حرارة الصيف لا تطاق، خصوصاً في المناطق الغربية والشرقية والوسطى في السعودية، لذا تلجأ العائلات إلى السفر كنوع من الهروب من قيظ الصيف، ما أدى إلى ارتباط كلمة الإجازة الصيفية في أذهان الكثيرين بالسفر والسياحة سواء داخلياً أو خارجياً. الأطفال هم الأكثر ولعاً بالسفر، والأكثر استمتاعاً به، لوفرة الأماكن المعدة لهم، في حين تجد النساء أنفسهن أمام الخيار التقليدي"الأسواق والمطاعم"، وتمتاز السفرات الخارجية بالمشاركة العائلية في فعالياتها، بخلاف السفر محلياً، الذي لا يساعد على ذلك. ترى نهى أبابطين أن السفر إلى الخارج أصبح أحد محفزات النجاح للأبناء،"فهم أصبحوا يعرفون جيداً أن قضاء الإجازة يتطلب الحصول على معدلات عالية". وتضيف:"الأبناء في الغالب يفرضون آراءهم في ما يخص السفر، وأهم ما يقومون به هو اختيار المكان الذي نسافر إليه". لافتة إلى أن السفر يسمح بقضاء وقت أكثر مع الزوج، إذ تسلبه أعماله طوال العام الاستمتاع مع العائلة، مشيرة إلى أن اتفاق الميول في اختيار الأماكن بينها وبين زوجها كان له أثر في إنجاح السفر. وتقول الطالبة الجامعية نوال الحمد:"إن فرصة السفر في الإجازات لا تتوافر للجميع سنوياً، خصوصاً بعد موجة الغلاء في أسعار التذاكر والفنادق، لذا فالإقامة الجبرية في الصيف أمر لا بد منه". مبدية أسفها من عدم وجود برامج خاصة بالمرأة وتناسب الفتيات، ماعدا الأسواق والمجمعات التجارية التي تقضي على الوقت فقط بالتسكع والتسوق من دون فائدة وتؤكد الطالبة فاطمة باقادر أن عدم وجود برامج وأماكن ترفيه نسائية وثقافية تجعل الخيار الأول للفتيات هو التسوق، واصفة ذلك بالأمر الخطر، إذ تتربى الأجيال على عدم احترام الوقت وعدم استغلاله بأي فائدة، مطالبة بفتح مجالات للعمل للفتيات أو فتح باب التطوع في المؤسسات الاجتماعية، خصوصاً فتيات المرحلة الثانوية لتدريبهن باكراً على أهمية العمل واحترامه، إضافة إلى إكسابهن المهارات اللازمة في الحياة. أما طالبة الثانوية غادة الغريب فلا تجد في المراكز الصيفية التابعة لمدارس التعليم العام ما يلبي رغباتها، وتعتبر أن"إقامة المراكز في المدارس نفسها يجعل الأمر غير محبب للفتيات، خصوصاً أن غالبية المدارس في الأساس غير صالحة للمكوث فيها فهي بيئة مملة جداً". وتشير الاختصاصية النفسية منال القحطاني إلى نقص البرامج الموجهة للشباب في الصيف، ما أدى إلى ضياع الوقت وعدم الاهتمام به، وقالت:"حرارة الصيف في المنطقة تجعل الشباب والفتيات يميلون إلى البرامج المسائية، فالغالبية يسهرون في الليل وقت الإجازة فتنقلب برامج النوم، وتبدو الأهمية بوضع النشاطات في وقت متأخر مساءً ليتسنى للجميع المشاركة والاستفادة". وشددت القحطاني على أهمية الاهتمام بنوعية الأنشطة والبرامج من صانعي القرار، وأضافت:"ليس من المعقول أن نضع الأنشطة لتبدو وكأنها امتداد للحصص المدرسية لتكون مقصورة على الحاسب الآلي أو الدورات التعليمية أو حصص التربية النسوية والطبخ"، منوهة إلى أهمية معرفة مميزات المرحلة العمرية التي يمرون بها ليكون ما يقدم لهم يتناسب مع حاجات المرحلة، متمنية وجود أندية رياضية خاصة للنساء، مؤكدة ان الترفيه النظيف هو ما نحتاج إليه. وترجو القحطاني أن يكون هناك تنافس بين الأندية الرياضية والأدبية وجمعيات الثقافة والفنون والجمعيات المسرحية والتشكيلية وتقوم بوضع دعايات لبرامجها في الشوارع، حتى نشعر بأن الصيف حافل بالبرامج. من جانبها تقول صاحبة أحد مراكز التدريب منيرة السويلم:"قبل بداية كل صيف نقوم بحملة دعائية لبرامجنا الخاصة في التدريب التي تتنوع بين تعليم اللغة الإنكليزية ، او التدريب على برامج الحاسب الآلي، والملاحظ ان الفتيات والسيدات اللواتي يقدمن على التسجيل لا يستمررن في الحضور بشكل يومي، ما يفقد الأمر أهميته بالنسبة لهن، كما نلاحظ انسحاب أو تأجيل الكثيرات للدورات التي يقدمن عليها". وأضافت:"يبدو أن فترة الصيف غير ملائمة للتدريب والتعليم، وإنما يجب أن تكون موجهة للبرامج الترفيهية أكثر، خصوصاً الأمور التي تتعلق بالفتيات، مبدية إعجابها بفكرة المخيم الصيفي الإبداعي للفتيات الذي تبنته وزارة الإعلام هذا العام، راجيةً أن يكون مخيماً سنوياً ويمتد لفترة طويلة.