بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع، والذي يُصادف 26 يونيو من كل عام، تُسلّط "الرياض" الضوء على ماتبذله المملكة من جهود كبيرة ومتكاملة على مختلف المستويات لمواجهة هذه الآفة الخطيرة، حمايةً لأمن المجتمع وسلامة أفراده. وتتجلى هذه الجهود في عدة محاور وهي؛ الضبط الأمني ومكافحة التهريب، وأسهمت جهود المملكة ممثلة في المديرية العامة لمكافحة المخدرات، العملياتية، في تتبع وإحباط نشاطات الشبكات الإجرامية الدولية، حيث تقوم المديرية العامة لمكافحة المخدرات بتنفيذ عمليات نوعية لإحباط محاولات التهريب والترويج للمواد المخدرة مهما كانت تعقيداتها باستخدام التقنيات الحديثة والتعاون الاستخباراتي لضبط المهربين والمروجين، وتقوم المملكة بالتعاون الدولي مع المنظمات والجهات الأمنية العالمية لتعقب شبكات الاتجار بالمخدرات، والتعاون مع مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة -UNODC-، وتشارك في المؤتمرات الإقليمية والدولية المعنية بمكافحة المخدرات. وتعمل المملكة على تعزيز التنسيق مع الدول المجاورة لوقف تدفق المواد المخدرة داخلها، ولديها تشريعات صارمة لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها، فالمملكة تطبق أنظمة وعقوبات صارمة ضد المهربين والمروجين والمتعاطين، وتصنف المخدرات داخلها ضمن الجرائم الكبرى الموجبة للتوقيف، وتُعامل بجدية بالغة أمام الجهات القضائية، وتطلق المملكة باستمرار العديد من الحملات الوطنية التوعوية والتثقيفية، مستهدفةً بها فئات المجتمع كافة، وخصوصاً فئة الشباب والطلبة. نتائج إيجابية وتولي قيادتنا الرشيدة -أيّدها الله- اهتماماً كبيراً بحماية شعبها ورعاية حقوقه وحماية مقدراته، والتصدي بحزم لكل ما من شأنه الإخلال بأمن الوطن وإفساد عقول أبنائه، وتطلق باستمرار الحملات الأمنية لمكافحة المخدرات بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- وتنفيذ الجهات الأمنية بمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، وقد حققت تلك الحملات -بفضل من الله- النتائج الإيجابية الملموسة، وسددت ضربات موجعة لمروجي ومهربي المخدرات، لاجتثاث هذه الآفة من جذورها، والقضاء عليها، ويعد اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها هو يوم لتبادل نتائج الابحاث والبيانات القائمة على الأدلة والحقائق المنقذة للحياة ومواصلة الاستفادة من روح التضامن المشتركة. رغبة قهرية ووفقاً لوزارة الصحة فإن المخدرات عبارة عن مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي، ويطلق لفظ "مخدر" على ما يُذهب العقل ويغيبه، لاحتوائه على مواد كيميائية تؤدي إلى النعاس والنوم أو غياب الوعي، وقد يؤدي استخدام المخدرات إلى ما يسمى "متلازمة التبعية"، وهي مجموعة من الظواهر السلوكية والمعرفية والفسيولوجية التي تتطور بعد الاستخدام المتكرر للمواد، وتتضمن عادة رغبة قوية في الاستمرار بذلك على الرغم من العواقب الضارة، حتى يصل إلى مرحلة الاعتماد عليها وظهور أعراض انسحابية، ويعد الإدمان رغبة قهرية للاستمرار في تعاطي المادة المخدرة أو الحصول عليها بأي وسيلة، مع الميل إلى زيادة الجرعة المتعاطاة؛ ما يسبب اعتمادًا نفسيًّا وجسميًّا وتأثيرًا ضارًا في الفرد والمجتمع. مضاعفات نفسية ومن أسباب الوقوع في المخدرات، أسباب أسرية وبيئية، وكذلك القدوة السيئة من قبل أصدقاء السوء، أو إدمان أحد الوالدين، كما ان التفكك الأسري، وإهمال الوالدين لأبنائهم من أهم الأسباب، وقد يساهم الفراغ، والسفر إلى الخارج دون رقابة، وضعف الوازع الديني، واضطرابات الشخصية، وحب الاستطلاع إلى إدمان المخدرات، ومن أعراض إدمان المخدرات النعاس، الرجفة، احمرار العينين، واتساع حدقة العين، وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والمظهر العام، فقدان أو زيادة الشهية، هالات سوداء تحت العينين، اضطرابات النوم، ومن أهم آثار مضاعفات إدمان المخدرات مضاعفات نفسية مثل التغير في الشخصية، والتدني في الأداء الوظيفي والمعرفي، وكذلك أعراض ذهنية مثل الشعور باللامبالاة، وفقدان الحكم الصحيح على الأشياء، إضافةً إلى إصابة جهاز المناعة مثل الإصابة بالأمراض الجنسية، والأمراض الفيروسية كالتهاب الكبد الفيروسي، والاضطرابات الهرمونية مثل العقم والتأثير في عملية الإخصاب، والتفكك الأسري ومشكلات الطلاق، انتشار الجرائم للحصول على المال. آثار وخيمة ووفقاً للمديرية العامة لمكافحة المخدرات فإن آثار التعاطي وخيمة، فعلى سبيل المثال الكوكايين والامفيتامينات أخطارها كبيرة فآثار الجرعات المضاعفة تهيج الجهاز العصبي السمبثاوي، ارتفاع ضغط الدم، عدم انتظام دقات القلب، ارتفاع درجة الحرارة، الذهان، التسمم الحاد، الأوهام، الهلوسة، الهياج، العنف، وآثار التعاطي المزمن تشوش الحس، النمطية، النوبات الصرعية، الاكتئاب عند الانقطاع، التهاب الأنف، التهاب الكبد الوبائي، الوفاة، أما مشتقات الأفيون -أفيون، مورفين-، هيروين، كودايين، فآثار الجرعات المضاعفة التخدر، ضعف الإحساس بالألم، تبلد الإحساس، حالة الحلم، الغثيان، التقيؤ، تشنج الحالب وقناة الصفراء، ضعف التنفس، الإغماء عند التعاطي مع الكحول والمسكنات، اختلال حرارة الجسم، ضعف الهرمونات الجنسية. حماية النشء وتشارك وزارة التعليم مع الجهات ذات العلاقة حماية النشء من مخاطر المخدرات انطلاقاً من توجهات المملكة في تطبيق معايير مكتب منظمة الأممالمتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات "UNODC" لدفع مشاركة الأفراد والمجتمعات المحلية والمنظمات المختلفة في جميع أنحاء العالم للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، وزيادة الوعي بالمشكلة الرئيسة التي تسببها المخدرات في المجتمع، وتعزيز العمل الدولي لإيجاد مجتمع عالمي خالٍ من المخدرات، وتبرز الوزارة جهود المملكة في مكافحة المخدرات محلياً ودولياً، لرفع الوعي المجتمعي لدى النشء بخطر المخدرات، وتعزيز التكامل مع الجهود الوطنية للحد من آثارها على الفرد والمجتمع، من خلال الوحدات التعليمية والاثراءات والتطبيقات في المناهج، والبرامج والفعاليات المتنوعة، بما يسهم في تحصين الطلبة، واستثمار أوقاتهم، وإكسابهم المعارف والمهارات الحياتية لبناء شخصيتهم الوطنية، ومشاركتهم الفاعلة في التنمية المجتمعية، وتبذل وزارة التعليم ممثلةً في أقسام التوجيه والإرشاد والنشاط الطلابي بالمدارس وإدارات التعليم؛ جهوداً كبيرة في توعية الطلاب والطالبات بمخاطر تعاطي المخدرات وأثرها على سلوكهم، والحد من انتشارها بين فئات الشباب، وكذلك إقامة مسابقات ثقافية ورياضية وكشفية ومعارض توعوية، وتعمل الوزارة على تفعيل الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية عبر قطاعاتها التعليمية، والقيام بدور مشترك مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات لتطبيق خطط توعوية للحد منها والتحذير من أضرار تناول المخدرات وأهمية تجنبها. علم وبحث واحترام وأظهر تقرير أصدره مكتب الأممالمتحدة العام الماضي 2024م معني بالمخدرات والجريمة أن هناك نحو 300 مليون شخص يتعاطون المخدرات على مستوى العالم، وأن هناك زيادة في حجم الاتجار، وأصدر المكتب تقرير المخدرات العالمي تزامناً مع اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها الذي يصادف 26 حزيران/يونيو ويهدف إلى زيادة العمل من أجل تحقيق عالم خالٍ من المخدرات، وتعترف حملة اليوم الدولي للمخدرات بأن السياسات الفعالة للمخدرات يجب أن تكون مبنية على العلم والبحث والاحترام الكامل لحقوق الإنسان والتعاطف والفهم العميق للآثار الاجتماعية والاقتصادية والصحية لتعاطي المخدرات. علاج ودعم وقالت المديرة التنفيذية لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة غادة والي: إن توفير العلاج والدعم القائم على الأدلة لجميع المتضررين من تعاطي المخدرات أمر ضروري، مع استهداف سوق المخدرات غير المشروعة والاستثمار بشكل أكبر في الوقاية، وأظهر تقرير المخدرات العالمي لعام 2024 أن عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات غير المشروعة ارتفع إلى 292 مليوناً في عام 2022، أي بزيادة قدرها 20 في المائة على مدار عشر سنوات. وأوضح أن أغلب المتعاطين في جميع أنحاء العالم يستهلكون القنب -228 مليون شخص-، بينما يستهلك 60 مليون شخص في جميع أنحاء العالم المواد الأفيونية، ويتعاطى 30 مليون شخص الأمفيتامينات، و23 مليونا الكوكايين، و20 مليونا يتعاطون الإكستاسي، ونبّه كذلك إلى أن هناك زيادة في الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة في أعقاب ظهور مادة النيتازينات، وهي مجموعة من المواد الأفيونية الاصطناعية التي قد تكون أكثر خطورة من الفنتانيل في العديد من البلدان ذات الدخل المرتفع. تدهور البيئة وذكر تقرير مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن المتاجرين في منطقة المثلث الذهبي، وهي منطقة في جنوب شرق آسيا، وجدوا طرقاً لدمج أنفسهم في أسواق غير قانونية أخرى، مثل الاتجار بالحياة البرية والاحتيال المالي واستخراج الموارد غير القانوني، وأضاف أن المجتمعات النازحة والفقيرة والمهاجرة تتحمل وطأة هذا النشاط الإجرامي، وفي بعض الأحيان تُجبر على الانخراط في زراعة الأفيون أو استخراج الموارد غير القانوني من أجل بقائها، وقد يؤدي هذا إلى تحول المدنيين إلى متعاطين للمخدرات أو الوقوع في الديون تحت رحمة جماعات الجريمة، وأشار التقرير إلى أن الجرائم غير القانونية تساهم في تدهور البيئة من خلال إزالة الغابات وإلقاء النفايات السامة والتلوث الكيميائي. عدم استقرار وقالت المديرة التنفيذية لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة: إن إنتاج المخدرات والاتجار بها واستخدامها يستمر في مفاقمة عدم الاستقرار وعدم المساواة، في حين يتسبب في ضرر لا يوصف لصحة الناس وسلامتهم ورفاهتهم، وكشف التقرير عن أن إنتاج الكوكايين بلغ في عام 2022 أعلى مستوى قياسي له حيث تم إنتاج 2757 طنا، بزيادة 20 في المائة عن عام 2021، وكان ارتفاع العرض والطلب على المنتج مصحوباً بارتفاع في العنف في الدول الواقعة على طول سلسلة التوريد، وخاصةً في الإكوادور ودول الكاريبي، كما كان هناك ارتفاع حاد في المشاكل الصحية داخل بعض بلدان المقصد في أوروبا الغربية والوسطى، بحسب ما ورد في التقرير. وقال المكتب في تقريره: إن الاستخدام الضار للقنب ارتفع مع تقنين المنتج في جميع أنحاء كندا وأوروغواي و27 ولاية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكان الكثير منه مخلوطاً بنسبة عالية من رباعي هيدروكانابينول -دلتا 9-تتراهيدروكانابينول-، والذي يُعتقد أنه المكون الرئيسي وراء التأثير النفساني للمخدر، وأدى هذا إلى زيادة معدل محاولات الانتحار بين متعاطي القنب العاديين في كنداوالولاياتالمتحدة. خطط قائمة وشدد التقرير على أن الحق في الصحة هو حق إنساني معترف به دولياً ينتمي إلى جميع البشر، بغض النظر عن حالة تعاطي الشخص للمخدرات أو ما إذا كان الشخص مسجوناً أو محتجزاً أو مسجوناً، ودعا مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الحكومات والمنظمات والمجتمعات المحلية إلى التعاون في وضع خطط قائمة على الأدلة لمكافحة الاتجار بالمخدرات والجريمة المنظمة، وأعرب عن أمله في أن تساعد المجتمعات المحلية في تعزيز القدرة على الصمود ضد تعاطي المخدرات وتعزيز الحلول التي تقودها المجتمعات المحلية. يقظة وضبط رجال المكافحة بالمرصاد للمُهربين