تطل علينا هذه الأيام قنوات فضائية ليست إلا زيادة رقمية إلى آلاف الفضائيات، لا أدري ما الهدف من إنشائها، ولا كيف تحجز لها مكاناً على القمر الاصطناعي، لأنها لا تضيف سوى رقم إلى آلاف الأرقام، ولا أعلم إن كانت هناك مواصفات ومعايير خاصة بإنشاء مثل هذه الفضائيات! لقد اتخذت هذه القنوات من اسمها ستاراً، فهي لا تمت لاسمها بصلة، من حق أي كان أن ينشئ فضائيته، سواء التزمت بمعايير وقيم ما أم لم تلتزم. ولكن أن تتخذ من اسمها شعاراً لا يمت لها من قريب أو بعيد فهذا ما يضيرنا. كثيرة هي القنوات التي أنشئت فما كان منا إلا أن نتغاضى عنها وعن البرامج المسمومة التي تبث سمها بين أبنائنا، في ظل غياب الرقابة. لكن عندما يصل الأمر إلى فلسطيننا، فلا بد هنا من وقفة، فقد"طفح الكيل"، إذ جذبتني فضائية"الفلسطينية"باسمها لأترقب برامجها، فإذا بها تطالعني بأغاني الرقص والهوى، ومسلسلات ... وأي مسلسلات!؟ لقد خجلت من أبنائي وأنا أتابع فقط مقدمة أحد مسلسلاتها"شيفون"الذي يوحي بالإغراء والإثارة ... بغض النظر عن مضمون المسلسل وفكرته. فلماذا يا"فلسطينية"؟ هل تريدون زيادة عدد المشاهدين بالبرامج الخليعة التي تبث سمها بين أبنائنا؟ أم تريدون تلويث فكره الملوث أصلاً؟ فالبرامج التي تقدمونها ذات سمة عالية من حرية الرأي، وتناولها لأطروحات تبحث في همّ الإنسان الفلسطيني، مثل برنامج"على المكشوف"، و"لقاء خاص"و"لازم نحكي"، والبرامج الوثائقية الراقية التي تسلط الضوء على معاناة الناس، والنقل المباشر للنشاطات الوطنية، إلى جانب الحيادية وعدم التأطر والانغلاق داخل قوقعة الحزب الواحد في البرامج، يشوبها ذلك التنوع الذي لا مبرر له من أغان تلحق ببرنامج جاد. ألا توجد أناشيد وطنية في أرشيفكم؟ ألا توجد أغان ذات هدف ومعنى يمكن إيصالها إلى الشاب الفلسطيني؟ فالقنوات المنوعة والرخيصة حدث بلا حرج! فاسم فلسطين ارتبط بالقدس والمسجد الأقصى، ومدن يافا وحيفا وعكا ونابلس والحنين إليها، وأسماء الأبطال وعشاق الشهادة والنخوة العربية والكرامة أينما حلت. اسم فلسطين اقترن بمخيمات التهجير، سواء في الداخل أم في الشتات، والذي ارتبط بمذابح العدو ضد شعبنا في كفر قاسم، وصبرا وشاتيلا، وجنين وغزة. إن اسم فلسطين ارتبط بالتطلع نحو تهذيب الخلق وبث كل ما هو هادف. لقد ولدت فلسطينيتنا بالفطرة التي رضعناها، فلماذا تغيرون نهجنا الثوري والإنساني البناء؟ ولتتقوا الله في أنفسنا وأبنائنا. ألا يكفيهم ضغوطات وتأثيرات العالم الخارجي؟ لم لا تكونون نبراساً مضيئاً هادفاً في حياة أبنائنا، ولبنة في طريق التقدم والحرية؟ قناة"الفلسطينية"... رجاء رفقاً بنا! ملكة أحمد الشريف - فلسطين - بريد إلكتروني