احتفى مقهى السبعينات ضمن مبادرة الشريك الأدبي التابعة لهيئة الأدب والنشر والترجمة، باليوم العالمي للتلفزيون عبر أمسية أقيمت على مسرح الكلية العالمية للسياحة والفندقة بالرياض، حملت عنوان "التلفزيون مرآة المجتمع وذاكرته الأدبية"، وشهدت حضورًا نوعيًا من الإعلاميين والمثقفين والمهتمين بتاريخ الإعلام السعودي ودوره في المشهد الثقافي. جاءت الأمسية لتقدم قراءة معمقة لدور التلفزيون في المجتمع السعودي، وتطوره بوصفه منصة ثقافية وإعلامية كان لها أثر بارز في تشكيل الوعي العام، وبناء علاقة ممتدة بين المشاهد والمحتوى التلفزيوني منذ بدايات البث وحتى اليوم. وتناول النقاش التلفزيون باعتباره مرآة تعكس المجتمع، وأرشيفًا يحفظ موروثه الأدبي والثقافي، ومنصة تؤدي دورًا حاضرًا في رسم الهوية الثقافية للمجتمع. استضافت الأمسية الإعلامي القدير عبد العزيز العيد، صاحب الخبرة الإعلامية الممتدة لأكثر من ثلاثة عقود، وشاغل منصب كبير المذيعين سابقًا. وقد أدار الحوار الإعلامي الدكتور علاء القيسي، مستعرضًا عبره التحولات التي شهدها الخطاب التلفزيوني السعودي، وتغير طبيعة المحتوى وأساليب تقديمه، ودور الإعلام في مرافقة التحولات الاجتماعية والثقافية التي عاشتها المملكة. وفي مداخلة أثْرَت الأمسية، قدّم مدير التحرير عبدالله الحسني قراءة فكرية حول تأثير التلفزيون في تشكيل الوعي والذاكرة الثقافية، معتبرًا أن الشاشة لم تكن مجرد منصة ترفيهية أو إخبارية، بل نافذة عبر منها الوعي العربي وتكوّنت خلالها ذائقة أجيال، وتوثقت عبرها ملامح مرحلة فكرية وثقافية شكلت جزءًا مهمًا من ذاكرة المجتمع السعودي. كما شارك وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإذاعية سابقًا بمداخلة تناول فيها الدور المستمر للإذاعة، مؤكدًا أنها ما تزال تحتفظ بقيمتها وتأثيرها رغم التطور التقني واتساع نطاق الإعلام الرقمي، إذ بقيت الإذاعة حاضرة في تفاصيل الحياة اليومية ورافقت مستمعيها عبر البرامج الثقافية والمعرفية والترفيهية، محافظة على قربها العاطفي والوجداني من الجمهور. وتوقف الإعلامي عوضة الدوسي عند الدور الثقافي والوجداني للإذاعة، معتبرًا أنها أسهمت بفاعلية في تشكيل الثقافة السمعية للمجتمع، ولا تزال مصدرًا ثريًا للفكر والمعرفة، ورافدًا مهمًا من روافد الإعلام السعودي رغم التطورات التقنية والتغيرات المتسارعة في البيئة الإعلامية. كما قدّم المستشار الإعلامي الدكتور عادل الحارثي مداخلة أكد فيها أن الوزارة تعمل بشكل مستمر على تطوير الأداء الإعلامي وتجويد المحتوى من خلال دراسات ومشاريع تحديثية تهدف إلى تعزيز حضور الإعلام التقليدي بجانب الإعلام الرقمي. وأشاد بدور الرواد الإعلاميين الذين وضعوا أسس هذا العمل وساهموا في بناء قاعدة مهنية قوية مهدت الطريق للأجيال الجديدة من الإعلاميين. وفي ختام الأمسية، أجمع المتحدثون والحضور على أن التلفزيون والإذاعة، رغم تحولات العصر الرقمي، لا يزالان يحتفظان بقيمتهما كرافدين رئيسيين للثقافة والوعي، وكجزء أصيل من الذاكرة الجماعية التي أسهمت في توثيق مسيرة المجتمع والتحولات التي مر بها، ليبقيا ركنين ثابتين في المشهد الإعلامي السعودي، وجسرًا يصل الماضي بالحاضر ويستشرف المستقبل. جانب من الحضور عبدالله الحسني مداخلاً ويظهر عوضة الدوسي ومحمد بن نهار