سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاقتراح الروسي لتخصيب اليورانيوم الايراني لا يزال قابلاً للدرس ... بشروط للجانبين . طهران تتشدد في مرحلة ما بعد "الاحالة" وتدرس تخفيف آثار عقوبات محتملة
عقد البرلمان الايراني امس، جلسة طارئة مغلقة لبحث التعاطي مع قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية احالة الملف النووي على مجلس الامن. واطلع سكرتير المجلس الاعلى للامن القومي علي لاريجاني النواب على مضمون رسالة وجهها الى الوكالة، اكد فيها قرار بلاده استئناف تخصيب اليورانيوم، مشيراً الى ان الاقتراح الروسي في هذا الشأن لا يزال قابلاً للدرس. لكن لاريجاني شدد على ان ايران ستتعاطى مع هذا الاقتراح"من منطلق جديد لان الاوضاع قد تغيرت"بعد قرار الاحالة. ودعا الدول الغربية الى اتباع اسلوب جديد ومنطقي مع ايران، للوصول الى تعاون ديبلوماسي يسمح"بإخراج الملف الايراني من دائرة النقاش في مجلس الامن". وفي محاولة لتأكيد موقف بلاده لجهة الاستمرار في التعاون مع الوكالة الدولية في اطار معاهدة الحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل فقط، كشف لاريجاني ان فريقاً من مفتشي الوكالة سيزور ايران للتأكد من التزامها باطر تلك المعاهدة التي تسمح لها بانتاج الوقود النووي لتشغيل مفاعلات توليد الطاقة الكهربائية. ورأى ان"الحل الديبلوماسي مع الاوروبيين، انتهى، لأن الظروف اختلفت بعد احالة الملف الايراني على مجلس الامن"، من دون ان يقطع الطريق نهائياً على امكان استئناف الحوار في اطار شروط ايرانية جديدة. الى ذلك، اكد الناطق باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام ان استئناف التخصيب سيبدأ"في الوقت اللازم"وبناء على تقديرات الوكالة الايرانية للطاقة الذرية. تحسب لعقوبات في غضون ذلك، اعلن سعيد حسامي المدير التنفيذي لشركة الطيران الايرانية"هما"، تشكيل لجنة طوارئ لمواجهة فرض عقوبات على بلاده، مشيراً الى ان هذه اللجنة بدأت عقد اجتماعات مكثفة مع وزراة الخارجية لوضع اطر المواجهة، لئلا تترك العقوبات اثراً في عمل الشركة الايرانية. في المقابل، اكد رئيس الاركان الايراني الجنرال حسين فيروزآبادي ان بلاده"لا تخشى فرض عقوبات عليها"لأنها جربتها خلال منذ انتصار الثورة وخلال الحرب مع العراق، و"لن تحمل العقوبات الا الخير والجمال والجلال لايران". وأكد فيروزآبادي ان الغرب يخاف من الشعب الايراني الذي سيكون على استعداد لمواجهة أي هجوم على بلاده، مشدداً ان"كل القوى من التعبئة البسيج وصولاً الى حرس الثورة والجيش والاستخبارات، على استعداد كامل لضرب أي معتد وتدميره". استطلاع للرأي وكشف استطلاع للرأي اجرته مؤسسة"ايسبا"في طهران الاسبوع الماضي، ان 85.4 في المئة من سكان العاصمة الشباب يؤيدون تطوير التكنولوجيا النووية وان افضل قرار حول الملف النووي في الوضع الحالي هو الاستمرار في النشاط النووي. وأيد 64 في المئة استمرار البرنامج النووي ولو فرضت عقوبات، فيما رأى 70 في المئة ان التعاطي الاوروبي مع ايران غير منطقي. شروط روسية في موسكو، ربطت الخارجية الروسية تحقيق تقدم على صعيد الاتفاق في شأن تخصيب اليورانيوم الايراني على الاراضي الروسية، ب"خضوع الايرانيين الكامل لنظام مراقبة برامجهم النووية". وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي كيسلياك ان الاقتراح الروسي الذي نص على انشاء مؤسسة مشتركة روسية - ايرانية لتخصيب اليورانيوم على الاراضي الروسية، ما زال قائماً على رغم التطورات الاخيرة. وشدد على الموقف الروسي الداعي لحل المشكلة الايرانية من طريق التفاوض. وزاد المسؤول الروسي ان خبراء من الطرفين سيجرون مفاوضات لتحديد آليات تنفيذ الاقتراح الروسي في موسكو في السادس عشر من الشهر الجاري، وكانت موسكو اعلنت في وقت سابق ان وفداً ايرانياً رفيعاً سيصل الى موسكو في هذه الفترة للبدء بمفاوضات. وجاءت تصريحات كيسلياك بعد ساعات على اعلان السفير الايراني لدى كازحستان ميخمون باراست ان خبراء ايرانيين سيصلون موسكو اواسط الشهر المقبل، لاجراء"اول جولة من المفاوضات تهدف الى تأسيس مؤسسة مشتركة لتخصيب اليورانيوم". وقال ان طهران تجري حالياً دراسة واسعة للاقتراح الروسي الذي وصفه بانه"يحتاج الى عملية تفاوضية جدية"مشيراً الى ان بلاده ستأخذ"التطورات الاخيرة"بالاعتبار خلال مناقشاتها مع الجانب الروسي.