اطّلع أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس مجلس إدارة المرصد الحضري في المدينة الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمس، على عرض عن إنجازات مشروع تشغيل المرصد الحضري في المدينةالمنورة، ونتائج قيم ومؤشرات الرصد الحضري، ومقارنتها مع القيم الإقليمية والعالمية، وذلك خلال ترؤسه الاجتماع الثالث للمجلس في مقر جمعية الأطفال المعوقين في المدينةالمنورة. وأوضح مدير إدارة التنمية الإقليمية الأمين العام للمرصد الحضري المهندس حاتم بن عمر طه، من خلال العرض الذي شهده أعضاء المجلس وممثلو البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، وأعضاء مجلس منطقة المدينةالمنورة، أن المؤشرات تمثل خدمات البنية التحتية، والنقل، وإدارة البيئة، والإسكان، وحماية الأطفال، ومؤشرات خاصة بمجتمع مدن المعرفة، ومؤشرات الحج والعمرة. وقدّم خبير الأممالمتحدة في المجال العمراني الدكتور مجدي ربيع كمال، عرضاً للمؤشرات العمرانية وتحليلاتها، والتشخيص العام لعدد من القضايا والسياسات في المجال العمراني، تلاه عرض لتجربة إنشاء وتشغيل المرصد الحضري في المدينةالمنورة. كما قدم خبير الأممالمتحدة والمعهد العربي لإنماء المدن الدكتور جمال محمود حامد عرضاً مماثلاً للرؤية المستقبلية لأعمال المرصد. من جهته، أكد الممثل المقيم للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في السعودية السفير المصطفى بن المليح، أن المدينةالمنورة خطت خطوات تهدف إلى تعزيز سياسة الحكومة نحو نمو متكافئ، يهدف إلى إيجاد فرص العمل والاستثمار في جميع أنحاء البلاد، لجميع شرائح المجتمع السعودي. وأشاد ابن المليح بأهمية المرصد الحضري في المدينةالمنورة، ومواكبته لآلية المؤشرات التنموية، لكون المرصد يسلط الضوء على القضايا والتحديات التي تهم المجتمع الحضري والإقليمي، مشيراً إلى أن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة يؤدي دوراً رئيساً في توفير الخبرات الاستشارية الإقليمية والدولية. واستعرضت منسقة وثيقة التعاون بين المرصد الحضري وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي ثريا إسماعيل، في كلمة لها عبر الشبكة الصوتية، تحليل المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية والبرامج المستقبلية، والعلاقة بين المرصد وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، الهادفة إلى تطوير برامج المرصد وعلاقاته العلمية والاجتماعية والسكانية والاقتصادية. وأعربت إسماعيل ل"الحياة"عن فخر البرنامج كشريك أساس في المرصد الحضري، وإصدار المؤشرات وترجمتها إلى واقع، معتبرة أن هذه التجربة مكسب للبرنامج الإنمائي. وأشارت إلى إنجاز العديد من المشاريع من خلال التعاون بين الجانبين، على رغم محدودية الموازنة بالنسبة للمخرجات التي تحققت، مؤكدة السعي إلى تكرار التجربة في مناطق أخرى من المناطق السعودية قد تحذو حذو المرصد الحضري في المدينةالمنورة. وأوضحت أن من أهم النتائج التي لمستها في الاجتماع هو الاهتمام الواضح بدور المرأة المدينية، وتفعيل الحضور النسائي من مختلف منظمات المجتمع المدني وفريق اللجنة النسائية كاملاً، لافتة إلى أن هذا اللقاء يضع رؤى مستقبلية لتجديد الأهداف بحسب المخرجات التي صدرت في المراحل السابقة، وكذلك كيفية إثبات المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية التي صدرت وترجمتها على أرض الواقع إلى برامج وورش عمل ومشاريع تنفيذية ليس فقط كمؤشرات نظرية والاستفادة بالتحليل وتحويلها إلى تطبيق. واستعرضت إسماعيل بعض المعوقات التي يمكن تفاديها في المراحل المقبلة، قائلة:"نستطيع تفعيل المراجعة الدورية واللقاءات المستمرة بين فريق المرصد في المدينة وفريق العمل للبرنامج الإنمائي، للجمع بين الخبراء وبين مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص كعامل أساس". بدورها أشادت رئيسة فريق العمل النسائي في المرصد الحضري عميدة الدراسات الجامعية للطالبات في جامعة طيبة الدكتورة خديجة بنت حسين هاشم، بالإنجازات التي تحققت في برامج التنمية الحضرية من خلال المرصد الحضري، وما ناله من ثناء وتقدير من المنظمات والهيئات الدولية العربية والإقليمية، على رغم عمره القصير. واعتبرت لقاء فريق العمل النسائي برئيسة جمعية طيبة الخيرية النسائية الأميرة نهى بنت سعود بن عبدالمحسن، تحقيقاً للدور الذي يقدمه المرصد الحضري في تحقيق التنمية الشاملة للمدينة المنورة، بالتعاون مع الكليات والمراكز العلمية، والمشاركة في الندوات والمؤتمرات التي تنظم في المنطقة. من جهتها، قالت المنسقة التنفيذية للجنة النسائية ضمن فريق المرصد الحضري طيبة بنت محمد الشريف الإدريسي:"إن للمرأة في المرصد الحضري بالمدينةالمنورة دوراً ايجابياً وفعالاً، من رئيسة الفريق وحتى الباحثات الميدانيات اللائي تدربن بشكل متكامل على إجراء البحوث في أي وقت". وأضافت"رصدت الدراسات الميدانية في المراحل السابقة المؤشرات التي سيتم تناولها بالدراسة مثل النظر في وضع المرأة المعيلة، وغيرها من القضايا الأخرى المهمة، كالبطالة، ونسبة الأمية والتعليم، والجريمة، والطلاق، ومستوى الدخل والمسكن، وإيجاد الحلول لها للتمكين من معرفة مواطن الخلل". وأكدت الباحثة إيناس عبدالكريم الجاوي، والتي عملت ضمن فريق المرصد لمدة سنتين على التوالي، أهمية المرصد الحضري الذي أعطاهم خبرة تدريبية وميدانية وتطويرية، راجية أن تكون هناك توعية لدى المجتمع بصورة أكبر لما يقدمه المرصد من أهداف سامية، وكان هذا من أكثر ما طالبت به الباحثات الميدانيات من توعية المجتمع وتثقيفه رجالاً ونساء، لاستمرار المرصد الحضري علامة بارزة للمجتمع المديني.