نجح السفير السعودي في باكستان الدكتور علي عسيري، في إقناع الحكومة الصينية باستثناء نحو ثلاثة آلاف صيني، تمسكوا برغبتهم في الحصول على تأشيرة دخول السعودية لأداء فريضة الحج من سفارة الرياض لدى إسلام أباد، بعد أن رفضوا العودة إلى بكين والتقدم بطلب الحصول على التأشيرة السعودية من سفارة الرياض لدى بكين، على رغم تمسك الحكومة الصينية بقرارها السابق، الذي وقّعته مع نظيرتها السعودية، والقاضي بعدم منح مواطنيها تأشيرات دخول من أية سفارة سعودية خارج الصين. وكانت"الحياة"نشرت أمس وَعْدَ السفير عسيري بحل المشكلة في مدة أقصاها 48 ساعة، ليكون عسيري بذلك تمكَّن من الحفاظ على وعده، الذي كان يمثل بارقة أمل للصينيين، الذين اعتصموا أمام مدخل السفارة السعودية في باكستان لبضعة أسابيع، رافضين مغادرتها إلا بعد تسلم طلباتهم والحصول على وعد بمنحهم التأشيرة، وتمكينهم من أداء فريضة الحج لهذا العام. وعوضاً عن أن ينجح وفد يمثل الحكومة الصينية، توجّه إلى باكستان أمس لإقناع المتظاهرين أمام السفارة السعودية بالعودة إلى بكين للحصول على تأشيراتهم، نجح عسيري في إقناعهم بمنح ثلاثة آلاف صيني"استثناء"خاصاً هذا العام. وقال عسيري ل"الحياة"أمس:"كنتُ على اتصال مستمر بالسفير الصيني في باكستان، من أجل الحصول على موافقة الصين على استثناء خاص لمواطنيها الذين يعيشون حالاً مأسوية أمام سفارتنا، وبتوفيق من الله عز وجل نجحت في التوصل إلى اتفاق ودي مع السفير الصيني، عززه فشل الوفد الذي يمثل الحكومة الصينية في إقناع رعاياهم بالعودة إلى بكين، وتفهموا بدورهم أن منح استثناء وإنهاء معاناة أكثر من 3 آلاف مواطن، أفضل من التمسك بقرار يؤدي إلى النتيجة نفسها في النهاية، خصوصاً أن نحو أربعة مسنين منهم فارقوا الحياة خلال فترة احتجاجهم على الموقف الصيني". وبعد صدور الموافقة الثنائية على منح المسلمين الصينيين تأشيرة الحج، أصدر كل من السفير السعودي ونظيره الصيني بياناً مشتركاً، أعلنا فيه انفراج الأزمة، وبدأت القنصلية السعودية في إسلام أباد في إجراءات منح تأشيرة الحج واستقبال جوازات السفر، لتنهمر بذلك دموع الفرح. وبحسب مصدر في السفارة السعودية لدى باكستان، فإن السفير عسيري أول من بدأ في البكاء بعد أن رأى الفرحة تعم آلاف المسلمين الصينيين، الذين انهمرت دموعهم واختلطت بدعواتهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بطول العمر ووافر الصحة، وبالمزيد من الرخاء للشعب السعودي، وذلك بعد أن نقل لهم عسيري حرص خادم الحرمين الشريفين على تمكين جميع المسلمين الراغبين في أداء مناسك الحج من الوصول إلى هدفهم السامي. وقال عسيري في نهاية حديثه إلى"الحياة":"أشعر بسعادة عارمة لتمكّني من مساعدة المسلمين الصينيين في الحصول على تأشيرة الحج، وانتهاء أزمتهم التي زادها سوءاً وضعهم الصحي والمادي المزري، وكان لمشهد دعائهم الصادق لخادم الحرمين - بعد أن أكدتُ لهم حرصه، أطال الله عمره، على تقديم الخدمات والمساعدات لتيسير حجهم - تأثير كبير في نفوس جميع الحضور، الذين شاركوهم الدعاء والفرحة، وأصدرت تعليمات بمضاعفة الجهود لإنهاء إجراءات منحهم التأشيرة في أقرب وقت، وتمكينهم من اللحاق بملايين المسلمين حول العالم، الذين سيحجون بيت الله الحرام هذا العام".