حمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ما يُعتبر سابقة، بشدة على القادة الإيرانيين، وعزا القلق من برنامج ايران النووي الى"مواقفهم العلنية الداعية الى تدمير دول أخرى"، وحضهم على التجاوب مع مطالب المجتمع الدولي لحل الأزمة. في الوقت ذاته، شددت واشنطن ضغوطها على طهران وأنذرتها بوجوب اتخاذ"الخيار السليم"لتفادي عواقب تحرك في مجلس الأمن لفرض عقوبات عليها، بسبب برنامجها النووي. ونفت الخارجية الاميركية ان تكون طهران عرضت تعليقاً ولو موقتاً لتخصيب اليورانيوم، لتسهيل المفاوضات مع الغرب. تزامن ذلك مع إلغاء لقاء كان مقرراً اليوم، بين الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، للبحث عن مخرج للأزمة، وسط انقسام داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على التعاطي مع ايران، بسبب اتباع واشنطن"خطاً متشدداً جداً"، كما ابلغ ديبلوماسي غربي وكالة"فرانس برس". وفي وقت اعتبر سولانا المفاوضات"شاقة لكنها غير مستحيلة"، دعا الرئيس بوتين الى"عدم التسرع"في اتخاذ إجراءات عقابية ضد ايران. وقال ان على الدول الست التي قدمت عرض الحوافز الى طهران لإقناعها بوقف التخصيب، مواصلة التفكير المشترك. وأضاف:"اذا استطعنا تحاشي فرض عقوبات سيكون هذا هو الحل الأمثل". وحض بوتين، الذي كان يتحدث الى عدد من ممثلي مراكز الدراسات الأوروبية، الإيرانيين على"مساعدة المجتمع الدولي"عبر الوقف الكامل لكل أعمال التخصيب. وأعرب عن أسفه ل"مواقف لا تساعد على حل المشكلة"من جانب طهران، ما اعتبره مراقبون تأييداً مبدئياً لفرض عقوبات اذا لم تستجب ايران قراراً لمجلس الأمن دعاها الى وقف تخصيب اليورانيوم. وفي موقف لافت، رفض بوتين مقارنة ايران بدول مثل البرازيل وجنوب أفريقيا تملك برامج نووية لتوليد الطاقة، وقال ان الأخيرتين"لا يتضمن دستوراهما دعوة الى تدمير دول اخرى، فيما نسمع تصريحات من هذا النوع علناً على ألسنة القادة الإيرانيين". وأورد الرئيس الروسي"سببين اساسيين"لتزايد قلق المجتمع الدولي من الملف الإيراني، الأول صعوبة فرض رقابة شاملة على درجات تخصيب اليورانيوم وضبطها عند الحد الكافي لإنتاج الطاقة النووية، والثاني آليات التعامل مع الوقود النووي المستخدم في محطات توليد الطاقة لأنه صالح للاستخدام لأغراض عسكرية. واعتبر ان الحل الأمثل للمشكلتين هو الاقتراح الروسي بتأسيس مراكز دولية للتخصيب، مشيراً الى ان هذا الاقتراح يوفر"أرضية ديموقراطية لكل الدول الراغبة في تطوير برامج نووية تحت إشراف دولي". في فيينا، قال المندوب الأميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اجتماع للوكالة ان"رفض ايران"تعليق التخصيب"يعني اختيار المواجهة بدل التفاوض"، ما يفسح في المجال امام عقوبات دولية. لكنه اكد ان"باب الحل الديبلوماسي لا يزال مفتوحاً امام ايران، وهي تعرف ما يتوجب فعله". واستدرك:"لا يزال بإمكان ايران القيام بالخيار السليم وتفادي انعكاسات تحرك مقبل لمجلس الأمن". وأوضح"ان الخيار الإيجابي بالنسبة الى المسؤولين الإيرانيين يتمثل في التعاون والقيام بأعمال ملموسة لطمأنة المجتمع الدولي الى ان برنامجهم النووي سلمي". وتابع:"اذا تجاوز الإيرانيون الحدود في مجال تخصيب اليورانيوم، فإن عملنا سيصبح اكثر صعوبة"في التوصل الى حل تفاوضي. وختم بأن"ارادة العالم موحدة في منع ايران من امتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية".