تهدد"سوسة النخيل الحمراء"نحو مليون نخلة في منطقة نجران، بشكل أزعج المزارعين الذين يعتمدون على تسويق محاصيلهم المعروفة بجودتها إلى أكثر من منطقة في السعودية. ومعروف أن هذا المرض يفتك بالنخلة في فترة وجيزة لا تتعدى بضعة أشهر. وكشف المدير العام للشؤون الزراعية في منطقة نجران المهندس فهد الفرطيش، عن إصابة عدد من أشجار النخيل بالمرض. وأبدى تخوفه، في تصريح إلى"الحياة"من انتقال العدوى إلى المزيد من النخيل في المنطقة. وأكد اهتمام وزارة الزراعة بهذا الموضوع، مشيراً إلى أنها أرسلت فريقاً لدرس الوضع عن كثب. وذكر أن"السوسة الحمراء"سبق أن تسببت في هلاك 1950 نخلة عام 1426 ه. وأكد أنه تم اقتلاع أشجار النخيل المريضة ودفنها في حينه. وتوقع إصابة 2500 نخلة في مزارع المنطقة هذا العام، على رغم أن هناك 8 وحدات إرشادية تقوم بعمليات الرش والاستقصاء والكشف والمتابعة في تلك المزارع. ودعا أصحاب المزارع إلى التعاون الكامل مع الفرع وتفهم خطورة المرض، وبالتالي الاقتناع بضرورة إزالة النخيل المريض. وأوضح أن إدارته اتخذت طريقة"الحجر"كأحد الحلول لحصر المرض والحيلولة دون انتقاله من نخلة إلى أخرى. وشدد على عدم السماح بنقل أشجار النخيل من جهة إلى أخرى في المنطقة. وذكر أنه يتم حقن النخلة المصابة من خلال فتحة في جزء منها بمبيد لمدة خمسة أيام، إضافة إلى عمليات تنظيف الشجرة، وإذا كانت الإصابة شديدة تزال الشجرة. وأضاف أن هناك مصائد"الفرمون"التي تصطاد السوسة عند اقترابها من النخلة وتقضي عليها سريعاً. وأوضح أن السوسة تظهر في الأشجار التي لا يتم تنظيفها بانتظام. وحذر من أن المناطق التي تنتشر فيها السوسة الحمراء تضم 320 ألف نخلة، ما يجعل احتمال الإصابة قائماً. وتعرف"السوسة الحمراء"علمياً باسم"رينكو فورس فيرو جينيس وتبيض الحشرة مابين 200 إلى 500 بيضة خلال فترة حياتها، التي تتراوح من 2 إلى 4 أشهر. وتضع الأنثى البيض داخل الشقوق والفجوات التي تحدثها الحشرات الأخرى، وعلى الأنسجة المكشوفة من جذع النخلة والجذور، وكذلك على الجروح التي تحدث نتيجة للعمليات الزراعية، إذ تتيح للحشرة أن تشم الرائحة المنبعثة من النخلة فتأتي لتضع البيض عليها، وبمجرد الفقس يصبح غير مرئي. وتدخل اليرقات إلى الجذع وتتغذى على الأنسجة الحية مباشرة بعد الفقس. وفي الغالب فان النخيل القابل للإصابة هو في عمر 15 سنة فما دون. وتمر الحشرة بمراحل تطور من البيضة إلى اليرقة الى العذراء فالحشرة الكاملة. ومن أعراض الإصابة بالسوسة الحمراء، خروج مادة صمغية بنية اللون ذات رائحة مميزة ونشارة خشبية على الجذوع، وتهتك واهتراء قواعد السعف، إذ يلاحظ ذلك عند شدها ومحاولة إزالتها، واصفرار سعف النخيل الوسطي، وموت الفسائل والكواريب والرأس أو الجمارة، وانكسار النخلة عند الإصابة الشديدة. ومن إجراءات الوقاية الرش بالمبيدات المناسبة باستخدام"الشبوري"، وهو أنبوب ينتهي بنصف دائرة يتم وضع فوهته على منطقة"التاجويسكب"المبيد، حتى تتبلل النخلة بالكامل، وكذلك التعفير بالمبيد المناسب مثل"الكارباريل"، وكذلك الفحص الدقيق من فرق الفحص التابعة للوزارة لاكتشاف الإصابة في مراحلها الأولى، واستخدام المصائد والتنظيف، وسد الفجوات في النخلة. وعلاج النخيل المصاب يتم بتحديد موقع الإصابة وشدتها، وإذا لم تكن شديدة يزال الجزء المصاب وينظف جيداً، ويتم التأكد من عدم وجود يرقات، وتعفير مكان الإصابة والحقن بالمبيد المناسب.