قد لا أكون مخطئاً إذا ما أشرت إلى أن نتائج القمم العربية السابقة قد أغرقتنا في بئر عميقة مليئة باليأس والإحباط ... ما حدا بالشارع العربي ? في كثير من الأحيان - إلى النظر إليها بشيء من عدم الثقة وعدم التعويل على نتائجها في حل مشكلاته وأزماته... بل إنه وصلت الحال إلى مرحلة تحولت فيها هذه القمم إلى مادة دسمة وثرية للانتقاد... وأضحت مفردات مثل"الشجب ? الإدانة"من قواميس بعض المسؤولين العرب الذين أفرطوا في استعمالها. استثناءات بسيطة مرت لم تمثل قاعدة في تاريخ هذه القمم ... وبحياد تام كانت"المملكة"المحفز الأول على هذه الاستثناءات للوصول بها إلى مصاف الواقعية السياسية ومن ثم سرعة التطبيق والتنفيذ ..."المملكة"كانت لها دور مؤثر في تغيير كثير من مساراتها ... بدءاً من"حرب اكتوبر"التي استعاد المصريون أرضهم المسلوبة من"إسرائيل"... وقرار"المملكة"الشهير بحجب البترول عن كل الدول العظمى المساندة لإسرائيل في حربها ضد الشقيقة"مصر"... ومروراً بأزمات كثير من الدول العربية الداخلية التي سعت وتلمست وأرادت دوراً سعودياً قوياً في حلها ... كالأشقاء في"لبنان"وفي"الجماهيرية الليبية"الذي يغيب زعيمها اليوم متناسياً هذا التاريخ ... ومحاولاً تقويض وتقليص وتقزيم الدور السعودي. اليوم يسجل التاريخ ? متجاوزاً كل رغبات التقليل والتشتيت - من جديد دوراً"سعودياً"قوياً ينتظر أن تكون قراراته بمثابة"سفينة نوح"لإنقاذ المواطن العربي من الغرق والشتات والانهيار..."رياض المحبة والسلام والإنسانية"تستقبل ملوك وزعماء الدول العربية وسط أزمات حقيقية وعواصف مخيفة ومثيرة للرعب تهدد بقاء خارطته كما كانت وتغري ? كثير من الدول المتربصة - بتغييرها حال استمرار الوضع الراهن المتوارث من الخلافات والصراعات التي يجب وبكثير من الشفافية نبذها ... ليس بخطب وكلمات وبيانات بل بواقع ينبغي أن ينفذ ويطبق بأسرع ما يكون. "قمة الرياض"تنعقد للمرة الأولى وسط صراعات مخيفة في شتى أنحاء الخريطة العربية... ربما كل هذه الأحداث هي ما يحول"قمة الرياض"? حقيقة - إلى حال مليئة بالترقب بكثير من الجدية والثقة في التعويل عليها وعلى نتائجها في حل كثير من المشكلات ... فهذا الشارع اعتاد على أن أي تدخل"سعودي"في كثير من أزماته كفيل بحلها وتذويبها في إطار من مصلحته ومصلحة مجتمعه ودولته.... لا يهتم بغياب بعض مثيري الأزمات من فوق طاولته. "رياض المحبة والسلام والإنسانية"التي يصلها اليوم كبار القادة والملوك والزعماء, لا يستقبلهم فوق أرضها المباركة المليك أو ولي عهده فقط, بل ينتظرهم فيها قلوب من شتى أرجاء هذا الوطن ... معلقة بهم وبنتائج اجتماعاتهم ... وهو ما نأمل أن يتلمسه كل الزعماء الموجودين... ونأمل أن يتم بعيداً عن الحساسيات السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو حتى الثقافية دعم الدور السعودي ودعم الصورة الوثيقة في ذهن المواطن العربي العادي بأهمية وصدق وشفافية هذا الدور في تعاطيه مع أي من ملفاته وأزماته... لأنه وبحياد تام هو ما تبقى لنا من أمل بعد الله في إنقاذنا مما نحن فيه الآن. مساعد الخميس [email protected]