فجرت الشرطة الاسرائيلية مفاجأة امس خلال استجواب رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت، عندما اعلنت وجود"شبهات جديدة"تحوم حوله وتتعلق ب"عمليات احتيال"، وتحديداً استرداده نفقات سفرياته اكثر من مرة من اكثر من جهة عندما كان رئيسا للبلدية الاسرائيلية للقدس العام 2006 ثم وزيرا للصناعة والتجارة. راجع ص 4 وجاء ملف الفساد الجديد ليضاف الى خمس ملفات اخرى تحقق الشرطة مع اولمرت في شأنها، وآخرها استجوابه امس للمرة الثالثة تحت طائلة القانون في قضية"المغلفات المالية"التي تلقاها على مدار سنوات كثيرة من رجل الأعمال اليهودي الأميركي موشيه تالانسكي. وبحسب بيان مشترك اصدرته النيابة والشرطة امس، واجه المحققون اولمرت"بشبهات احتيال خطيرة ومخالفات اخرى". وافاد البيان بان اولمرت"اعتاد عندما كان رئيسا لبلدية القدس ووزيرا للتجارة والصناعة، التوجه في الوقت نفسه الى مؤسسات عدة بينها الدولة كي تمول الرحلة نفسها". واوضح ان"وكالة السفر التي كان يتعامل معها كانت ترسل الى كل من هذه المؤسسات فواتير مختلفة للرحلة نفسها، وكأن كلا منها هو الوحيد الذي يمول الرحلة"، مضيفا أنه استغل فائض ما تلقاه من أجل تمويل رحلات جوية خاصة له ولأفراد أسرته. وأفادت أوساط الشرطة أن الأدلة الجديدة التي جمعت منذ التحقيق الثاني قبل شهرين تظهر تورط رئيس الحكومة في الشبهات المنسوبة إليه، وفي مقدمها"الاحتيال في ظروف خطيرة"، علما ان ملفات الفساد الاخرى تتعلق بشبهات"التزوير"و"سوء الامانة"ومخالفات في تمويل حملاته الانتخابية. في هذه الاثناء، تعرض اولمرت لانتقادات النواب من جانبي الطيف السياسي في اسرائيل، اذ دعاه النائب العمالي شيلي ياكيموفيتش الى الاستقالة فورا، في حين قال رئيس الحزب الديني الوطني زفلون ارليف ان"الشبهات الجديدة تشكل سحابة داكنة اخرى تضاف الى السحب الكثيفة التي تخيم على رأسه"، مضيفا انه كان على اولمرت"الاستقالة منذ زمن بعيد". لكن بغض النظر عن هذه المواقف، بدا امس أن الرأي العام في إسرائيل حسم أمره بمطالبة رئيس الحكومة بالانصراف إلى بيته، اذ أظهر استطلاع للرأي في أوساط أعضاء حزب"كديما"نشرت نتائجه صحيفة"يديعوت أحرونوت"، أن غالبية من 57 في المئة ترى أنه ليس من الصائب أن يرشح اولمرت نفسه لزعامة"كديما، في مقابل 36 في المئة قالوا عكس ذلك. وقال 79 في المئة إنه ينبغي على اولمرت أن يستقيل من رئاسة الحكومة ويخلي كرسيه لمن يتم انتخابه زعيماً للحزب. في هذا الصدد، تواصل الجدل داخل"كديما"بين تيار يرى ان اولمرت لن يكون مضطراً الى الاستقالة غداة الانتخابات الداخلية، وأن الزعيم الجديد سيكون مرشح"كديما"لرئاسة الحكومة في انتخابات عامة، وبين من يرى ان على اولمرت الاستقالة فور انتخاب خلف له، خصوصا في اوساط وزيرة الخارجية تسيبي ليفني المرشحة الاقوى للفوز بهذه الانتخابات، بحسب الاستطلاع.