أعرب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عن تفاؤله بأن"صفحة جديدة من العلاقات ستفتح بين موسكووواشنطن"وقال إنه تلقى إشارات"إيجابية جدا"من نظيره الأميركي باراك أوباما. وجاء حديث مدفيديف خلال إستقباله أمس، أعضاء اللجنة الأميركية المستقلة لدراسة سياسة واشنطن تجاه روسيا. وأعرب ميدفيديف عن الأسف لانخفاض مستوى العلاقات بين موسكووواشنطن في السنوات الأخيرة، مؤكدا على أن كثيرا من الملفات الصعبة والمهمة في العالم مرتبط بهذه العلاقات، بما في ذلك على صعيد مكافحة الإرهاب وتنمية الاقتصاد. وإعتبر الرئيس الروسي أن دفع علاقات البلدين وإستئناف الحوار في الملفات الحيوية يصب في مصلحة البلدين. وزاد إنه يتطلع للقاء الأول مع نظيره الأميركي ،الذي سيعقد على هامش قمة العشرين في لندن في الثاني من شهر نيسان أبريل المقبل. وأكد أنه: "تتوفر كل الإمكانيات لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين"، مشيرا إلى "الإشارات الإيجابية"التي تلقاها من أوباما خلال الفترة الأخيرة. وكان وزيرا خارجية البلدين سيرغي لافروف وهيلاري كلينتون عقدا أول جولة محادثات رسمية بينهما قبل أيام وتوصلا إلى إتفاق على إطلاق الحوار بشأن تجديد معاهدة تقليص الأسلحة الهجومية الإستراتيجية ستارت1 من أجل التوصل إلى صياغة نهائية لها قبل حلول نهاية العام الحالي.علما بأن المعاهدة المعمول بها حاليا تنتهي في الخامس من كانون الأول ديسمبر المقبل. وينتظر أن يكون هذا الملف أحد أبرز المحاور خلال القمة الروسية الأميركية المنتظرة، بالإضافة إلى ملفات أخرى عدة، بينها مسائل متفق عليها مثل التعاون في أفغانستان، ومسألة الحرب على الإرهاب ومكافحة الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات، وأخرى خلافية على رأسها مشروع نشر الدرع الصاروخية الأميركية في شرق أوروبا، وملف إيران النووي، والعلاقة بين روسيا وجاراتها في الفضاء السوفيتي السابق وخصوصا جورجيا وأوكرانيا. وكان الرئيس الأمريكي بعث برسالة قبل أسابيع إلى نظيره الروسي أكد فيها حرص إدارته على دفع العلاقات مع روسيا،وتجاوز المسائل الخلافية. وربط أوباما في رسالته بين مستقبل الخطط الأميركية الخاصة بنشر الدرع الصاروخية و"التهديد"الإيراني. وذكرت وسائل إعلام في حينها أن واشنطن عرضت على الروس"صفقة تبادلية"تتنازل فيها واشنطن عن"الدرع"في مقابل تعاون روسي في الملف النووي الإيراني. لكن الطرفين شددا في وقت لاحق على عدم وجود صفقات من أي نوع، وأن المطلوب هو تعزيز التعاون لمنع الانتشار النووي و تهدئة المخاوف المشتركة على المستوى الأمني ومشكلة الإرهاب. وأعرب أوباما عن أمله في" أن نتمكن من إقامة علاقة بناءة مع روسيا تسمح لنا بالسير قدما وترتكز الى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. نشر في العدد: 16777 ت.م: 11-03-2009 ص: 18 ط: الرياض