لقيت جيبوتي دعماً عربياً واضحاً أمس بعد الاشتباكات التي وقعت بين قواتها والجيش الاريتري في منطقة جبل جبلة المعروفة أيضاً باسم رأس الدميرة المطلة على مضيق باب المندب. وفي وقت أكدت الجامعة العربية رفضها"أي اعتداء"على أراضي جيبوتي، بدأت حكومة الرئيس عمر غيلة في استدعاء الاحتياط، في ظل مخاوف من اتساع نطاق المواجهات مع الجيش الاريتري الأقوى عدة وعدداً. وأكد مجلس الجامعة العربية بعد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين في القاهرة"ضرورة احترام سيادة جمهورية جيبوتي ورفض الاعتداء على أراضيها"، داعياً حكم الرئيس أساياس أفورقي إلى سحب قواته"فوراً"من مناطق الحدود مع جيبوتي. وكلف المجلس الأمانة العامة للجامعة"اجراء الاتصالات اللازمة مع الحكومة الاريترية لمعالجة الموقف وانهاء التوتر". وأعلنت هيئة الاذاعة والتلفزيون الرسمية في جيبوتي، أمس، أن ستة جنود جيبوتيين قتلوا إثر اشتباكات وقعت الثلثاء في شمال البلاد بين القوات الاريترية والجيبوتية في رأس الدميرة الحدودية. وأوضحت أن"الحصيلة الموقتة للمعارك بلغت ستة قتلى، وأكدت أن"المعارك توقفت". لكن وكالة"رويترز"نقلت عن مسؤول دفاعي أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل تسعة من جنود جيبوتي وأصابة 60 آخرين في معارك مستمرة منذ ثلاثة أيام. واكد المسؤول ان"القتال مستمر. زاد عدد القتلى والجرحى امس... وصل إلى تسعة قتلى و60 مصاباً". ووقع تبادل كثيف لاطلاق النار بين القوات الاريترية والجيبوتية الثلثاء في منطقة رأس الدميرة الشمالية. وتقول جيبوتي إن القتال بدأ عندما أطلق جنود اريتريون النار على بعض الهاربين من الخدمة العسكرية، الأمر الذي دعا جيبوتي إلى الرد على اطلاق النار. وأضافت أن المعارك اندلعت مرة أخرى بعدما طلب جنود اريتريون عودة الجنود الهاربين من الخدمة. والتوتر على اشده بين البلدين منذ توغل القوات الاريترية في 16 نيسان ابريل في هذه المنطقة الاستراتيجية. وسبق للبلدين أن تواجها في 1996 و1999 بسبب هذه المنطقة، لكن هذا أول حادث مسلح بين البلدين منذ توغل القوات الاريترية في نيسان الماضي. وفي حين اتهمت حكومة جيبوتي اريتريا الأربعاء باعتماد"سلوك غير ودي"وتبييت"نيات سيئة"، معتبرة أن تحركات حكومة أسمرا تعكس نيتها"ضرب الاستقرار في جمهورية جيبوتي و... في القرن الافريقي برمته"، أكدت حكومة اريتريا، في بيان نشرته امس، أنها لا تكن العداء لجيبوتي ونددت ب"الحملة المناهضة لاريتريا". وذكرت وسائل إعلام رسمية في جيبوتي أن القوات الحكومية أسرت 100 من اريتريا، لكن سفير جيبوتي لدى الجامعة العربية موسى محمد أحمد قال إن القوات الجيبوتية"قتلت مئة جندي اريتري"خلال معارك الثلثاء، وأعرب عن أسفه لعدم"تجاوب اريتريا مع المساعي التي تقوم بها الجامعة العربية ورفضها استقبال بعثة تقصي الحقائق التي أوفدتها الجامعة في الثامن من ايار مايو الماضي وكذلك رفضها استقبال وفد وساطة قطري". وبدأ الجيش الجيبوتي وقوامه 11 ألف جندي استدعاء الجنود المسرحين وضباط الشرطة المتقاعدين. ويبلغ عدد أفراد الجيش الاريتري 200 ألف جندي، لكن كثيرين منهم متمركزون على الحدود مع اثيوبيا. وخاضت أديس أبابا وأسمرا حرباً بين عامي 1998 و2000 بسبب خلافات حدودية، ولا يزال التوتر بينهما عاليا. وتستضيف جيبوتي قاعدتين عسكريتين اجنبيتين إحداهما أكبر القواعد العسكرية الفرنسية خارج الاراضي الفرنسية ووحدة مكافحة الأرهاب الاميركية وقوامها ألفا جندي العديد منهم من القوات الخاصة التي عملت مع القوات الإثيوبية. ووقعت فرنسا اتفاقاً للدفاع المشترك مع جيبوتي بعد استقلالها في العام 1977. كما أن جيبوتي طريق حيوي لإثيوبيا التي لا تطل على بحار والتي تعهدت بحماية حقها في المرور عبر جيبوتي.