تشارك المملكة العربية السعودية العالم بالاحتفال باليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها الموافق 26 يونيو من كل عام لتعزيز العمل والتعاون في تحقيق هدف عالم خال من تعاطي المخدرات. وتولي قيادتنا الرشيدة -أيّدها الله- اهتماماً كبيراً بحماية شعبها ورعاية حقوقه وحماية مقدراته، والتصدي بحزم لكل ما من شأنه الإخلال بأمن الوطن وإفساد عقول أبنائه، وتطلق باستمرار الحملات الأمنية لمكافحة المخدرات بتوجيهات وقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- وبمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، وقد حققت تلك الحملات -بفضل من الله- النتائج الإيجابية الملموسة، وسددت ضربات موجعة لمروجي ومهربي المخدرات، لاجتثاث هذه الآفة من جذورها، والقضاء عليها، ويعد اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها هو يوم لتبادل نتائج الابحاث والبيانات القائمة على الأدلة والحقائق المنقذة للحياة ومواصلة الاستفادة من روح التضامن المشتركة. وهي دعوة للجميع إلى القيام بدورهم وباتخاذ موقف حازم ضد المعلومات الخاطئة والمصادر غير الموثوقة بينما نلتزم فقط بمشاركة البيانات الحقيقية المسندة بالعلم عن المخدرات لإنقاذ الأرواح. الصحة والمخدرات ووفقا لوزارة الصحة فإن المخدرات عبارة عن مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي، ويطلق لفظ (مخدر) على ما يُذهب العقل ويغيبه، لاحتوائه على مواد كيميائية تؤدي إلى النعاس والنوم أو غياب الوعي. وقد يؤدي استخدام المخدرات إلى ما يسمى (متلازمة التبعية)، وهي مجموعة من الظواهر السلوكية والمعرفية والفسيولوجية التي تتطور بعد الاستخدام المتكرر للمواد، وتتضمن عادة رغبة قوية في الاستمرار بذلك على الرغم من العواقب الضارة، حتى يصل إلى مرحلة الاعتماد عليها وظهور أعراض انسحابية. والإدمان: هو رغبة قهرية للاستمرار في تعاطي المادة المخدرة أو الحصول عليها بأي وسيلة، مع الميل إلى زيادة الجرعة المتعاطاة؛ مما يسبب اعتمادًا نفسيًّا وجسميًّا وتأثيرًا ضارًا في الفرد والمجتمع. وأنواع المخدرات كثيرة وأشكالها متعددة، وهي خطيرة، سواء ذات المصدر الطبيعي (القات، الأفيون، المورفين، الحشيش، الكوكايين، وغيرها)، أو ذات المصدر الاصطناعي (الهيروين والامفيتامينات وغيرهما)، وأيضا الحبوب المخدرة والمذيبات الطيارة. والمخدرات الأكثر انتشارًا في المملكة هي: مادة الحشيش، ثم حبوب الكبتاجون، ثم مادة الميثامفيتامين (الشبو)، وكلها مواد خطيرة تؤدي إلى الأمراض النفسية والعقلية والجسدية الخطيرة. ومن أسباب الوقوع في المخدرات، أسباب أسرية وبيئية، وكذلك القدوة السيئة من قبل الوالدين، وإدمان أحد الوالدين، كما ان التفكك الأسري، وإهمال الوالدين لأبنائهم من أهم الأسباب.، إضافة لأصدقاء السوء، والفراغ، والسفر إلى الخارج دون رقابة، وضعف الوازع الديني، واضطرابات الشخصية، وحب الاستطلاع. ومن أعراض إدمان المخدرات: النعاس، الرجفة، احمرار العينين، واتساع حدقة العين. عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والمظهر العام، فقدان أو زيادة الشهية، هالات سوداء تحت العينين، اضطرابات النوم. ومن أهم آثار مضاعفات إدمان المخدرات: مضاعفات نفسية (مثل: التغير في الشخصية، والتدني في الأداء الوظيفي والمعرفي)، أعراض ذهنية (مثل: الشعور باللامبالاة، وفقدان الحكم الصحيح على الأشياء)، إصابة جهاز المناعة (مثل: الإصابة بالأمراض الجنسية، والأمراض الفيروسية كالتهاب الكبد الفيروسي)، الاضطرابات الهرمونية (مثل: العقم والتأثير في عملية الإخصاب)، التفكك الأسري ومشكلات الطلاق، انتشار الجرائم للحصول على المال. خطر المخدرات ووفقا للمديرية العامة لمكافحة المخدرات فإن آثار التعاطي وخيمة، فعلى سبيل المثال الكوكايين والأمفيتامينات أخطارها كبيرة فآثار الجرعات المضاعفة: تهيج الجهاز العصبي السمبثاوي، ارتفاع ضغط الدم، عدم انتظام دقات القلب، ارتفاع درجة الحرارة، الذهان، التسمم الحاد، الأوهام، الهلوسة، الهياج، العنف. وآثار التعاطي المزمن: تشوش الحس، النمطية، النوبات الصرعية، الاكتئاب عند الانقطاع، التهاب الأنف، التهاب الكبد الوبائي، الوفاة. أما مشتقات الأفيون (أفيون - مورفين) هيروين - كودايين. فآثار الجرعات المضاعفة ،التخدر، ضعف الإحساس بالألم، تبلد الإحساس، حالة الحلم، الغثيان، التقيؤ، تشنج الحالب وقناة الصفراء، ضعف التنفس، الإغماء عند التعاطي مع الكحول والمسكنات، اختلال حرارة الجسم، ضعف الهرمونات الجنسية. وآثار التعاطي المزمن: اضطرابات في إفراز الهرمونات الوطائية والنخامية، الإمساك، التهاب الكبد الوبائي، تقلصات عند الانقطاع، الإسهال، التقيؤ، التهاب الجلد، التدمع، سيلان الأنف، الغرغرينة، الإصابة بنقص المناعة المكتسب (الإيدز)، الوفاة. أما المهلوسات "PCP,LSD"، فآثار الجرعات المضاعفة تهيج الجهاز العصبي السمبثاوي، تخيلات سمعية وبصرية، هلوسة، ضياع الشخصية، ال"PCP" فقط، حمى شديدة ترنح، هياج عنف، الاختلاجاتوآثار التعاطي المزمن: ارتجاع، هبوط، حالات ذهنية ممتدة، تلف الكبد، الوفاة.أما القنب (الماريجوانا) الحشيش، فآثار الجرعات المضاعفة: اعتلال نفسي حركي، التآزر مع الكحول والمسكنات، التشنج، سرعة نبضات القلب، جفاف في الفم والحلق، الشلل، هلاوس سمعية وبصرية. وآثار التعاطي المزمن: بلادة وبطء ذهني، تعطل الذاكرة والقدرة على التعلم، إصابة الدماغ، تعطل الاستجابة المناعية، الإصابة بالغرغرينة، العدوانية والقتل. عقوبات مغلظة ووفقا للمديرية العامة لمكافحة المخدرات، فإن نظام مكافحة المخدرات يفرق بين المهرب والمروج والمتعاطي على النحو التالي: المهرب: قرر النظام له أشد العقوبات، وهي القتل "الإعدام" لما يسببه تهريب المخدرات وإدخالها للبلاد من فساد عظيم لا يقتصر على المهرب بل يمتد إلى الأمة بأكملها فيصيبها بأضرار بالغة وأخطار جسيمة، ويلحق بالمهرب الشخص الذي يستورد المخدرات من الخارج، وكذلك الشخص الذي يتلقى المخدرات من الخارج فيوزعها على المروجين، ويفرق النظام بين من يروج المخدرات للمرة الأولى وبين العائد بعد سابقة الحكم عليه بالإدانة في جريمة تهريب أو ترويج، ففي الحال الأولى تكون العقوبة الحبس أو الجلد أو الغرامة المالية، أو بهذه العقوبات جميعاً حسبما يقتضيه النظر القضائي، وفي حال العودة إلى الترويج تشدد العقوبة، ويمكن أن تصل إلى القتل قطعاً لشر العائد عن المجتمع بعد أن تأصل الإجرام في نفسه، وأصبح من المفسدين في الأرض. ويعاقب المتعاطي بالحبس لمدة سنتين، ويعزر بنظر الحاكم الشرعي، ويبعد عن البلاد إذا كان أجنبياً، ولا تقام الدعوى العمومية ضد من يتقدم من تلقاء نفسه للعلاج، بل يودع في مستشفى علاج المدمنين، وقد أخذ النظام السعودي في ذلك بتوصيات الأممالمتحدة، أسوة بما هو متبع في الكثير من دول العالم، وعطفاً على مرضى الإدمان، وعملاً على علاجهم من هذا الداء. التعليم والمخدرات وتشارك وزارة التعليم باليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يوافق 26 يونيو من كل عام؛ لإبراز جهود المملكة في مكافحة المخدرات محلياً ودولياً، ورفع الوعي المجتمعي بخطر المخدرات، وتعزيز التكامل مع الجهود الوطنية للحد من آثارها على الفرد والمجتمع، من خلال الوحدات التعليمية والاثراءات والتطبيقات في المناهج، والبرامج والفعاليات المتنوعة، بما يسهم في تحصين الطلبة، واستثمار أوقاتهم، وإكسابهم المعارف والمهارات الحياتية لبناء شخصيتهم الوطنية، ومشاركتهم الفاعلة في التنمية المجتمعية. وتبذل وزارة التعليم ممثلةً في أقسام التوجيه والإرشاد والنشاط الطلابي بالمدارس وإدارات التعليم؛ جهوداً كبيرة في توعية الطلاب والطالبات بمخاطر تعاطي المخدرات وأثرها على سلوكهم، والحد من انتشارها بين فئات الشباب، وكذلك إقامة مسابقات ثقافية ورياضية وكشفية ومعارض توعوية. وتشارك الوزارة في تفعيل الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية عبر قطاعاتها التعليمية، والقيام بدور مشترك مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات لتطبيق خطط توعوية للحد منها. وتسهم أندية الحي التابعة لإدارات التعليم بمحافظات ومدن المملكة بأنشطة توعوية عبر حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك تنفيذ فعاليات ترفيهية ومسابقات ثقافية ورياضية ومعارض للتوعية بأضرار تناول المخدرات وأهمية تجنبها. وتنسجم جهود وزارة التعليم مع توجهات المملكة في تطبيق معايير مكتب منظمة الأممالمتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات "UNODC" لدفع مشاركة الأفراد والمجتمعات المحلية والمنظمات المختلفة في جميع أنحاء العالم للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، وزيادة الوعي بالمشكلة الرئيسة التي تسببها المخدرات في المجتمع، وتعزيز العمل الدولي لإيجاد مجتمع عالمي خالٍ من المخدرات. التعاطي عالمي وأظهر تقرير المخدرات العالمي لعام 2024، ارتفاع عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات إلى 292 مليون شخص في عام 2022، بزيادة قدرها 20% على مدى 10 سنوات. وذكر التقرير الصادر عن مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ومقره العاصمة النمساوية فيينا، أن "القنب لايزال هو المخدر الأكثر استخداماً على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم (228 مليون مستخدم). وجاءت المواد الأفيونية كثاني أنواع المخدرات الأكثر تعاطياً، إذ بلغ عدد المستهلكين 60 مليون شخص، وذلك رغم انخفاض إنتاج الأفيون العالمي بنسبة 74% في عام 2023، بسبب التراجع الحاد في إنتاج الأفيون في أفغانستان في عام 2023 بنسبة 95% عن عام 2022، وزيادة الإنتاج في ميانمار بنسبة 36%. ويشير التقرير إلى أن ظهور المواد الأفيونية الاصطناعية الجديدة، أدى إلى تفاقم آثار مشكلة المخدرات العالمية. وظهرت النيتازينات (مجموعة من المواد الأفيونية الاصطناعية التي يمكن أن تكون أكثر فعالية من الفنتانيل) مؤخراً في العديد من البلدان ذات الدخل المرتفع، مما أدى إلى زيادة في الوفيات التي يرجع سببها إلى الجرعة الزائدة. وأشارت المنظمة إلى تسجيل مستويات قياسية في العرض والطلب على المخدرات الأخرى كالامفيتامينات والكوكايين التي يتعاطاها 53 مليون شخص. وأوضح التقرير، أن جميع هذه الأصناف، أدت إلى ارتفاع اضطرابات تعاطي المخدرات والأضرار البيئية أيضاً كإزالة الغابات، وإلقاء النفايات السامة، والتلوث الكيميائي. وكشف التقرير عن إحصائيات أظهرت أن فرص الحصول على العلاج من الإدمان متاحة للرجال أكثر من النساء. كما أظهرت البيانات، أن واحداً فقط من كل 11 شخصاً يخضع للعلاج، من مجموع 64 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من مشاكل تعاطي المخدرات. وفيما يتعلق بجهود مكافحة المخدرات، فإن 2.7 مليون شخص تمت مقاضاتهم، بينما أدين أكثر من 1.6 مليون شخص حول العالم في عام 2022، على الرغم من وجود اختلافات كبيرة عبر المناطق فيما يتعلق باستجابة العدالة الجنائية. وقالت المديرة التنفيذية لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، غادة والي، إن إنتاج المخدرات والاتجار بها وتعاطيها لا يزال يؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار وعدم المساواة. وأضافت: "نحن بحاجة إلى توفير العلاج والدعم القائمين على الأدلة لجميع الأشخاص المتضررين من تعاطي المخدرات، مع استهداف سوق المخدرات غير المشروعة والاستثمار أكثر بكثير في الوقاية". ووفقاً لأطلس منظمة الصحة العالمية-الوحدة الخاصة، فقد أُفيد بأن 3,5%-5,7% ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و64 سنة على الصعيد العالمي يستخدمون مخدرات غير مشروعة، لكن يقدَّر أن ما بين 10% و 15% منهم يصابون بالاعتماد أو بنمط من الاستخدام الضار. ويُقَدَّر بأن انتشار اضطرابات تعاطي المخدرات في إقليم شرق المتوسط يبلغ 3500 لكل 100000 نسمة، وأن انتشار تعاطي المخدرات حقناً هو 172 لكل 100000، وأنه مسؤول عن فقد 4 سنوات من العمر المعدل باحتساب العجز و9 حالات وفاة لكل 1000 نسمة، مقارنة مع فقد سنتين من العمر باحتساب العجز وأربع حالات وفاة لكل 1000 نسمة على مستوى العالم.