أهل مكة يطلقون مسمى"الجاوة"على كل من تعود به جذوره الأصلية إلى دول شرق آسيا المسلمة سواء من إندونيسيا أو ماليزيا أو تايلند."جاوه"هي إحدى جزر إندونيسيا، ولأن هذا البلد يضم مسلمين كُثر، فكان من الطبيعي أن يكون لأهله نصيب من هذا الخليط الآدمي الكبير في مكةالمكرمة. وتؤكد بعض المصادر التاريخية أن"الجاوة"من أكثر القبائل الإندونيسية التي عاشت واستوطنت في مكةالمكرمة منذ عشرينات القرن الماضي. كانت تصل إلى مكة عن طريق البحر، بغرض الحج والتجارة، ومع مرور الوقت أصبح الكثير منهم من سكان مكةالمكرمة وحصلوا على الجنسية السعودية، وبقي عدد كبير منهم يقيمون فيها نظامياً، غير أن السنوات الأخيرة شهدت وجود نسبة عاليه من مخالفي أنظمة الإقامة والعمل بين الجاوة. ومن الحارات المكية، التي اشتهرت بوجود الجاوة، حارات"السليمانية" و"أجياد"و"جبل هندي"و"القرارة"و"الفلق"و"الشامية"و"المسفلة"و"كدي"و"أجياد السد". ويقول منصور برهاني، وهو أحد الجاوة في مكةالمكرمة، إن كثيراً من البيوت والدور السكنية التي تقع حالياً في حارات الفلق والقرارة هي أوقاف للجاوة والهنود، إذ أن التجار والأغنياء من الجاوة كانوا يأتون إلى مكة ويشترون المنازل بغرض جعلها وقفاً لطلبة العلم وأعمال الخير ولإسكان الفقراء من أهلهم وذويهم من الجاوة". وعن المهن التي يقومون بها"الجاوة"في مكة يقول برهاني"إن الرجال من الجاوة يمتهنون ويجيدون العديد من الأعمال كالخياطة وحياكة الثياب والطواقي خصوصاً طواقي"البوقس"، إلى جانب العمل في الطب الشعبي والمطاعم الجاوية المنتشره في مكة، إضافة إلى إجادتهم أعمال الميكانيكا وإصلاح السيارات والعمل أيضاً كسائقين لدى أهل البلد. أما النساء فمعظمهن يمتهن العمل كخادمات داخل البيوت، خصوصاً من المتخلفات أو ممن لم تسو أمور إقامتهن، إضافة إلى إجادتهن تفصيل الثياب الرجالية.