صحية ومراكز طبية. نتيجة كلامي انني اتعامل مع مؤسسات مرخص لها وتعمل بشكل علني امام اعين السلطات الاسرائيلية، انا لا اتعامل مع تصنيفات حزبية او سياسية، بل اتعامل مع مؤسسات خيرية انسانية.
من يمول نشاطات الصندوق؟
- الصندوق يعتمد في تمويله على التبرعات، وهذه التبرعات علنية مثبتة في الدوائر الرسمية، ان مؤسستنا مؤسسة غير حكومية، ونحن نعتمد على تبرعات العامة من الناس والذين يودون تقديم مساعدات لشعبنا. وإذا كانت اسرائىل تريد محاسبة المؤسسات الخيرية التي تدعم الشعب الفلسطيني لمساعدته على تحسين اوضاعه الصحية والاجتماعية فكان أولى بها محاسبة مؤسسات غير خيرية ويهودية، سواء في بريطانيا او في الولايات المتحدة أو في غيرها من الدول الاخرى وتعمل على دعم الارهاب الاسرائيلي في الداخل، مثل جمعية امناء الجبل التي تعمل على هدم المسجد الاقصى، كذلك هناك الكثير من المؤسسات اليهودية الاخرى في أوروبا والولايات المتحدة التي تعمل على تثبيت المستوطنات اليهودية وتشجع الاستيلاء على املاك العرب بالقوة، مخالفة بذلك الاعراف الدولية وقوانين الامم المحدة. ان اهداف اسرائيل واضحة وهي تعمل على افساد العلاقة الطيبة بيننا وبين الدول التي نعمل فيها.
مع محامي المتهمين الثلاثة
وقال المحامي جواد بولس الذي يتولى الدفاع عن الاميركيين الثلاثة من اصل فلسطيني، ان اسرائيل "اخترعت كل الاتهامات التي سمعناها في الأيام القليلة الماضية". وأبلغ "الوسط" في حوار جرى معه عبر الهاتف من القدس ان لوائح الاتهام لم توجه ضد أي من الشبان الثلاثة، والتهم التي وجهها اليهم القاضي الاسرائيلي تتعلق بعضويتهم في تنظيم حماس وتقديم خدمات لهذا التنظيم. ولا زلت ممنوعاً من رؤيتهم وجهاً لوجه، احد المعتقلين، وهو الدكتور محمود الرمحي الذي اعتقلته السلطات الاسرائيلية قبل 60 يوماً، لم يسمح لي برؤيته الا الاسبوع الماضي حيث زرته في سجن الخليل، وقد خضع للتحقيق بخصوص نشاطات له وعضويته في حركة حماس، وبالغت السلطات الاسرائيلية في تضخيم نشاطاته. اما الاميركيون الثلاثة من اصل فلسطيني وهم محمد جرار ومحمد عبدالحميد صلاح ومحمد توفيق حاجه، فان أقصى ما يمكن ان يكونوا قاموا به هو نقل بعض الاموال المرسلة الى لجان الزكاة من قبل جمعيات اسلامية في الولايات المتحدة لمساعدة سكان الأراضي المحتلة، لكن اسرائيل ضخّمت الامور بهدف ايجاد اجواء سياسية مريحة للتخفيف من الضغط الذي تتعرض له بسبب قضية المبعدين من الرأي العام، لا سيما في الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا الغربية.
ماذا عن لقاءاتهم مع القنصل الاميركي في القدس؟
- لقد سمح لمسؤولين اميركيين في القنصلية بزيارتهم لأكثر من جلسة في الاسبوع الأول، والتقينا بالمعتقلين الثلاثة عندما احضروا الى قاعة المحكمة، لكننا لم نتكلم معهم.
ماذا دار في المحكمة؟
- تحدث ممثل الشرطة الاسرائيلية في المحكمة عن المعتقلين الثلاثة، فلم يثبت عضوية محمد جرار في حركة حماس، في حين قال ان محمد صلاح هو عضو فيها. وما حرص عليه ممثل الشرطة هو اتهام الشبان الثلاثة بتقديم خدمات وأموال من منظمات اميركية متعاطفة مع حماس الى افراد في حماس في الداخل لتوزيعها على اعضاء من حركة حماس. هذا كل ما استشف من اقوال الشرطة.
هل اعترفوا امام قاضي المحكمة بأي من التهم الموجهة اليهم؟
- لقد أنكر الثلاثة امام القاضي كل التهم التي وجهت اليهم وذلك بتحريك رؤوسهم لانهم كانوا ممنوعين من الكلام. فعلى سبيل المثال عندما قال ممثل الشرطة ان هؤلاء يشتبه بعضويتهم في حركة حماس قال محمد حاجه ومحمد جراد ان لا صحة لذلك عبر هز رؤوسهم. لقد اعطوا افادات للشرطة، لم اطلع على مضمونها، لكن من احاديثي مع مسؤولين في القنصلية الاميركية فإن الاعترافات لا تتضمن اكثر من نقل اموال من والى، وليس بالهدف الذي تدعيه اسرائيل. محمد توفيق حجه، مثلاً، الذي اعتقل في الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني يناير الماضي واتهمته السلطات الاسرائيلية بالانتماء لحركة حماس اضافة الى مسؤوليته عن تنظيم بعض خلايا الحركة هو ابن رئيس المجلس القروي في قرية بيرناباله المتاخمة لمدينة القدس. وباعتقادي وقناعتي ان هذا الشخص بريء من التهم الموجهة اليه، واعتقد ان اطلاق سراحه سيتم في وقت قريب اذا جرت محاكمة عادلة له.
حماس لا تهاجم اهدافاً اميركية
ودحض خبير بريطاني متخصص في متابعة انشطة حركة حماس اتهامات اسرائيل، وقال كريسيبن هواس لپ"الوسط" ان لا احد في الغرب يعتقد بأن وجود حماس في بعض الدول خطر بالشكل الذي حاولت تصويره وسائل الاعلام الاسرائيلية والمسؤولون الاسرائيليون. وقد اجرت "الوسط" مع هواس الحوار الآتي:
ما رأيك بالاتهامات الاسرائيلية التي ذكرت ان حماس تمارس نشاطاً في عدد من الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا؟
- ان الهدف الاسرائيلي من هذه الاتهامات هو تأليب الرأي العام في هذه الدول ضد حماس لدفع الحكومات فيها للتراجع عن مواقفهم التي طالبت ولا تزال بإعادة المبعدين الاربعمئة الى اهلهم وبيوتهم في الارض المحتلة، بالاضافة الى ان اسرائيل بدأت تشعر بعزم الارادة الدولية على اتخاذ خطوات فاعلة لاجبارها على تطبيق قرار مجلس الامن الرقم 799. صحيح ان هناك افراداً من حماس يعملون في اوروبا والولايات المتحدة وهم يرسلون تبرعات، كما ان في لندن ومانشستر اشخاصاً يساهمون في نشر افكار وآراء تدعم وجهة نظر حماس من خلال نشر هذه المقالات في مجلة فلسطين المسلمة او في مطبوعات اخرى تصدر في مناطق متفرقة من العالم. ان وجود متعاطفين لصالح هذا الرأي او ذاك في دول غربية امر طبيعي، لكن لا احد في الغرب يعتقد بأن مثل هذا الوجود خطر بالشكل الذي حاول الاسرائيليون تصويره.
هل هناك معاهد وتنظيمات تدعم حركة حماس في بريطانيا او غيرها؟
- باستثناء مجلة "فلسطين المسلمة" التي تصدر في لندن والمواد التي تطبع فيها وهي تعبر عن وجهة نظر الحركة لا يوجد اي شيء آخر يمكن الحديث عنه. هناك افراد كما ذكرت من المدافعين عن وجهات نظر حماس وهذا حق مشروع من حقوقهم لان يتبنوا وجهات النظر التي يريدونها وفي الوقت نفسه ان يحترموا القوانين في البلد الذي يعيشون فيه. هناك منظمات اسلامية مثل البرلمان الاسلامي يدعم وجهات نظر حماس.
وهل لديك ما يثبت مثل هذا الدعم الذي تقول عنه؟
- لقد شاركت في اجتماعات البرلمان الذي يتزعمه الدكتور كليم صديقي، والتي عقدت قبل فترة، حيث تشكلت لجنة حول فلسطين، وكان البيان الصادر عن هذه اللجنة هو بمثابة دعم لخط حركة حماس ورفض لخط ومواقف حركة فتح من عملية التسوية. البرلمان الاسلامي في لندن يحرص على عدم ربط نفسه بحماس خوفاً من اتهامه من قبل بعض وسائل الاعلام الغربية. الامر الآخر الذي يمكن الاشارة اليه هو ان الجالية الفلسطينية الموجودة في الولايات المتحدة كبيرة وميسورة الحال، ويقدم تبرعات لا بأس بها، حيث تقوم جمعيات خيرية، سواء في شيكاغو او غيرها، بتحويلها الى الاراضي المحتلة بالشكل الذي قام به الاشخاص الثلاثة من حملة الجنسية الاميركية والذين اعتقلتهم السلطات الاسرائيلية اخيراً.
هل تعتقد ان اي قرار تتخذه الادارة الاميركية في مجال تصنيف حركة حماس كحركة ارهابية هو قرار عادل؟
- هناك انباء تتحدث عن عزم الادارة الاميركية وضع اسم حماس على قائمة المنظمات الارهابية في نيسان ابريل المقبل. لننتظر ونر.
هل سيؤثر مثل هذا القرار على حماس ونشاط انصارها في الخارج؟
- لا لن يؤثر على حماس على الاطلاق. لان حركة حماس هي غير بقية الفصائل الفلسطينية، واعضاؤها لا يحملون بطاقات هوية تعرف عن عضويتهم، وكذلك لا يمكن اتهام كل فلسطيني بعضويته في حركة حماس. ان اتخاذ الولايات المتحدة مثل هذه الخطوة، اذا تمت، لن يكون الا ارضاء للضغوط التي قامت بها جماعات الضغط اليهودية. فحركة حماس لم تغير سياستها في العام الماضي وبالتالي فإن تغيير الولايات المتحدة لتعريف الارهاب ليس له ما يبرره، لا سيما ان الولايات المتحدة تقول ان كل من يهاجم افراداً او اهدافاً اميركية هو المطلوب وضع اسمه على هذه القائمة، الامر الذي لا ينطبق على حركة حماس لانه لم يسبق لها ان هاجمت هدفاً اميركياً. ان انطباعي هو ان الولايات المتحدة تحاول دفع اسحق رابين رئيس الوزراء الاسرائيلي لتقديم المزيد من التنازلات في مجال اعادة المبعدين الى ديارهم، لانه ليس من السهل التعامل بمعيارين في الوقت الحاضر، لكن هدف رابين يبقى هو ان تقوم الولايات المتحدة بالتعامل مع حركة حماس كما تعاملوا مع حركة "ايلول الاسود" وذلك للهروب من الضغوط الدولية التي قد تتعرض اسرائيل لها في وقت غير بعيد اذا ما استمرت في تجاهل قرار مجلس الامن الرقم 799.
هل تعتقد ان صدور قرار اميركي حول حماس قد يجعلها حركة غير مقبولة في العواصم الغربية؟
- لم تشكل حركة حماس اية مشكلة في اية عاصمة من العواصم الغربية، لكن الغرب، بعد زوال الاتحاد السوفياتي والشيوعية، بدأ يفتش عن عدو، وقد اعتقد الكثيرون حتى الآن في العواصم الغربية ان العدو الممكن قد يكون الاصولية الاسلامية التي تهدد الدول المعتدلة في العالم العربي، ولا شك ان حركة حماس قد تكون جزءاً من الحركة الاسلامية التي يبحث عنها الغرب، لكن يبقى للحركة المذكورة الحرية في العمل طالما ان لديها القدرة المالية على التحرك تحت اسماء جمعيات ونشاطات مختلفة، لا سيما اذا راعت قوانين الدول حيث تعمل وتجنبت العمل بالمحظورات فيها.
اتصالات حماس واميركا
ويدافع المهندس ابراهيم غوشه الناطق باسم حماس خارج الاراضي المحتلة عن موقف حركته ويقول، رداً على سؤال لپ"الوسط" حول اتهامات اسرائيل بوجود انشطة للحركة في بريطانيا والولايات المتحدة: "ان الولايات المتحدة وغيرها مقتنعة تماماً ان حماس وقيادتها وفعاليتها تعمل داخل المناطق المحتلة، وكل الموجودين في الخارج يقدمون للحركة في الداخل مساعدات مادية توجه لعائلات المعتقلين والجرحى والشهداء وعائلات المبعدين، كما ان بعض الاخوة يقدمون خدمات سياسية واعلامية. ان الاحداث التي تمت في الداخل اكدت ولا تزال ان قيادة حركة حماس تعمل في الداخل".
ماذا سيؤثر اي قرار بحظر الحركة في الولايات المتحدة؟
- اننا لا نرغب في ان يكون لنا وجه غير مقبول، نريد ان تكون صورتنا كفاحية وجهادية وانسانية.
ما تعليقك على الانباء التي ذكرت ان الولايات المتحدة تستعد لاتخاذ قرار بوضع اسم حركة حماس على قائمة المنظمات الارهابية؟
- لسنا حركة ارهابية، نحن حركة تحرير وطني اسلامي، ومفروض من كل العالم ان يدعم توجهات حركة تتمسك بأرضها وتطالب بحماية شعبها واعادة المطرودين. واذا كان العالم يريد ان يعيش بسلام، فمطلوب سد جميع الثغرات التي تؤدي الى الحروب، اذ لا يعقل ان نبقى مكتوفي الايدي وشعبنا يقتل ويذبح ويطرد كل يوم. سنعمل كل جهدنا لاظهار الوجه الحقيقي لحركة حماس. ما نسمعه عن الولايات المتحدة لا يزال خبراً، لكننا نعتقد ان المسؤولين الاميركيين سيدرسون الوضع بدقة، وهناك مؤشرات تدل على انهم اصبحوا اكثر وعياً وفهماً لمرامي الضغط الصهيوني الذي جرهم الى هذه القضية. ونأمل ان لا تتم هذه الخطوة، لانها اذا تمت سنلاحق هذاپالموضوع.
عندما تقول بملاحقة هذا الموضوع، ماذا تقصد؟
- سنقوم بالتحرك قانونياً داخل الولايات المتحدة لابطال هذا القرار الذي لن يكون مستنداً الى حقائق موضوعية. ان كل ما يتردد حالياً عن عزم الولايات المتحدة ادراج اسم حماس على قائمة الارهاب هو ضمن الحرب الاعلامية الغربية المدسوسة التي تشن ضد الحركة لتأليب العطف الغربي ضدنا. وهي نوع من الضغوط الاميركية التي تحاول تخويف حركة حماس لتنشيط الدور الاميركي في الشرق الاوسط في المرحلة المقبلة. ان رفضنا لمؤتمر مدريد والتفاوض مع العدو هو موقف مبدئي ومعروف، اضف الى ذلك ان مقاومتنا ليست موجهة الى مؤتمر مدريد، بل ان توجهنا الاساسي والاستراتيجي هو لازالة الاحتلال الاسرائيلي من ارضنا.
هل أجريتم اتصالات مع الولايات المتحدة عبر ديبلوماسييها او سفاراتها في الخارج؟
- حول موضوع الارهاب لم يتم اي اتصال بعد، لكن حول موضوع المبعدين تم اتصال، وطلبنا من المسؤولين الاميركيين الضغط لتطبيق قرار الرقم 799. اما في ما يتعلق بموضوع الارهاب، فإننا نستعد للقيام بحملة دولية لتوضيح وجه حماس الحقيقي.
بكلام ادق، هل انتم بصدد الاتصال مع الولايات المتحدة لمناقشة موقفها من قضية ادراج اسم حركة حماس على قائمة الارهاب؟
- نحن بصدد الاتصال بجميع الدول من اجل توضيح موقفنا على حقيقته وليس كما يريد رابين تصويره وتشويهه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.