المتأمل فيما نعيشه اليوم في هذا الوطن العظيم من إنجازات متوالية، وقفزات نوعية غير مسبوقة، يدرك تمامًا صدق ما وعد به صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء - حفظه الله - حين قال: "لقد سمّينا هذه الرؤية ب (رؤية المملكة العربية السعودية 2030)، لكننا لن ننتظر حتى ذلك الحين، بل سنبدأ فوراً في تنفيذ كل ما ألزمنا أنفسنا به، ومعكم وبكم ستكون المملكة العربية السعودية دولة كبرى نفخر بها جميعًا، إن شاء الله تعالى." وما ننعم به اليوم، من تطور ونهضة في شتى المجالات ومختلف الميادين، هو ثمرة ذلك الوعد الصادق، الذي انطلق منذ لحظة الإعلان عن الرؤية بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، انطلقت المملكة العربية السعودية في رحلة تحوّل نحو مستقبل واعد ومشرق، مع رؤية السعودية 2030 التي وضعها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء، في عام 2016 ميلاديًا، حين شرع سموه في العمل بكل جد وعزيمة لا تعرف الكلل، وإصرار لا يلين، مسخِّرًا كافة الإمكانات، ومحفّزًا الطاقات، واضعًا مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار. لقد تجاوز سموه العقبات وتغلب على التحديات برؤية المملكة العربية السعودية 2030، وبقيادة استثنائية صنعت من التحدي فرصة، ومن الطموح واقعًا ملموسًا. فصارت المملكة العربية السعودية اليوم أنموذجًا عالميًا في التحول الوطني، والتنمية الشاملة، والرؤية المستقبلية الطموحة نعم فقد تحقق الكثير والقادم أكثر من خلال ما نتمتع به من العزيمة والشغف والطموح الذي لا سقف له. وحين تولّى سمو ولي العهد هندسة هذه الرؤية العظيمة، رؤية المملكة العربية السعودية 2030، فإنه لم يكن يرسم فقط مسار المستقبل، بل كان يصنع المجد، ويؤرخ لنهضة حضارية شامخة، ترتكز على الإنسان، وتستثمر في الطاقات، وتبني على الإرث العظيم لهذا الوطن المبارك، مستندة على مكامن القوة التي وهبها الله لهذه الأرض، وهي: العمق العربي والإسلامي، والقوة الاستثمارية، والموقع الاستراتيجي بين ثلاث قارات. والمملكة العربية السعودية اليوم تمضي بخطى واثقة نحو الريادة العالمية، لا تستنسخ التجارب، بل تصنع تجربتها الخاصة، المنطلقة من ثوابت راسخة، وهوية وطنية أصيلة، ورؤية مستقبلية. تحولت المملكة إلى مركز عالمي نابض بالحيوية، ينهض على الابتكار، ويحتفي بالتنوع، ويحتضن الإنسان باعتباره محور التنمية وغايتها. وتمضي في هذا الطريق بثبات، واضعة نصب عينيها بناء وطن مزدهر، واقتصاد متنوع، ومجتمع حيوي، يشكل أنموذجًا يحتذى في التنمية والاستدامة والنهضة المتكاملة. إننا اليوم، ونحن نشهد تحولًا غير مسبوق في الاقتصاد، والثقافة، والسياحة، والصناعة، والتعليم، ومختلف قطاعات هذا الوطن العظيم، فإنما نعيش تجليات هذه الرؤية المباركة العظيمة، التي أصبحت عنوانًا للتقدم، ومصدر فخر لكل سعودي وسعودية، ودليلاً على أن الحلم إذا قاده الإيمان والعمل، يصبح واقعًا. هذا التحول لم يكن مصادفة، ولم يكن وليد ظرف مؤقت، بل نتيجة مباشرة لرؤية هندسها بعناية، وقاد تنفيذها بكل اقتدار، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، الذي أكد منذ اللحظة الأولى: "لن ننتظر حتى 2030، بل سنبدأ فورًا في تنفيذ كل ما ألزمنا أنفسنا به.." ولعل الفارق الجوهري الذي يميز هذا التحول، هو أنه لم يأتِ على حساب الهوية، بل انطلق منها؛ ولم يتنكر للجذور، بل استند إليها وهو يتطلع إلى آفاق الريادة العالمية، تلك المعادلة الفريدة بين الأصالة والتطوير هي ما يمنح الرؤية السعودية تفردها واستدامتها.