أدى عبث بائع بالألعاب النارية في سوق الحمام جنوبالرياض، إلى اندلاع حريق كبير أتى على ثلاثة محال وثلاث سيارات في ساعة متأخرة ليل أول من أمس، فيما لم تسجل إصابات أو خسائر في الأرواح. وباشرت فرق من الدفاع المدني والشرطة والهلال الأحمر الحادثة، واستطاعت الأولى إخماد النيران قبل أن تمتد إلى المحال الأخرى أو السيارات التي كانت في مواقف السوق. بدأ الحريق بحسب شهود عيان ومصدر أمني تحدث إلى"الحياة"من الناحية الشمالية لمواقف السيارات في السوق المكون من 139 محلاً، بعدما أطلق أحد الباعة ألعاباً نارية في الهواء، ما نتج منه تطاير شرر ليصل إلى عدد من بسطات بيع الألعاب النارية، المنتشرة في مواقف السوق التي يديرها عدد من النساء. وانتشر الحريق بعدما وصل الشرر إلى سيارة أحد الباعة وهي من نوع فان فر من الموقع وتسعى الجهات الأمنية إلى الوصول إليه من طريق رقم هيكل سيارته كانت موجودة في مواقف السوق وداخلها كميات كبيرة من الألعاب النارية، ما أدى إلى انطلاق عدد من"الصواريخ"منها ليصل إلى ثلاثة محال، تسبب في إحراق أجزاء منها. وأوضح مدير الدفاع المدني في الرياض العميد عابد الصخيري الذي كان موجوداً في موقع الحريق ل"الحياة"، أن سبع فرق للإطفاء وأربع فرق للإنقاذ شاركت في إطفاء الحريق، فيما تولت الدوريات الأمنية تنظيم السير، مشيراً إلى أن سبب الحريق وجود كميات كبيرة من الألعاب النارية داخل صناديق خشبية في مواقف سيارات السوق. وناشد الصخيري أولياء الأمور بمنع أطفالهم من شراء ألعاب نارية لاخطارها الكثيرة، مضيفاً أن لجاناً شكلت من شرطة منطقة الرياض والأمن الوقائي والدفاع المدني والدوريات، لشن حملات على الأسواق التي تحولت إلى نقاط لبيع الألعاب النارية وتم ضبط كميات كبيرة منها. وقدر عاملون قيمة الألعاب النارية التي أتت عليها النيران، ب 400 ألف ريال، فيما بلغت خسائر صاحب المحال نحو 140 ألف ريال، فيما رجح باعة في السوق أن يرتفع هذا الرقم مستقبلاً، في حال استمرار انقطاع التيار الكهربائي، خصوصاً لدى أصحاب محال بيع أسماك الزينة، كون هذه الأخيرة تحتاج إلى توفير الأكسجين الذي سيكون مستحيلاً من دون وجود كهرباء. وقال مالك أحد السيارات المحترقة فضل عدم ذكر اسمه:"إن الحريق بدأ فجأة وفي شكل سريع جداً وهو أشبه بفيلم سينمائي رافقته أصوات انفجارات، ما دفعني إلى الفرار وترك سياراتي". واتهم مدير سوق أم الحمام صالح باقادر، باعة الألعاب النارية الذين يفترشون أرصفة السوق غالبيتهم من النساء بالتسبب في الحريق، مؤكداً أن الحملات التي تنفذها أمانة مدينة الرياض على هؤلاء الباعة، لم تمنعهم من الاستمرار"يعودون إلى ممارسة مهنتهم في المكان نفسه بعد ساعات قليلة من عمليات الدهم". وأشار مالك المحال المحترقة سعيد الغامدي إلى أن الطاولات الخشبية التي وضع الباعة عليها الألعاب النارية، ساعدت في انتشار الحريق، مؤكداً أن هؤلاء الباعة تسببوا في مشكلات عدة، مطالباً بفتح مقر للبلدية في السوق تكون مهمته منع بيع الألعاب النارية، خصوصاً أن الحملات التي ينفذها موظفو الأمانة بين فترة وأخرى لم تجد نفعاً. ولفت صاحب محل بيع أسماك زينة في السوق أحمد الجمعة، إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتسبب فيها باعة الألعاب النارية في حرق السوق"قبل عاميين أو ثلاثة تسببوا في اشتعال النيران هنا، إلا أن الأضرار كانت طيففة"، لافتاً إلى تسببهم في حرق موقع سوق بيع الحمام في حي الديرة وسط الرياض قبل تسعة أعوام.