وصل الرئيس الأميركي جورج بوش الى سلوفينيا أمس، في مستهل جولة أوروبية ستكون الأخيرة له كرئيس للولايات المتحدة. وهو يشارك اليوم في القمة الأميركية - الأوروبية التي تعقد في سلوفينيا ويعتزم الطلب من قادة دول الاتحاد الأوروبي، بذل مزيد من الجهود لمساعدة عملية التحالف في أفغانستان وتشديد الضغوط على إيران، خصوصاً بفرض عقوبات مالية على مصارفها. وبحسب مسودة البيان الذي يصدر عنها اليوم، ستؤكد القمة استعداد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لاتخاذ"إجراءات إضافية"ضد إيران تكون"مكملة"للعقوبات التي يفرضها مجلس الأمن عليها، إذا رفضت مطلب الغرب وقف نشاطاتها النووية الحساسة. وورد في مسودة البيان، ان أميركا وأوروبا ستواصلان العمل سوياً لاتخاذ إجراءات لضمان"ألا تسيء المصارف الإيرانية الى النظام المصرفي الدولي، بدعمها انتشار الأسلحة النووية والإرهاب". وبعد سلوفينيا، يزور بوش ألمانيا وإيطاليا والفاتيكان وفرنسا وبريطانيا، للقاء القادة الأوروبيين الذين تنسّق معهم إدارته سياساتها حيال إيران منذ العام 2005. ويأمل البيت الأبيض بإحراز تقدم في المحادثات التجارية بين الجانبين، لكنه لا يملك توقعات كبيرة بإبرام اتفاقات كبرى قبل انتهاء ولاية بوش الرئاسية في كانون الثاني يناير 2009. وقبل مغادرته الى أوروبا، قال بوش إن الدولار القوي في مصلحة بلاده والاقتصاد العالمي. وأضاف:"سأتحدث في أوروبا عن التزام بلادي الدولار القوي"، مشدداً على ان"الاقتصاد الأميركي استمر بالنمو في مواجهة عوائق تعتبر سابقة". وزاد انه سيناقش مع حلفائه الأوروبيين مشاكل الاقتصاد العالمي الذي شهد تباطؤاً بسبب ارتفاع أسعار الطاقة. وأوردت صحيفة"ذي فايننشال تايمز"أمس، أن الرئيس الأميركي سيضغط على أوروبا لزيادة العقوبات المالية على إيران. ونقلت عن مسؤولين أميركيين أن بوش"سيدعو قادة الاتحاد إلى البناء على العقوبات التي فرضتها الأممالمتحدة على إيران أخيراً، واتخاذ إجراءات عاجلة ضد مصرفها ميلي، وخفض اعتمادات التصدير المرتبطة بطهران والمؤسسات المالية التي تتعامل معها". وأشارت الصحيفة الصادرة في لندن أمس، إلى أن واشنطن تريد ثني شركات الطاقة الأوروبية عن التعامل مع طهران، ومنعها من توقيع مذكرات تفاهم لتطوير حقول النفط والغاز في إيران. ونقلت عن ديبلوماسيين من جانبي الأطلسي، أن غالبية دول الاتحاد الأوروبي تولي أهمية قصوى لأمن الطاقة، في حين ان دولاً أخرى في مقدمها بريطانيا وفرنسا تعتبر ان البرنامج النووي الإيراني بين أكثر المواضيع الدولية الضاغطة، نتيجة قلق هذه الدول من الاعتماد المتزايد على الغاز الروسي. وتأتي جولة بوش الأوروبية غداة لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت الذي حض واشنطن على التخطيط لشن ضربة ضد إيران. ويتوقع ان يثير بوش مع نظرائه الأوروبيين مسألة الاحتباس الحراري. وقال دان برايس نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، ان تأخير اتخاذ أي خطوة في هذا الشأن سيكون"خطأ سياسياً"، وأضاف:"من غير المرجح ان تكون أية إدارة أميركية في المستقبل مستعدة لتوقيع معاهدة مناخية جديدة لا تشتمل على التزامات للاقتصادات الناشئة الكبرى". وتأتي زيارة الرئيس الأميركي لسلوفينيا بعد سبع سنوات تقريباً على لقائه الرئيس الروسي آنذاك فلاديمير بوتين في تلك المدينة، وإعلان بوش الشهير ان بوتين"جدير بالثقة". ولكن هذه المرة، سيبحث بوش والزعماء الأوروبيون في مسألة الخلاف بين جورجيا واقليم ابخازيا، وحض روسيا على"وقف عملياتها الاستفزازية"في ابخازيا وأوسيتيا الجنوبية. في غضون ذلك، أفاد الناطق باسم الفاتيكان فيدريكو لومباردي، بأن البابا بنيديكت السادس عشر يعد لاستقبال فوق العادة لبوش الجمعة المقبل، إذ يستضيفه في برج من العصور الوسطى رُمّم، رداً على الاستقبال الحار الذي لقيه البابا في البيت الأبيض. ويلتقي البابا عادة رؤساء الدول في مكتبه الخاص في قصره المطل على ساحة القديس بطرس.