لم ينس خالد السيف 40 عاماً طعم الأكل الجاوي الذي تذوقه للمرة الأولى منذ ما يزيد على عشرين عاماً وذلك أثناء زيارته لأقارب له في مدينة مكةالمكرمة. خالد الذي تعود جذوره إلى منطقة نجد يحرص على تناول المأكولات الاندونيسية في كل مرة يزور فيها مدينة جدة. ويقول"تتصدر المأكولات الاندونيسية قائمة المأكولات المفضلة لدي، منذ أن تذوقتها في المرة الأولى، لذا أحرص على زيارة المطاعم الجاوية بشكل مستمر، بل وأصبحت خبيراً فيها وفي الأصناف التي تميز مطعماً عن الآخر". وخالد السيف هو واحد من سعوديين كثر يفضّلون تناول المأكولات الجاوية أو الاندونيسية، إن صح التعبير، وخصوصاً سكان منطقة الحجاز التي تعرفت على تلك المأكولات منذ زمن بعيد، لاسيما وأنها من أكثر المناطق السعودية تنوعاً في أصول مواطنيها، وبحسب مدير مطعم قادو قادو المتخصص في الأطعمة الاندونيسية حسان الأحمد فإن الثقافة الجاوية تعد من الثقافات القديمة والمتأصلة في منطقة الحجاز منذ مئات السنين. ويقول"إن طبيعة المنطقة ووجود الحرمين فيها جعلها مزاراً لجميع المسلمين في جميع أنحاء العالم، وأصبح مواطنوها من أكثر الشعوب انفتاحاً وتقبلاً للآخر، وهذا ما ميز منطقة الحجاز كمنطقة جامعة لجميع الحضارات الإنسانية، من ضمنها الحضارة الجاوية، خصوصاً وأن الجالية الجاوية من أقدم الجاليات المسلمة المستقرة في مكة منذ مئات السنين، وأصبحوا اليوم جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي الحجازي". وأضاف"هذا ساعد في انتشار هذه الأطعمة ورفع معدلات إقبال المواطنين عليها". ويقول"إن 90 في المئة من رواد المطعم هم من السعوديين، في حين لا يتجاوز معدل إقبال الجاليات العربية الأخرى 10 في المئة". وأشار إلى ارتفاع معدل الإقبال وتزايده في المواسم إلى الضعف بحسب تقديراته. ويقول"تشهد المطاعم الاندونيسية إقبالا كثيفاً في المواسم كإجازة العيد والإجازة الصيفية". وعلى رغم الإقبال الشديد من قبل السعوديين على تناول جميع الأصناف والمأكولات الاندونيسية في منطقة الحجاز، إلا أن تلك المطاعم تكاد تكون شبه معدومة في المناطق الأخرى، وعزا الأحمد السبب في عدم انتشار سلسلة المطاعم الجاوية في المناطق السعودية كافة إلى عدم معرفة سكانها بهذه الأطعمة والتي تختلف طرق إعدادها ومذاقها عما هو متعارف عليه لديهم. واستدرك القول"ولكن الفترة المقبلة ستشهد توسعاً في سلسلة المطاعم في منطقتي الوسطى والشرقية، خصوصاً وأن سكان تلك المناطق يحرصون على تناول الأطعمة الجاوية في كل زيارة لمدينة جدة". ويختم"بأن العولمة والانفتاح على الآخر أسهما في نقل حضارات الشعوب. والأطعمة تعد جزءاً لا يتجزأ من تلك الثقافات".